كشف مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني”، عن السبب الرئيس الذي أدى إلى انهيار الاقتصاد السوري ووصول قيمة الليرة إلى أدنى مستوياتها تاريخيا، وذلك خلال حديثه عن ملايين السوريين الذين شردهم النظام داخل وخارج البلاد.
وقال “عبد الغني” في لقاء خاص مع منصة SY24، إن “أعداد النازحين داخل سوريا واللاجئين خارجها، تقدر بـ 13 مليون إنسان مقتلع من منزله، وأكثر من نصف الشعب السوري مهجر ولم يرجع إلى مناطقه ومنازله وأعماله”، مشيرا إلى أن “هذا السبب الأساسي الذي ضرب الاقتصاد السوري في مقتل وليست العقوبات التي كان لها أثر في ذلك لكن التشريد هو السبب الأساسي”.
وأوضح أن “أغلب الانتهاكات التي قام بها النظام السوري وحلفاؤه ارتكبت لتدفع الناس للتشرد والتخلي عن مناطقهم ليسيطر عليها النظام السوري ثم يفرض شروطه على عودتهم، منها الاستسلام والرضوخ ومنها التجنيد ومنها الابتزاز ومنها القوانين التي شرعها ليسيطر على ملكية هؤلاء، المرسوم 63 و66 والمرسوم المشهور رقم 10 وغيره”.
وأضاف: “نحن تحدثنا عن هذه المراسيم وعن الصعوبات التي تواجه اللاجئين والنازحين، وأوصينا بأن لا يعودوا إلى مناطق سيطرة النظام بسبب المخاطر التي تواجههم، وقد سجلنا حالات اعتقال تمت بحقهم وتحولوا لمختفين قسريا، النظام قام بتجنيد قسم منهم بشكل إجباري، ومنهم لاجئين حصلوا على عفو وقاموا بإجراء تسوية، ولم تعترف الجهات التي اعتقلتهم بالعفو، الجهاز الأمني الذي يعتقلهم لا يوجد أي جهة قادرة على محاسبتهم، لأن سلطة الأجهزة الأمنية أعلى من وزارة الداخلية وأعلى من السفارات وأعلى من الخارجية، لذلك نحن نوصي الدول بأن لا تعمل على الإعادة القسرية للاجئين الذين عبروا الحدود، لأن إعادة من غبر الحدود قسريا تعتبر انتهاكا للقانون الدولي، بغض النظر إن كانت الدولة مصادقة على اتفاقية اللاجئين أم غير مصادقة لأنه قانون عرفي”.
وعن الطريقة السليمة لعودة اللاجئين إلى سوريا، قال مدير الشبكة السورية، إن “الحل هو حدوث انتقال سياسي في سوريا، ولكن في ظل وجود هذا النظام وأجهزته المتوحشة لا يوجد أي أمل لعودتهم إلى مدنهم، وذلك بسبب عدم وجود أي جهة قادرة على ضمان عودة آمنة لهم”.
وتابع قائلا: “لا نثق بالروس، ونشاهد حاليا ما يحدث جنوب سوريا والمناطق التي يفترض أن روسيا ترعاها؛ الروس دجالين ومخادعين ولم نكتشف ذلك الآن لأننا شاهدنا ما حدث في مناطق تسوية أخرى، وحتى قبل مناطق التسوية لا يوجد أي ثقة برعاية الروس بالتسوية لأنهم سبب رئيسي في عملية التشريد، كون الطيران الروسي شارك في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي وأثناء الهجوم على درعا، وأيضا الهجوم على أحياء حلب الشرقية، وبالتالي الروس هم شركاء حقيقيين وفاعلين بجريمة التشريد القسري وأيضا الإيرانيين، لذلك لا يوجد أي طريقة سليمة ولا أي ضمانات
لا لعودة النازحين ولا لعودة اللاجئين”.
واعتبر أن “اللاجئين والنازحين في خطر حقيقي وهم مشردين، لكن التشريد والخيام أرحم من أن يعتقلهم النظام ويعذبهم ويخفيهم قسريا أو يجندهم مرة ثانية، وبالتالي سيكونون معرضين للقتل”.
واختتم مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني” حديثه مع منصة SY24، بقوله: “لا يوجد أي ثقة بالنظام الحالي، والحل هو رحيله عبر انتقال سياسي، ليتمكن بعدها النازحين واللاجئين من العودة إلى مناطقهم، وتبدأ بعدها عجلة الاقتصاد بالدوران وعودة الاستقرار نوعا ما”.
يشار إلى أن ملايين السوريين اضطروا للنزوح داخل البلاد واللجوء إلى الدول المجاورة والأوروبية، هربا من الموت على يد جيش النظام الذي استعان بروسيا وإيران، إضافة إلى عدد كبير من الميليشيات الأجنبية، بغية وأد الثورة السورية التي انطلقت شرارتها عام 2011 بسبب تعذيب أطفال درعا.
يذكر أن جيش النظام وحلفائه استخدموا جميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا في حربهم ضد أبناء الشعب السوري لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم المتمثلة بالحصول على حريتهم وكرامتهم، وتسبب ذلك بارتكاب آلاف المجازر بحق المدنيين واعتقال الآلاف منهم في السجون والمعتقلات في سوريا.