Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صحيفة موالية للأسد تسخر من “رجال الدين” وتصفهم بـ “الدجالين”

خاص - SY24

أثارت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام بشار الأسد والمملوكة لابن خالة الأخير “رامي مخلوف” جدلاً واسعاً بنشرها رسماً كاريكاتوريا يسخر من علماء الدين المسلمين ويصفهم بـ “الدجالين”.

وتعالت الأصوات من قبل فئة كبيرة من متابعي تلك الصحيفة داخل العاصمة دمشق، مطالبين الصحيفة الموالية بمسح الكاريكاتور الساخر والاعتذار بشكل صريح وواضح.

ونشرت جريدة الوطن، الأحد،  كاريكاتيراً لرجل دين إسلامي يقول لباحث في مختبر: يلزمني فأراً لأجرّب عليه “الدعاء” الجديد.

وهاجم وزير الاتصالات السوري الأسبق عمرو سالم، الصحيفة الموالية في منشور على حسابه في “فيسبوك” قائلاً: إن “هذا الكلام والرسم هو استهزاء مباشر بالدين الإسلامي وبفضل الدعاء ويعتبر عملا استفزازيا يترتّب عليه نشر اعتذار رسمي فوري على الأقل”.

وأضاف “سالم” أن “هذا الرسم ونشره ولّد صدمة كبيرة لدى المواطنين، ولدى كل مؤمن مسلم أو مسيحيّ، وإن كان الرسم يستتر بكلمة الدجّالين، إلّا أنّه استخدم زيا دينيا، والدعاء وهو فرضٌ ديني”.

وقال: إن “من يسخر من الدّعاء ومن الدين، فهذا مجرم في قانون الجمهوريّة العربيّة السوريّة، وإن كان رئيس تحرير جريدة الوطن صديقي، إلّا أنّ ذلك لا يمنعني بأن أدين هذا الفعل الشّنيع للجريدة”.

بدورها ردت الصحيفة الموالية وعلى موقعها الرسمي على الوزير السابق واصفة إياه بأنه “محامي عن الدجالين”، وقالت إن “الوزير أراد من خلال منشوره إثبات آيات قرآنية لا تمت للكاريكاتير بصلة”.

وأضافت أن “الوزير الذي من المفترض أن يكون قارئاً جيداً تجاهل عمداً (علماً أن الخط كبير وواضح) أن المقصود في الرسم هم فئة الدجالين، واختلطت عليه الأمور، ربما نتيجة المدة الطويلة التي يلازم فيها منزله بعيداً عن الأشغال العامة، فاعتقد، أو نمي إليه، أن الهجوم هو على الدين الإسلامي لا على الدجالين”.

واتهمت الصحيفة الوزير السابق بأنه محام عن الدجالين وقالت “ينصب عمرو سالم نفسه مدافعاً عن فئة الدجالين من رجال الدين، ويطالبنا نحن بالاعتذار بدلاً من أن يتبرأ من هذه الفئة التي عاثت فساداً ليس في سورية فحسب بل في كل العالم الإسلامي، ولدينا أمثلة كثيرة لسنا بوارد طرحها الآن كي لا نحرج معالي الوزير الأسبق الذي نرجو ألا يكون من تبعة دجال أمره بنشر منشوره، وخاصة أن الرجل يصنف نفسه من كبار المدافعين عن سورية التي ولحسن الحظ، ولكثرة الوعي، كان أهلها أول من لعن هؤلاء ولفظهم، فنجت من أفعالهم”.

وتابعت موجهة خطابها للوزير السوري السابق إنه “يهمنا أن يدرك السيد عمرو سالم، أن الله عز وجل هو من يحاسب عباده وليس الوزراء حاليين كانوا أم سابقين، ونتمنى عليه أن يقرأ جيداً الرسوم الكاريكاتورية، وألا يتسرع في نشر منشورات لا تليق بشخص من المفترض أنه على درجة عالية من الثقافة والاطلاع، وبدورنا نذكره بالآية القرآنية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)”.

ورغم رد الصحيفة الموالية إلا أن ذلك لم يشفع لها عند كثير من المتضامنين مع رأي الوزير السابق بضرورة حذف الكاريكاتير والاعتذار بدلاً من التهجم على الوزير.

وقالت إحدى المتابعات إن “كل الحق معك يا دكتور عمرو، وهذا الرسم الكاريكاتيري يوحي بمضمون معيب غير مقبول تحت أي مبرر أو تفسير ولاعلاقة له بحرية الرأي ولا بحرية النشر نهائياً، فالعالم كله في الشرق والغرب يتضرع إلى الله للخلاص من الوباء ويفترض في أهل الشام أن يكونوا السباقين في إخلاصهم لكل ما يمس الدين والمقدسات”.

وأضاف آخر أنه “لم أفهم من المقصود بهكذا رسم كاريكاتيري، هل نفذت لديهم الصور ليقوموا بإقحام الدين هذا عيب و مهزلة”، ورأى آخر أن “مقصد الكاريكاتير الاستهزاء بالدعاء الذي هو من شعائر الدين، وتصوير رجال الدين على أنهم دجالين”.

وقال أحد المحامين للوزير السابق إنه “دولة الوزير، حماك الله وجزاك كل خير بدفاعك عن ديننا الحنيف ورجالاته أمام هؤلاء الإمعة وشراذمة القوم، ولكن هؤلاء لا ينفع معهم كلام ولا نصح، فهكذا كان ردهم بمنتهى السقوط الأخلاقي، لذلك فإنني أدعوك لتحريك دعوى الحق الشخصي أمام محكمة بداية الجزاء ضد الصحيفة والرسام، لارتكابهم جريمة يعاقب عليها القانون وهي جريمة معلوماتية، وجريمة الإساءة وازدراء الأديان، وأنا كمحامي أضع نفسي بخدمتك في هذا السبيل”، ليعلن بعدها عدد من المحامين من أصدقاء الوزير السابق عن استعدادهم للمشاركة في رفع الدعوى ضد صحيفة “الوطن”.

ومساء الاثنين، وفي تمام الساعة 11:30، وبعد موجة الغضب التي أثارتها الصحيفة الموالية، أجبرت على حذف الكاريكاتير الساخر، مدعية في بيان، أنه “بعد التحريض الذي تعرضت له بسبب كاريكاتير حاول البعض تفسيره بغير حق مستخدمين سلسلة من الأكاذيب وأهمها أن كلمة الدجالين أضيفت طباعة وليس من أساس الرسم”، مضيفاً أن “للأمر دلالته، وبعد محاولات التأجيج وإثارة الفتن في وقت تعاني منه سورية من هذا المرض فإن الصحيفة تحذف الكاريكاتير منعا من الاصطياد في الماء العكر”.

وزعمت أنها تريد أن توضح لقرائها أن مثل هذا النوع من التحريض على الصحيفة والعاملين فيها مرفوض رفضاً تاماً، وأن “الوطن” أكثر من يحترم رجال الدين الإسلامي ولديها علاقات مميزة من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وعدد كبير من علماء بلاد الشام الذين نجلهم ونقدس إسلامهم الصحيح، ولذلك ومنعاً لأي تأجيج واستثمار في الشأن الديني، وحفاظاً على سلامة كل العاملين في صحيفة “الوطن” من التحريض، سنوقف هذا السجال هنا ونكتفي بهذا القدر من التوضيح، على أن نستكمل إجراءاتنا في القضاء السوري، الذي كلنا ثقة أنه سيلجم كل من يحاول إثارة النعرات الدينية والتحريض، مع الشكر لكل من فهم بشكل صحيح ما كان مقصوداً في الرسم الكاريكاتوري، والشكر أيضاً لكل من أخطأ فهمه لكنه لم يبادر إلى التحريض ضد الصحيفة والعاملين فيها”.

وتعرف صحيفة “الوطن” الموالية عن نفسها بأنها “تأسست منذ عام 2006 لتكون أول صحيفة سورية سياسية خاصة تصدر من دمشق”، ويدير رئاسة تحريرها المدعو “وضاح عبد ربه” المعروف بعلاقته الشخصية برئيس النظام “بشار الأسد”، حسب مصادر مطلعة.