Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صحيفة بريطانية: الحكومة اللبنانية منعت تخفيف الضرر عن اللاجئين السوريين

وكالات - SY24

كشف تقرير أعدته صحيفة “ديلي ستار” البريطانية أن الحكومة اللبنانية منعت منذ بداية تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان إنشاء مخيمات رسمية لهم، ورفضت جميع المبادرات الرامية إلى تحسين أوضاعهم وتخفيف الضرر عنهم، لخشيتها من إنشاء مستوطنات طويلة الأجل شبيهة بالمخيمات الفلسطينية في البلاد.

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن الحكومة اللبنانية رفضت عدة محاولات لتحسين ظروف مخيمات السوريين واستبدالها بمقطورات ووحدات سكنية قادرة على التحمل أكثر من الخيام، مشيرةً إلى تقرير نشرته الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 2015 والذي أكدت فيه رفض الحكومة اللبنانية استبدال الخيام بصناديق خشبية، وانتقدت ذلك باعتبارها “تبدو دائمة أكثر من اللازم”.

وأكد ناصر ياسين مدير أبحاث في الجامعة الأمريكية في بيروت أن الوضع في المخيمات من الممكن تخفيفه من خلال اختيار الأماكن المناسبة لإنشائها وتجنب المواقع التي من الممكن أن تفيض، مضيفاً أن القليل من هذه الإجراءات يمكنها أن تقلل من أثر العواصف والظروف الجوية القاسية.

وأضافت الصحيفة أن العاصفة “نورما” التي ضربت المنطقة مؤخراً ألحقت الضرر بأكثر من 570 مخيماً غير رسمي كانت تضم أكثر من 22.500 لاجئ، واستجابت منظمات الإغاثة من خلال تقديم المساعدات العاجلة مثل الفرش والبطانيات، والعوازل البلاستيكية، إضافةً إلى نقل بعض العائلات المتضررة إلى مراكز إيواء مؤقتة.

وقالت “ريم حسوني” منسقة الاستجابة للعاصفة نورما في منظمة “بسمة وزيتونة”: إن المنظمات غير الحكومية وضعت خطة للتخفيف من أضرار العواصف التي قد تحدث مستقبلاً في منطقة وادي البقاع، من خلال فرش الحصى في المخيمات بهدف رفع مستوى الأرض وتصريف مياه الأمطار بشكل أكبر، إلا أن نقص التمويل لن يسمح بتنفيذ إجراءات الحماية في جميع المخيمات.

تابعت “حسوني”: إن الإجراءات التي تم اتخاذها قد تقي اللاجئين حتى نهاية فصل الشتاء الحالي، إلا أنها تبقى خياماً وستبقى عرضة للخطر، خاصةً في ظل السياسة التي تتبعها الحكومة اللبنانية تجاههم، مضيفةً أن ما حصل لمخيمات السوريين في لبنان الأسبوع الماضي أمر مشين للغاية، بسبب تواجد المنظمات الدولية والأمم المتحدة، ولكن لا أحد يستطيع الضغط على الحكومة لإيجاد حل جذري لذلك.

وأوضحت بعض المنظمات غير الحكومية أن الميزانيات الضعيفة للمخيمات والأعمال الإغاثية منعت التحضير قبل دخول فصل الشتاء، إلا أن المشكلة الأساسية هي سياسة الحكومة القائمة على منع بناء مخيمات رسمية للسوريين، أو حتى بناء هياكل في المخيمات غير الرسمية.

ونقلت الصحيفة تصريحات للمتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان “ليزا أبو خالد” والتي أكدت فيها أن المنظمة كانت تسعى للحصول على موافقة الحكومة لاتخاذ إجراءات لتحسين ظروف المخيمات ولحماية اللاجئين بشكلٍ أكبر ضد مخاطر العوامل الطبيعية بإنشاء مبانٍ مؤقتة دون أن تبقى دائمة، لكنها لم تتلقَّ أيّ استجابة.

تجدر الإشارة إلى أن العاصفة الثلجية “نورما” التي ضربت المنطقة الأسبوع الماضي أدت إلى إغلاق معظم الطرق المؤدية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال وضهر البيدر، كما أدى فيضان النهر الكبير إلى وفاة طفلة سورية وإغراق عدد من الخيام وتخريبها وتشريد قاطنيها وسط مناشدات من قِبَل الأهالي للتدخل وإنقاذهم وإيصال المساعدات لهم بشكلٍ عاجلٍ.