Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

هل تتكرر حادثة غرق سفينة التايتنك مع الأسد وحلفائه؟.. “نيسان السوري” يجيب!

جواد أبو حمزة - SY24

في سنين سابقة شهد (أبريل/نيسان) أغلب الحوادث والكوارث العالمية كغرق سفينة التايتنك المشهورة، التي باتت قصتها وأحداثها مألوفة لدى الغالبية، وحتى لا نكون متجاهلين سنذكر بعض العربية منها كسقوط بغداد ودير ياسين الفلسطينية وبداية الحرب الأهلية في لبنان، بالإضافة لحوادث ومجازر سورية، كمجزرة ساعة حمص وجديدة الفضل وصيدا الحورانية.

كل ما ورد كان فقط للتذكير ببعض الحوادث في شهر نيسان، لكن ما تشابه علي اليوم من متابعة مجريات الأوضاع في سوريا والحالة التي وصلت بالشعب السوري في طوابير تعدت الكيلومترات من أجل الحصول على لترات من المحروقات في ظل الحرب الكونية على القيادة السورية الحكيمة كما يصفها الموالون للنظام، كانت أقرب إلى حد كبير من بعض مشاهد قصة التايتنك، فالبلاد في طريقها نحو الهاوية بفضل ربانها الحكيم ولا ضير عنده ما دام ينعم هو وعائلته وزمرته بما بات حلم المواطن والحصول عليه يتوجب الرصد والمتابعة والوقوف طويلاً في طوابير حتى تحصيله.

مواقف مختلفة ظهرت في اليومين السابقين تؤكد أن من السوريين من لا يزال يعيش أول نيسان منذ ثماني سنوات، وكأن على عيونهم غشاوة، فالنظام يراوغ ويكذب ولا بديل عندهم بحسب قول بعضهم ممن طل علينا عبر فضائيتهم، وأصبح توزيع المجلات للطوابير المنتظرة لغرض التسلية والترويح عنهم وتثقيفهم وتذكيرهم بأقوال القائد الخالد وخيارات الصمود شعارات الممانعة والتأكيد عليهم أن طوابيرهم هي ضمن مشروع المقاومة، لتطل بعدها العراضة الشامية للترفيه عنهم، وهو ما كان مشابه إلى درجة كبيرة مشهد الفرقة الموسيقية التي واصلت عزفها أثناء غرق السفينة، التي لم تشد إليها أثرياء التايتنك فهم كانوا مشغولون في تأمين أنفسهم ضمن قوارب النجاة وترك السفينة لعامة الشعب فيها للصمود ومواجه الغرق، وهو ذات المطلوب منهم حالياً أن لا يشغلهم سقوطهم أو يلهيهم ما ينتظرهم فقد يكفيهم نجاة ربانهم.

لكن تغييب المشهد الأبرز من قبل الفضائية بعد انتهاء العراضة الغنائية الشامية التي تخللها هتافات الصمود وهو نفاذ بنزين دراجة شرطي المرور الذي لم يجد من يدفعه للوصول لمخفره سوى عامة الشعب، وهو ما بات يرجح أن الأزمة تتفاقم وصمود النظام بات يتعرى ويظهر عجزه عن تأمين بنزين لدراجة أحد عناصره وأن الشعب هو من بات في خدمة الشرطة.

وللتايتنك كانت خصوصية كحال الأسد على لسان شبيحته منذ بدء الاحتجاجات ضده، فالتايتنك كانت السفينة التي لا تغرق واسمها يعني المارد وإن كان مبالغاً فيه، لاسيما وأنها توسمت بثلاث صفات لم تتسم غيرها بها من حيث الضخامة وعدم قابليتها للغرق بالإضافة للفخامة، لكنها غرقت في رحلة كانت الأولى والأخيرة، وهو حال راعي القيادة السورية أيضاً فهو الرئيس المقاوم الممانع المنتصر الذي نجح في عزل أمريكا مؤخراً وشطب أوروبا من الخارطة سابقاً وصموده على خلاف من أطيح بهم من حكام العرب ولا مبالغة في وصفه.

مشاهد الانتصار والصمود وإن قلت نظيراتها على شاشات التلفزيون الرسمي دائماً، باتت أقرب الى استغباء الشعب والرقص معه على أوجاعه على مبدأ أحد الأمثال الشعبية السورية “شغلتين ما حدا بيسمع فيهن منها موتت الفقير”، تماماً كما صور مخرج الفيلم الهوليوودي عرب التايتنك في لقطة استمرت ستة ثواني من الفيلم وإخفاء أو تجاهل مصير ما يقارب 80 عربياً باتوا منسيين كحال السوريين اليوم.

وكما كانت فاجعة السفينة قد حلت على الأغنياء والفقراء من راكبيها، إلا أن تفاوت النسب كبيرة من أعداد الناجين بنسب متفاوتة تكشف أن الموت يجب أن يكون من حصة عامة الشعب دائماً، فهم الضحية وعليهم دفع الثمن والصمود من أجل نجاة أصحاب الفخامات.

نيسان السوري لم يتغير منذ بدء الحراك الثوري، فقد كان دامياً منذ أول أيام الثورة السورية، فكان كاشفا لحقد أصحاب الفخامة على عامة الشعب وحجم الإجرام فيهم، بعد ارتكابهم أولى مجازرهم في أول نيسان ثوري راح ضحيته أكثر من 50 شهيداً وعشرات المصابين ومئات المعتقلين في صيدا شرقي درعا، من بينهم حمزة الخطيب الذي لحق من سبقه ممن سقط لكن تحت التعذيب، واليوم بعد ثمانية سنوات وإمكانية غرق العصبة، هل من الممكن أن يتجلى المشهد لباقي السوريين أصحاب جملة “الله يطفيها بنوره” ومعرفة السبب الحقيقي في إيصالهم لما هم عليه حالياً، ووقوفهم ضده لمرة واحدة مع أنفسهم وانتشال ما تبقى من المعلقين أملاً بالنجاة والعيش فقط، أم سيكون مصيره مشابهاً للتايتنك في الغرق معهم.