Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

سوريات عبر الحدود لـ SY24: نركز على ملفي التعليم والجرحى للسوريين في الأردن

أحمد زكريا - SY24

على الرغم من انطلاقتها قبل ستة أعوام إلا أن منظمة “سوريات عبر الحدود” والتي أسستها مجموعة من السّيدات السوريات، تمكنت من ترك بصمةٍ وأثرٍ في حياة العديد من اللاجئين السوريين، من خلال التركيز على مشاريع تعنى بدعم المرأة والتعليم والجانب الإغاثي والطبي.

ومن أهداف المنظمة الرئيسة، بحسب موقعهم الرسمي على الانترنت، إعادة التأهيل الجسدي والمهني لمصابي الحرب السوريين، تقديم الدعم الإغاثي والطبي، التعليم والتدريب والدعم المهني، تمكين اللاجئين المستضعفين.

وللحديث أكثر عن عمل “منظمة سوريات عبر الحدود” وتاريخ النشأة والتأسيس، إضافة لأهم الإنجازات التي حققتها تلك المنظمة فيما يتعلق بدعم اللاجئين السوريين في دول الجوار على مختلف الأصعدة، التقى موقع SY24 بالسيدة “سمارة الأتاسي” وهي إحدى الأعضاء المؤسسين في المنظمة وكان الحوار التالي:

البداية بمبادرة إغاثية

طلبنا في بداية اللقاء من السيدة “سمارة الأتاسي” أن تعطينا لمحة عن نشأة وتأسيس منظمة “سوريات عبر الحدود” والمشاريع التي كانت باكورة انطلاقتها فأجابت: “بدأت “سوريات عبر الحدود” كمبادرة إغاثية بنهاية العام 2012، ثم تم افتتاح مركز لتأهيل الجرحى في شهر (شباط /فبراير 2013)، وكان جميع المؤسسين من السيدات السوريات، ليبدآ العمل على أكثر من مشروع”.

وأضافت الأتاسي: “على سبيل المثال مشروع “إعادة تأهيل الجرحى السوريين”، كما تم تأسيس مشغل ومطبخ خيري، وكان عدد كادر المركز بشكل كامل نحو 30 شخصًا ما بين رجل وامرأة من السوريين”.

وتابعت الأتاسي: “في السنة التي تلتها ومع بداية العام 2014 أسسنا مركزاً تعليمياً، يعتمد على طلاب التوجيهي، وتم إعطاء دروس تقوية للطلبة المقبلين على امتحان الثانوية العامة، وجميع الاساتذة ذو خبرة واطلاع على المنهاج الأردني، لكي يتمكن الطلبة السوريين من التفوق، ويتمكنوا من النجاح بمعدل عالي، وكانت جميع دورات التقوية في العاصمة الأردنية “عمان”.

وأشارت الأتاسي قائلةً: “أقمنا دورة في مخيم الزعتري، وقد حصل الكثير من طلابنا على درجات عالية في التوجيهي خلال السنوات الخمس الماضية، وبعضهم استفاد من دورات اللغات المقدمة في مركزنا وتمكن من أخذ منح في عدد من الدول الأوربية وكندا، بالإضافة لذلك لدينا بعض المشاريع الإغاثية والتعليمة في الداخل السوري، بوجود شريك محلي في الداخل”.

بارقة أمل للسوريين

وسألنا السيدة “الأتاسي” عن الأسباب التي جعلت الكثير من السوريين ينظرون إلى المنظمة على أنها بارقة أمل بالنسبة لهم فأجابت: “تعاملت “سوريات عبر الحدود” مع المهجريّن السوريين بشكل مباشر وكجمعية سورية تقدم خدماتها للسوريين في الاْردن”، مشيرةً إلى أن جميع المؤسسين هم سيدات، وكان يتم التعامل مع الجميع على أساس عائلة واحدة إن كان “مؤسسات، أو كوادر، أو طلاب، أو جرحى” وهذا ما أضفى طابعًا خاصًا على أجواء المركز.

وتابعت “الأتاسي”: كان تركيز “سوريات عبر الحدود” على ثلاثة أشياء رئيسة “الجرحى السوريين المتواجدين في الاردن، والسّيدات السوريات اللواتي ليس لديهن معيل، والطلاب السوريين الذين بحاجة تقوية في لغات أو تقوية في منهاج الثانوية العامة أو الذي بحاجة لدورات مهنيه”.

الوقوف إلى جانب السوريين من أهم الإنجازات

وفي ردّ من السيدة “الأتاسي” على سؤال حول أهم الإنجازات التي حققتها منظمة منذ نشأتها وحتى اليوم في مختلف المجالات أجابت: إن “من أهم انجازات “سوريات عبر الحدود” كانت وماتزال الوقوف إلى جانب السوريين على الرغم من جميع العقبات التي واجهناها، إلا أننا نحاول قدر الإمكان المساعدة”.

وتحدثت السيدة “الأتاسي” خلال اللقاء عن “برنامج تأهيل الجرحى” الذي بدأ في العام 2013 واستمر حتى غاية العام 2016 ليتوقف منذ ذلك الحين بسبب إغلاق الحدود الأردنية ومنع أي جريح سوري من الدخول إلى الأردن.

وبلغ عدد الجرحى الذين تمت معالجتهم في مركز تأهيل الجرحى، وفق تقديرات السيدة “الأتاسي”، 276 مصاباً من الرجال والأطفال والنساء، أصغرهم كان بعمر السنة وأكبرهم بعمر 76 سنة وكانوا جميعهم يقيمون داخل المركز، وتلقى كل جريح منهم العناية الكاملة ما بين إعادة تأهيل وتمريض وأدوية، ومنهم كان بحاجة لعمليات جراحية، بالإضافة الى توفير المأكل والمنامة مع وجود نشاطات للترفيه وعدم إشعارهم بأي نقص، لتصل نسبة المستفيدين السوريين من العلاج 99% وأيضاً 1% من مختلف الجنسيات.

ولفتت” الأتاسي” الانتباه، إلى استمرارهم حتى اليوم بالعمل مع الجرحى السوريين، من خلال القيام بدورات تدريبية لتعليمهم مهنة “الموزاييك السوري” كي يتمكنوا من إيجاد عمل بها لاحقاً، بعد أن أفقدتهم الإصابة والقدرة على الحركة والعمل بمهمتهم السابقة، بالإضافة إلى نشاطات رياضية ودورات خاصه بالسيدات، وجميع هذه النشاطات لمستخدمي الكراسي المتحركة.

أما عن عدد الطلبة المستفيدين من مركز “سوريات عبر الحدود” فبلغ ما يقارب من 1000 طالب سنوياً، بحسب ما تحدثت به “الأتاسي”، وتم إنجاز شراكة مع “المعهد البريطاني” لإعطاء دورات لغة انجليزية بمجمل 100 ساعة لكل دورة وقد استمرت الشراكة لمده سنتين، وتم استقطاب أعداد كبيرة من السوريين والأردنيين، وكانت جميع تلك الدورات مجانية.

غياب الدعم ومخاوف من عدم الاستمرار

وأعربت السيدة “سمارة الأتاسي” حينما سألناها عن آلية عمل المنظمة والجهات الداعمة التي تنسق معها، أعربت عن مخاوفها من عدم قدرة المنظمة على الاستمرار في ظل غياب الدعم، مرجعة السبب إلى كون الدعم المادي لسوريات عبر الحدود هو دعم شخصي “أفراد”، وبالتالي لا يوجد حتى اليوم أي دعم مادي مقدم من أي منظمة دّولية أو محلية.

وبيّنت “الأتاسي” أن من أهم ما يميز منظمة سوريات عبر الحدود أنها مستمرة بعملها وبالوقوف إلى جانب السوريين حتى اليوم رغم عدم وجود أي داعم، لافتةً إلى أن ذلك يشكل في ذات الوقت عقبة كبيرة بسبب الخوف من عدم القدرة على الاستمرار، مشيرةً في الوقت ذاته إلى التنسيق الذي تم طيلة فترة عمل المنظمة مع معظم المنظمات العاملة في الأردن إن كانت محلية أو دولية، مبينةً أن جميع الشراكات كانت للعمل فقط وليس شراكات مادية.

التركيز على “الطلاب والجرحى” فقط

وقلنا للسيدة “الأتاسي”: إن اللاجئين السوريين في الأردن وفي داخل المخيمات يواجهون خطر شحّ المعونات أو فقدانها وهناك نسبة كبيرة من العائلات تحت خط الفقر بحسب مفوضية اللاجئين فكيف تعمل منظمتكم على دعم اللاجئ السوري هناك فأجابت: أنه “مع عدم وجود أي دعم من أي جهة دولية، لا يوجد لدينا مشاريع ثابتة، لكننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم وتأمين حاجاتهم اليومية، وهناك بعض العائلات التي تم التكفل في مصاريفهم بسبب وضعهم السيء، ولكن يتم تركيز جهودنا على “الطلبة والجرحى والسيدات السوريات”.

وأضافت: “الإغاثة بحاجة إلى دعم وتمويل، ولكن منظمة “سوريات عبر الحدود” تركز طاقاتها على دعم مِلفي الطلاب والجرحى”.

دور الأمم المتحدة في دعم اللاجئ السوري

سألنا السيدة “سمارة الأتاسي” عن الأسباب التي تقف وراء تقصير “الأمم المتحدة والمنظمات الدّولية” عن دعم اللاجئ أو النازح السوري فقالت: “الأمم المتحدة تبذل جهدها ولكن هناك حاجة كبيرة للدعم، كون المشكلة الأساسية في الأردن هو عدم السماح للسوري في العمل في المهن الأكاديمية أو لحملة الشهادات العليا إن كان (طبيب، أو مهندس، أو صيدلي”… إلخ، وبهذا يكون الجميع بحاجة إلى مساعدة خاصةً أن النقص كبير جداً.

وأضافت: “السوري هو إنسان منتج ويحب العمل والإنتاج، ولا يحب أن يكون عالة على المجتمع، فعند السماح لبعض الحاصلين على الشهادات العلية بالعمل ضمن نطاق شهادتهم، فإن ذلك سوف يساعد الأمم المتحدة في التخفيف على الضغط في طلب المساعدات، لأنهم سوف يكونوا قادرين أن يمولوا أنفسهم من خلال عملهم، وبالتالي تتحول المساعدات إلى الأشخاص المحتاجين والتي لا تستطيع العمل (لظروف صحية أو أسباب أخرى).

وتابعت: “هناك مشكله أودّ أن ألفت الانتباه إليها أيضًا والتي تعدّ واحدةً من مشاكل السوريين في الاْردن، وهي أن الطلبة السوريين يعاملون معاملة “الأجنبي”، ولهذا السبب فإن نسبة كبيرة من الطلاب بعد مرحلة “التوجيهي” لم يتمكنوا من إتمام دراستهم، لأسباب مادية ولغلاء رسوم التسجيل، مشيرةً إلى أن الأمم المتحدة حاولت إعطاء بعض الطلبة منحة دراسية، ولكن يبقى الرقم قليل جداً ولا يغطي الجميع.

وختمت “الأتاسي” بالقول: “تشدّد سوريات على ضرورة أن يتمكن الطلبة السوريين من متابعة دراستهم، لأننا نريد لكل الشباب والسوريين أن يكونوا على قدرٍ عالٍ من التعليم، لأنهم مستقبل سوريا وهم من سيشارك في بناء سوريا وتطويرها في فترة ما بعد الحرب”.