Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

النظام في معبر نصيب.. ونازحو درعا يراقبون مصيرهم بحبس الأنفس!

ياسين الأخرس - SY24

يراقب النازحون المنتشرون على الحدود السورية الأردنية مصيرهم بعد الاتفاق الذي أُبرم مع الجانب الروسي، والذي يقضي بوقف العمليات العسكرية، مقابل تسليم المعارضة سلاحها، وضمان عدم دخول النظام، باستثناء معبر نصيب الحدودي.

وتمكن النظام السوري من السيطرة على معبر “نصيب” الحدودي بين سوريا والأردن بموجب الاتفاق مع روسيا، حيث تداول ناشطون صوراً لآليات عسكرية تتقدم باتجاه المعبر، بعد 3 سنوات من سيطرة الجيش الحر عليه.

ويبقى السؤال الأكثر جدلاً عن مصير 150 ألف نازحٍ اضطروا للخروج من منازلهم إلى الحدود الأردنية هرباً من قصف النظام السوري على البلدات التي تقع في ريف درعا الشرقي.

وبحسب مراسل SY24 أنه خلال الساعات الأخيرة وصل قرابة 3 آلاف نازح من الحدود إلى مدينة بصرى الشام التي تشكل الثقل الأكبر لريف درعا الشرقي، مشيراً إلى أنه من المتوقع وصول 3 آلاف نازح آخر إلى المدينة.

وأشار مراسلنا إلى أن الفعاليات المدنية والمجلس المحلي وغرفة الطوارئ المشكلة حديثاً يعملون على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، سواءً من خلال تأمين الغذاء أو الشراب أو الدواء.

وقصد المئات من أهالي المناطق التي سيطر عليها النظام السوري حديثاً مدينة بصرى الشام أملاً بالاتفاق الذي يقضي بانسحاب عناصر النظام من بلداتهم، ليتمكنوا من العودة إليها، كبلدتي “صيدا، الجيزة” وغيرها.

مخاوف من عمليات انتقام:

وبحسب الاتفاق الذي وُقع بين وفد المعارضة السورية والوفد الروسي أن على النظام السوري الانسحاب من البلدات التي سيطر عليها مؤخراً خلال عملياته العسكرية، مقابل تسليم المعارضة سلاحها، واستلام الشرطة الروسية زمام الأمور في المنطقة.

إلا أنه يبقى الخوف والشك يراود النازحين، فالآلاف منهم لم يعد لديهم ثقة بالجانب الروسي وبالنظام السوري الذي شن عشرات الغارات الجوية وقصف بمئات الصواريخ مناطق مدنية حتى أثناء عملية التفاوض.

أما بالنسبة للجيش السوري الحر، فقد عمل فصيل “تجمع أبناء السنة” على فتح المنطقة الحرة أمام المدنيين بالقرب من معبر نصيب، فالآلاف منهم يفضلون البقاء في مناطق المعارضة خوفاً من عمليات الانتقام الذي ينفذها النظام السوري عادةً بحق أهالي المناطق التي يدخل إليها.

 

 

اتفاق بلا غطاء أممي:

ويرى مراقبون أنه من الضروري أن يتم الاتفاق برعاية أممية كي لا يستفرد النظام السوري وروسيا بالاتفاق، خاصةً أن القصف الأخير أثناء عمليات التفاوض يشير إلى احتمالية نقض الاتفاق في أي لحظة دون محاسبة.

ولا يزال مصير أكثر من 400 ألف نازحٍ مجهولاً، حيث انقسم النازحون بين الريف الغربي الذي يستوعب 250 ألفاً بشكل تقريبي متوزعين على الحدود مع الجولان المحتل، والريف الشرقي الذي قصده قرابة 150 ألفاً، جميعهم يعانون من أوضاع

إنسانية سيئة.

وغطّت المساعدات الإنسانية التي دخلت من متبرعي الأردن والسوريين المتواجدين في الخارج جزءً يسيراً، إلا أن المعاناة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل شل حركة المنظمات الإنسانية والجمعيات الأهلية.

تعفيش وسرقات:

أكد مراسلنا أن النظام السوري منع دخول المدنيين إلى بلدتي “الجيزة وصيدا” بريف درعا الشرقي، بحجة التفتيش، لكن اتضح أن عناصر النظام يعملون كما المعتاد على تعفيش الأحياء السكنية وإفراغها بشكل كامل قبل الانسحاب.

ورصد ناشطون خروج عدة سيارات محملة بـ “عفش” منازل إلى خارج المنطقة لٌتباع في السوق الحرة وبأسعار زهيدة، ولعله السبب الرئيسي الذي دفع بناشطي وأهالي السويداء لإطلاق حملة ضد التعفيش بعنوان “ما منشتري مسروق” بعد أن لوحظ أثاث سكني يدخل بالأطنان إلى مدينة السويداء على يد النظام وميليشياته.

يشار إلى أن الاتفاق لم يُعلن عنه بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن الأنباء الأولية تشير إلى توقيع اتفاق التهدئة، خاصةً أن جميع الجبهات شهدت هدوءً كاملاً، مع دخول عناصر النظام إلى معبر نصيب الحدودي.