Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

آثار البارة وسرجيلا في زمن الحرب ودور لجنة حماية الآثار في الحفاظ عليها

رند الفارس - SY24

البارة هي إحدى البلدات الأثرية التابعة لمحافظة إدلب، والتي تعتبر من أهم الكنوز التاريخية في سورية، تعود أبنيتها إلى عصور تاريخية قديمة جداً، وكانت تُعرف في العصر الروماني باسم “كاروبيرا” وتقع على السفح الغربي لجبل الأربعين، وتتمركز وسط هضبة كلسية، مما أكسبها موقعاً سياحياً هاماً جداً.

تشتهر البارة بزراعة الكرز والعنب والزيتون كما تحتوي على العديد من المعاصر الأثرية منها التي كانت تُستخدم لاستخراج الخمور من العنب ومنها كانت تستخدم لعصر الزيتون واستخراج الزيت في العصر البيزنطي، كما تحتوي على أحد أكبر مجموعة من المواقع الأثرية التي تعود إلى العهود البيزنطية والرومانية والعربية.

يرجع تاريخ البارة إلى القرن الأول قبل الميلاد وفق ما قاله “محمد العبود” مسؤول في لجنة حماية الآثار، وتكسب أهميتها التاريخية كونها أحد أهم المراكز الدينية قبل وبعد الميلاد، حيث كان يوجد فيها 6 كنائس، إضافة إلى آثار ثلاث كنائس مهدمة.

تحتوي هذه البلدة على عدد كبير من المدافن المميزة، والتي تدل على الهندسة المعمارية الرائعة في تلك العصور، من أهم وأبرز هذه المدافن “المدفن الهرمي”، بالإضافة إلى عدد من الأديرة أهمها دير سوباط وهو فيلا تعود إلى القرن السادس الميلادي، يتألف الدير من طابقين الأرضي ويتضمن أروقة تطل على باحة مربعة وفيها غرف كثيرة وقاعتين واسعتين وغرف للطعام بالقرب من المطبخ، كما وتضم البلدة قلعة تعرف باسم قلعة أبو سفيان أيضا هناك بقايا من الحضارات الإسلامية القديمة حيث عُثر على بقايا لمسجد أثري وحمام.

قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011 كانت المدينة قبلة للسياح من جميع أنحاء وجنسيات العالم نظرا لجمال أثارها المنتشرة بين الأشجار كما أفادنا “محمد العبود” مسؤول في لجنة حماية الآثار.

استضافت هذه القرية الأثرية عشرات النازحين وأسسوا فيها مسكناً لهم وألحقوا فيها حظائر للماشية، بينما دُمر جزء كبير منها إثر عمليات تجريب السلاح والقصف الجوي للنظام، وكثرة العائلات النازحة الوافدة إلى المواقع المذكورة والتي بنت البيوت المؤقتة من أحجار هذه الآثار القديمة بجوار تلك القصور الأثرية، بالإضافة إلى تحويل قسم منها لثكنات عسكرية.

وقال العبود “في ظل غياب الضوابط في الشمال السوري يستمر استنزاف البنية الأثرية ولم تفلح أي جهود للحفاظ على الإرث التاريخي، كما غابت المشاركة العالمية في عملية حفظ الآثار وإمداد المبادرات الفردية بالوسائل والمعدات العلمية لمتابعة عملها”.

بدورها قامت لجنة حماية الآثار بتوعية الناس بأهمية هذه المناطق وضرورة الحفاظ عليها فهي تراث البلد، لكن الحرب تفرض التجاوزات على الجميع ولا يزال المجتمع المحلي لا يعي بأهمية هذا الإرث التاريخي الذي يتعرض للكثير من الانتهاكات، وكذلك أعمال التنقيب عن الآثار والقطع الذهبية والقبور القديمة.

بالرغم من هذه الصعوبات لم تقف لجنة حماية الآثار مكتوفة الأيدي، بل قامت بالتعاون مع مركز إدلب بترميم الواجهة الشرقية لدير سوباط، بالإضافة إلى عمليات التنظيف ونشر لوحات التوعية بجانب المواقع الأثرية.