مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مناطق الشمال السوري منذ عدة سنوات، لجأت كثير من العائلات إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل عن الكهرباء، عن طريق شحن البطاريات الكبيرة من خلالها، وبالتالي تشغيل الإنارة وعدد من الأدوات الكهربائية، إلا أن مخاطر عدة نتجت عن الاستخدام الخاطئ أو نتيجة عبث الأطفال بها، وعدم اتباع الطريقة الآمنة لاستخدامها، ماسبب بانفجار عدد منها في المنازل أو الخيام، مخلفة حرائق وضحايا بشرية ومادية.
“بلال أبو حمزة” مهجر من ريف دمشق، يسكن غربي إدلب، يعتمد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، تعرض العام الماضي إلى حادثة انفجار بطارية كبيرة، أثناء وصله الشرطان بطريقة عكسية، وأدى تسرب الأسيد إلى إصابات خطيرة في عينيه، وحروق في وجهه ويديه.
يقول في حديثه إلينا :”لم أشعر إلا بصوت انفجار البطارية، وألم قوي في عيوني، لم أعد أرى شيئاً.. فجأة انطفأ كل شيء أمامي”.
تم إسعاف الشاب إلى المشفى، وأكد الطبيب المشرف على حالته أنه تعرض لتخرش حاد في عينيه، كان قد تسبب له في حالة عمى، لو لم يتم إسعافه بشكل فوري، ومع ذلك بقيت عينه اليسرى في حالة غباش، في حين تحسنت عينه الأخرى بعد ستة أشهر من الحادثة حسب ما أخبرنا.
وفي وقت قريب، استجاب فريق الدفاع المدني السوري، إلى حادث انفجار بطارية تغذية كهربائية في أحد منازل قرية المسطومة بريف إدلب، أسفر عن إصابة طفلة بحروق وكدمات إثر تعرضها لذلك.
كما سجلت العام الماضي عدة حالات مشابهة، نتيجة عبث الأطفال بها أو وجودها في مكان قريب من متناولهم، إذ يؤدي أي خلل في استخدامها إلى حدوث انفجار وتسرب مادة الأسيد الحارقة التي تسبب حروقاً في الجلد والعينين، إذ تعود معظم حوادث انفجار بطاريات الطاقة الشمسية إلى سوء الاستخدام.
يعمل الشاب “أبو أنس الشامي” في تركيب الطاقة الشمسية بمدينة إدلب، يقول في حديثه إلينا :إن “إتقان العمل أثناء وصل الطاقة الشمسية إلى البطاريات في المنزل، هو أحد أهم أسباب تجنب حوادث الانفجار”، مؤكداً على أهمية اتباع إجراءات السلامة خلال استخدام بطاريات الطاقة داخل المنزل أو الخيمة، للحد من الحوادث، وجعلها في مكان بعيد عن متناول الأطفال، فضلاً ضرورة وجود دارة فصل، تنظم كمية الكهرباء التي تصل البطاريات من الألواح ولاسيما في درجات الحرارة المرتفعة.
وفي سياق متصل التقت مراسلتنا “عبد الحليم الشهاب” متطوع في الدفاع المدني السوري، والذي أكد من خلال حديثه إلينا على ضرورة اتباع عدة نصائح عامة لتفادي انفجار البطارية، إذ قال إنه “يجب مراقبة وصيانة البطاريات بشكل مستمر ولاسيما في درجات الحرارة المرتفعة، إضافة إلى عدم وضع البطارية في أماكن مغلقة أو حارة أو سطح قابل للاشتعال، فضلاً عن ضرورة استخدام دارة فصل المسؤولة عن منع رفع جهد البطارية عن الحد المسموح به”.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على أقطاب البطارية محمية ومعزولة و”تشحيمهم” بشكل دوري لتقليل الأكسدة، وتخفيف الشرر الناتج عنها والتأكد من عدم وجود أسلاك مكشوفة لمنع حدوث أي ماس كهربائي.
يذكر أن الأهالي في الشمال السوري وغالبيتهم من المهجرين والنازحين، من مختلف المحافظات السورية، خبروا خلال السنوات الماضية مختلف الحوادث والأخطار التي تسببت بحالات وفاة عديدة ناهيك عن الموت بالقصف والحرب، نتيجة اعتمادهم على وسائل بديلة عن الكهرباء، والتي قطعها النظام السوري عن من المنطقة منذ عدة سنوات، وكذلك أدى القصف الحربي إلى خروج معظم محطات الكهرباء عن العمل بعد تدمير البنية التحتية للمنطقة بشكل متعمد.