تعاني مدارس مخيمات الساحل والمدارس المتواجدة في مناطق سيطرة المعارضة بريف اللاذقية، من مشاكل عديدة أبرزها قلة الدعم ووعورة المنطقة الجبلية التي تلعب دوراً سلبياً في إمكانية وصول الطلاب إلى مدارسهم وغياب المواصلات، فضلاً عن أن العديد من مدارس المخيمات مؤلفة من خيم تتسرب المياه إليها خلال فصل الشتاء.
كل هذه العوائق دفعت “مديرية التربية الحرة” في اللاذقية إلى إجراء بعض الصيانات والتعديلات خلال العطلة بين الفصلين على المدارس التابعة لها في قرى الريف والمخيمات، كما افتتحت ثلاثة مراكز تعليمية جديدة تشمل الأطفال المتسربين عن المدارس بهدف إعادتهم مجدداً للدراسة.
وفي هذا السياق، قال “أبو حسن درويشو” أحد المسؤولين في مديرية التربية الحرة بريف اللاذقية لـ”SY24″: “نعمل على إصلاح المدارس والبنية التحتية لها، لا سيما في القرى التي كانت متوقفة فيها المدارس خلال السنوات السابقة نتيجة القصف، وتم تفعليها هذا العام كالغسانية ومرعند وخرماش، كما نعمل على تأمين قرطاسية للطلاب مقدمة من منظمة ihh التركية، وتزويدها بكافة الوثائق الخاصة بمديرية التربية من سجلات الطلاب والمعلمين”.
وأضاف المسؤول، “أجرينا بعض التعديلات داخل المديرية ذاتها من خلال إعادة هيكلتها وتنظيمها، وتم تأمين الدعم لثمانية مدارس، وهذه الخطوات تمت بعد الهدوء في المنطقة وتوقف القصف بشكل نسبي على قرى المدنيين في ريفي اللاذقية الشمالي وإدلب الغربي، فيما تحتاج مدارس المخيمات لجهد كبير تسعى المديرية ضمن إمكانياتها لتحسين وضعها، فهناك عشرة مدارس لا تتلقى الدعم ويعمل كادرها بشكل تطوعي”.
ولاقت هذه الإصلاحات ردود أفعال جيدة من قبل الطلاب والمدرسين بعد تحسين الواقع التعليمي ووضع المدارس وتوفرها في مختلف القرى والمخيمات، نظراً لإعادة تأهيل وافتتاح عدد من المدارس في المنطقة.
“عمر حميد” وهو أحد طلاب المخيمات، قال في لقاء مع SY24، “كنا نعاني كثيراً في المدارس بسبب الواقع السيئ والبرد الشديد وغياب المساعدات، أما الآن سوف نستقبل الفصل الثاني بشكل مختلف بعد تحسين المدارس وتأمين القرطاسية”.
وأكد “عمر” أن هناك عشرات الطلاب كانوا منقطعين عن الدراسة من بينهم أخيه والآن أتيحت لهم فرصة العودة وقاموا بالتسجيل في مركز الأطفال المتسربين الذي عملت على إنشائه المديرية في المخيم.
وتضم مخيمات النازحين من ريف اللاذقية والمتواجدة في مناطق ريف إدلب الغربي، 13مدرسة من بينهم مدرسة واحدة ثانوية، وتتبع معظم هذه المدارس لمديرية التربية بشكل مباشر، كما يبلغ عدد الطلاب في المنطقة حوالي 20 ألف طالباً، ونسبة المتسربين تزيد عن 70% بحسب إحصائيات المنظمات التعليمية العاملة في المنطقة.
