Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مركز سياسي: الحرب في سوريا ستطول واتفاق إدلب ضمادة مؤقتة

خاص - SY24

كشف مركز السياسة العالمية، أن الحرب ستطول أكثر من المتوقع في سوريا، بسبب عدم توافق وجهات النظر للأطراف الفاعلة على الأرض، وذلك بعد أيام تأكيدات روسية على استمرار عملياتها في إدلب بالرغم من وقف إطلاق النار المبرم منذ الخامس من شهر آذار/مارس الماضي.

وقال المركز إن “التوتر في العلاقات الروسية التركية يتزايد على مختلف الجبهات سواء في سوريا أو ليبيا”، متوقعا عودة القتال في المستقبل القريب في سوريا.

واعتبر أن الاتفاقات الروسية – التركية الحالية، ليست إلا ضمادة مؤقتة، لأن الأهداف الروسية والتركية غير متوافقة.

وأكد أن تركيا تريد إنشاء منطقة عازلة كبيرة شمالي سوريا، بينما تسعى روسيا إلى بسط سيطرة النظام على جميع أنحاء سوريا.

وقبل أيام ألمحت روسيا وعلى لسان سفيرها في دمشق “الكسندر يفيموف”، إلى عدم التزامها بأي اتفاقيات تتعلق بتطورات الوضع في إدلب بحجة محاربة الإرهاب، مؤكدة عزمها إعادة كامل الأراضي السورية للنظام السوري.

وادعى “يفيموف” في تصريحات نقلتها وسائل إعلام النظام، إنه “ننطلق من أن اتفاقات وقف إطلاق النار في إدلب أياً كانت، لا تلغي ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب بلا هوادة، وإعادة الأراضي لسيادة السلطات السورية الشرعية في أسرع وقت”.

وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي والباحث في الشأن الروسي “عبد الفتاح أبو طاحون” لـ SY24، إنه “لفهم حقيقي لتصريحات أي مسؤول في أي مجال ـ يجب الأخذ بالاعتبار المكان الذي تصدر فيه التصريحات وكذلك الجمهور والفضاء المقصودين في هذه التصريحات أو تلك”.

وأضاف أن “سفير روسيا في سوريا يختلف في موقعه عن سفير روسيا في تركيا أو  إسرائيل مثلاً، فتصريحاته مستمدة من طبيعة العلاقة مع الدولة المقيم فيها ومن طبيعة المرحلة التي تعيشها العلاقة الثنائية”.

ورأى أن “تصريحات السيد الكسندر يفيموف في دمشق والموجهة للنظام ومؤيديه وفضائه الذي يسيطر عليه، لا تختلف عن تصريحات مسؤولي النظام السوري أنفسهم، فهي تحمل طابع الطمأنة وعبارات كلاسيكية تُكرر للتعبير عن عمق الصداقة والعلاقة الوطيدة متجافية مع الواقع المرير لهذه العلاقة التي تتسم بروح التبعية المذلة”.

وتابع أنه “في حقيقة الأمر الصداقة قائمة بين أنظمة وليست بين شعوب وتراعي فقط مصلحة النظامين وبالأولوية مصلحة النظام الروسي”.

وأشار إلى أن “السفير في تصريحاته تطرق لدغدغة مسامع النظام وأتباعه بكلمات عن أحلامهم في استرجاع إدلب إلى حضن  الوطن (النظام)، وعن أحلامهم بالقضاء على سكان إدلب الذين يعتبرونهم الإرهابيين الحقيقين”.

وقال “أبو طاحون” إن “النظام لا يريد أن يدرك أن العلاقات الروسية التركية أوسع من العلاقات الروسية معه، وملفاتها أهم وتشمل ملفات اقتصاد واتفاقات اقتصادية استراتيجية ضخمة تبني روسيا عليها استراتيجياتها الاقتصادية، مثل ملف خط ترانزيت الغاز الذي يمر عبر الأراضي التركية، وملفات أخرى لا تقل أهمية مثل دخول تركيا سوق السلاح العالمي كمنافس قوي لروسيا، وكذلك اقترابها من سوق الغاز”.

وختم بالقول إن “النظام لا يريد أن يدرك أنه بينما كان هو يتلقى الضربات  العسكرية التركية في مارس الماضي، كانت العلاقات الروسية التركية (الاقتصادية) في حالة من أفضل حالاتها والتي أثمرت عن عقد اتفاقية ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي التركية، لذا يبقى خطاب السيد يفيموف خطاباً متماشياً مع جملة خطابات نُخب النظام التي تحمل الطمأنة والتخدير متغاضية عن الحقيقة القائمة على أرض الواقع”.

يذكر أن محافظة إدلب شمال سوريا، تشهد وقفا لإطلاق النار بين النظام والمعارضة بموجب الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا في الخامس من شهر آذار/مارس الماضي، إلا أن ناشطين أكدوا أن “النظام وميليشياته يحشدون قواتهم في محيط منطقة جبل الزاوية ويستعدون للقيام بعملية عسكرية جديدة”.