Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

دي مستورا: الأشهر الثلاثة المقبلة مهمة لإدلب.. كيف قرأها السياسيون السوريون؟

أحمد زكريا – SY24

من جديد، يخرج المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا”، بتصريحات تثير العديد من التساؤلات، وآخرها ما تحدث به حول أهمية الأشهر الثلاثة القادمة بالنسبة لإرساء الاستقرار في إدلب وتشكيل اللجنة الدستورية.

وقبل عدة أيام، لفت “دي مستورا” خلال مشاركته في ندوة منتدى قناة “تي آر تي وورلد” عن اللاعبين الإقليميين ومشاكل الشرق الأوسط، حول الأزمة السورية: إلى إن “الأشهر الثلاثة” المقبلة مهمةٌ جدًا لإرساء الاستقرار في إدلب، وتشكيل اللجنة الدستورية.

وقال دي مستورا إن “المفاوضات السياسية والعسكرية يجب أن تكون موجودة، حل الأمور من طرف تركيا وروسيا والناشطين على الساحة يمكن حماية ثلاثة ملايين في إدلب، وتركيا استقبلت ثلاثة ملايين ولا يوجد لها القدرة على استقبال ثلاثة ملايين آخرين، والآن يجب العمل على عودتهم لبلدهم”.

وتابع إن المدنيين داخل إدلب يقولون لسنا إرهابيين، ويريدون إسماع صوتهم عالميا، ويجب أن نعطي في الأشهر الثلاثة القادمة فرصة للتوازن.

النظام وداعموه أمام فترة تحدي

وعن قراءته لتصريحات “دي مستورا” والمقصود بأن الأشهر الثلاثة المقبلة مهمة لإرساء الاستقرار في إدلب قال الدكتور “يحيى العريضي” الناطق الرسمي باسم “هيئة التفاوض السورية” في تصريح خاص لـ sy24: إن “الأشهر الثلاثة تحدٍ، إما أن يأتي النظام ومن يدعمه إلى العملية السياسية مقتنعين أن النهج العسكري ليس حلًا ولا يوصل إلى حلٍ للقضية السورية، أو أنهم يستمرون بتلك المقاربة الاجرامية البائسة التي لم ولن توصل إلى حل”.

عدم اختصار القضية السورية بالدستور

وكان “دي مستورا” أشار في تصريحاته، إلى أن اللجنة الدستورية التي ستبت بالأمر هي التي ستبحث الحل السياسي، وقال: إذا ضاعت هذه الفرصة سنعود للحل العسكري، وهذا ربما يكون ميدانيا أو إقليميا نصرًا ولكن يزيد من مأساة اللجوء”.

وتابع أن “اتفاقية إدلب يجب قبولها، ويجب أن تكون حية ومستدامة، إضافة إلى تشكيل هيئة قانونية جديدة، وهناك تفاؤل في الأمم المتحدة”.

وفي هذا الصدد، رأى “العريضي” أن اتفاق سوتشي يشكل مقدمة لحل سياسي، وخاصة إن كان هناك انخراط فعلي في العملية السياسية، مشيرًا إلى أن شكل الحل السياسي يجب أن يكون وفق تطبيق القرارات الدولية، وعدم اختصار القضية السورية بالمسالة الدستورية، بل الوصول إلى توافقات بخصوص المحاور الأساسية في القرار 2254.

“دي مستورا” يخشى من فشل مهمته

بدوره، رأى المحلل السياسي “سامر خليوي” أن التفويض الممنوح لديمستورا شارف على الانتهاء، لذلك يريد أن ينجز اَي شيء حتى يقول: إنني لم أفشل بمهمتي وما حصل بإدلب هو إنجاز ونجاح للرئيس أردوغان، وبالتالي يريد دي مستورا أن ينسب جزء منه له شخصيًا لأنه الإنجاز الوحيد الذي تحقق بسوريا وهو منع عملية عسكرية في ادلب، علمًا أن دي مستورا مهد لهذه العملية وأيد الموقف الروسي.

واعتبر “خليوي” في حديثه لـ SY24، أن اتفاق سوتشي لن يحقق الحل السياسي لسببين: الأول أن مسار سوتشي عسكري وليس سياسي، والسبب الثاني عدم موافقة الأمم المتحدة والدول الغربية على إقرار اَي حل سياسي ينتج من سوتشي، وخاصة غضب الأمين العام للأمم المتحدة من روسيا بعد تراجعها عن الوعود التي أعطيت له فيما يخص مسار سوتشي.

وفي ردّ منه عن رؤيته للحل السياسي القادم في سوريا قال: الحل بسوريا مرهون بالتحرك الأمريكي والذي تتبعه الدول الغربية وبالاتفاق مع روسيا، التي ستكون مجبرة على التوافق على حل، وستكون مخرجات الحل بجنيف كي يكتسب الشرعية، معربًا عن اعتقاده بأن الحل سيبقي الأسد بالحكم لفترة زمنية يتلوها طريقة مقبولة لروسيا لخروجه من الحكم نهائيًا، مع المحافظة على ركائز النظام وإدخال بعض التعديلات عليه.

“دي مستورا” واغتنام الفرص

وفي تعليق منه على تصريحات ” دي مستورا” قال الباحث والمحلل السياسي “محمد سداد العقاد”: إنه ينبغي دائمًا أن يظهر “دي مستورا” تفاؤله ونجاحه في أداء مهمته وهي إنجاز التسوية في سوريا، وأعتقد أنه دائما “يهتبل” الفرص لكي يثبت أنه قادر على إنجاز شيء ما، وبالتالي فهو يعلق آمالًا شديدةً على اتفاق “سوتشي”، لذا فإنه يأمل في إنجاز شيء ما قبل انتهاء مهمته، وربما يعتبر إدلب مسوغًا لبدء الحل السياسي في سوريا.

وأضاف، أن نجاح اتفاق “سوتشي” وقدرته على التنفيذ والبقاء ستكون خلال الأشهر الثلاثة القادمة، أي بعد الخامس عشر من الشهر الحالي، وهي الفترة المحددة لسحب السلاح الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق عليها في سوتشي بين “أردوغان، وبوتين”.

اتفاق “سوتشي” قد يقود إلى حلٍ سياسي ما

ورأى “العقاد” أن اتفاق “سوتشي” قد يقود إلى نوع من تسوية ما كبيرة في سوريا، لأنه يفرض نموذجًا قد يرضي الحالات المطلوبة في سوريا، فهناك توزيع نفوذ وتوزيع قوى وهناك سيطرة وهناك حالة من الاستقرار، وربما هذا كله قد يكون مساعدًا على بدء حل سياسي ما في انتظار عامل الزمن، مبينًا أن عامل الزمن مهم جدا بالنسبة للقوى الكبرى جميعها والتي تعتمد على حدوث متغيرات، وهذه المتغيرات قد تكون لصالح جزء من الحل هنا أو هناك، وبالتالي قد تقود سوتشي إلى حالة من الاستقرار النسبي الجزئي التي من الممكن أن تقود إلى مرحلة حل سياسي.

سوريا ساحة لإرسال الرسائل والإجابة عليها

وعن الحل السياسي القادم بالنسبة للملف السوري قال “العقاد”: “أعتقد أن الأمم المتحدة لا تملك أي قدرة على إنفاذ حل نهائي للقضية السورية لأسباب عدة، ولعل من أبرزها عدم رغبة القوى الكبرى أو إرادتها في حسم الموقف السياسي أو العسكري، فبقاء الأزمة وإدارتها هي إحدى الاستراتيجيات القائمة حاليًا والتي يعتمد الأخرون عليها، إضافة للتنازع الكبير الذي يحدث بين القوى الكبرى في العالم على مستوى الأقطاب الكبرى، وموقع التأثير أو التبادل عبر سوريا، بمعنى أن سوريا أصبحت موقعًا لإرسال الرسائل والإجابة عليها بين القوى الكبرى.

الجدير ذكره، أن “دي مستورا” كان قد أعلن في منتصف الشهر الماضي، وخلال جلسة لمجلس الأمن، أن شهر (أكتوبر/ تشرين الأول الحالي)، سيكون حاسمًا بالنسبة للقضية السورية، مؤكدًا تمسكهم بقرارات مجلس الأمن للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مشيرًا إلى أن محادثات سوتشي دعمت مفاوضات جنيف بشأن ملف الدستور السوري، ومن شأن مؤتمر سوتشي أن يسرع تطبيق مخرجات مباحثات جنيف، لافتًا في الوقت ذاته، إلى أن ” إدلب باتت تشكل مصدر قلقٍ بالغٍ للجميع”.