Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ميليشيا الحشد الشعبي تنشئ نقاطاً أمنية قرب معبر القائم – البوكمال.. ما هدفها؟

أحمد زكريا - SY24

 

 

في خطوة وصفها مهتمون بالشأن الإيراني أنها تهدف لتأمين دخول وخروج الميليشيات الإيرانية، أنشأت ميليشيا الحشد الشعبي، ما أسمته “نقاطا أمنية منتظمة” في محيط قضاء القائم غربي محافظة الأنبار من الطرف العراقي، بحجة تأمين محيط القضاء والشريط الحدودي بين العراق وسوريا.

ويشرف على تلك النقاط الأمنية ميليشا “اللواء 13” التابع لميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران، وستكون مهمتها وفق زعم الحشد هو تأمين محيط قضاء القائم من أية تسللات لفلول عصابات “داعش” الإرهابية، إضافة لتأمين الطريق الرابط بين سوريا والعراق.

وتثير تلك الخطوة من ميليشيا الحشد عدد من التساؤلات فيما يخص الأهداف الرئيسة من ورائها والتي تجري خلف الكواليس.

وفي هذا الصدد قال الباحث في الشأن الإيراني “علي رضا” لـ SY24، إنه “بالنسبة لتواجد القوات الحشد الشعبي في قضاء القائم، فهذا ليس إلا لتأمين المعابر الحدودية لفيلق القدس الإرهابي وامتداد النفوذ الإيراني الذي يمتد عبر العراق ليصل إلى سوريا ثم لبنان”.

وأضاف “رضا” أن “منفذ حصيبة الحدودي (البوكمال الحدودي)، هو أحد المعابر الحدودية الأربعة بين سوريا والعراق، والسيطرة عليها أو على المناطق المجاورة لها يساعد الحشد الشعبي وأسيادهم في تأمين الأسلحة والعتاد التي ترسل إلى سوريا، إضافة إلى تهريب النفط وغيرها بشاحنات، في الوقت الذي يعاني طهران من العقوبات الاقتصادية، وربما يكون التأثير الأهم هو استعراض العضلات في وقت يطالب المتظاهرين العراقيين في شوارع بغداد والبصرة بطرد إيران وعملائها من العراق”.

وتابع “رضا” قائلاً: إنه “بالنسبة لموضوع تسللات فلول داعش فهي مجرد حجة للسيطرة على النقاط الرئيسية في الشريط الحدودي، فيما يعرف الجميع أن تأمين الحدود من واجبات الجيش العراقي وليس الحشد”.

وكانت مصادر عسكرية مهتمة بالشأن الإيراني، ذكرت لـ SY24، أن “معبر البوكمال-القائم”، يسيطر عليه ميليشيا حزب الله اللبناني، وميليشيا فاطميون الأفغانية المدعومة من إيران، وميليشيا حيدريون العراقية المدعومة أيضاً من إيران.

في حين ليس هناك أي تواجد لقوات نظام الأسد بسبب قيام “قاسم سليماني” بتاريخ 27/7/2019 ، بزيارة الحدود وعزل النظام نهائيا، عبر طرد عناصره من الحدود السورية العراقية من جهة المعبر، بأوامر من الحرس الثوري الإيراني في دمشق، بسبب تدخلهم في شؤون الحدود واعتراض قرارات القيادات الإيرانية المتواجدة على المعبر، ويجري الآن العمل على إعادة تفعيله كمعبر رسمي بهدف إضفاء الشرعية على النظام التي يحاول حلفائه الاعتراف بها من قبل الفاعلين الإقليميين والدوليين.

وحسب المصادر العسكرية يوجد في المعبر حالياً حوالي 70 مقاتل تابعون لميليشيا فاطميون مع أسلحة ثقيلة ومتوسطة، كما يوجد 40  مقاتل من ميليشيا حزب الله اللبناني مع أسلحة ثقيلة ومتوسطة، بالإضافة إلى 90 مقاتل من ميليشيا حيدريون أتى بهم سليماني (قبيل اغتياله مؤخرا)، بأوامر من الحرس الثوري الإيراني.

وبالعودة إلى مسألة إنشاء الحشد الشعبي نقاطا أمنية عند معبر القائم، قال الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، العقيد “إسماعيل أيوب”، إنه “من المؤكد أن هذه النقاط الأمنية هي للسيطرة على الموقع أولا وتسهيل دخول الميليشيات والأسلحة والذخائر من إيران لسوريا، ولو كان الأمر غير ذلك لكانت تلك الميليشيات أنشأت مراكز على طول الحدود العراقية السورية والتي طولها 600 كم وهي مفتوحة على بعضها، فعلى سبيل المثال بين منطقة الـ 55 ومنطقة البوكمال هناك 250 كم فلماذا هذه الميليشيات تقيم نقاط عسكرية قرب منطقة القائم وقرب منطقة البوكمال؟”.

وأضاف “أيوب” لـ SY24، أن “هذا يؤكد أن تلك الميليشيات موجودة هنا فقط للسيطرة وحماية الخط الإيراني من طهران إلى بيروت، خاصة وأننا نجد بين الفينة والأخرى أن هناك طائرات مسيرة ربما تكون أمريكية وإسرائيلية تقوم ضرب هذه المليشيات منذ أكثر من 3 أشهر وحتى الآن وتوقع في صفوفها خسائر، عندما ترى أمريكا من خلال الأقمار الصناعية أن هناك ذخائر ممنوعة تنقل لسوريا وحزب الله يتم استهدافها”.

وأشار “أيوب” إلى أن ” ميليشا الحشد كونها تابعة لإيران وفي ظل وجود الخط الذي طالما سعت إيران للسيطرة عليه من البوكمال لديرالزور إلى تدمر وحمص ومنها إلى بيروت، فالاحتمال الأكبر أن وجودها هو للسيطرة على هذا المعبر والقوافل التي تأتي من طهران لدمشق ومن ثم إلى بيروت، وبالتالي ما دامت الميليشيات هي المسيطرة على القرار السياسي في العراق فستستمر بالتواجد في تلك المنطقة”.