Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

يرجح أنه لتخزين الصواريخ.. إيران تحفر نفقاً عند قاعدة “الإمام علي” في دير الزور

أحمد زكريا - SY24

تفيد الأنباء الواردة من محافظة دير الزور شرقي سوريا وتحديداً بالقرب من معبر “البوكمال” على الحدود السورية العراقية، عن قيام الميليشيات الإيرانية بحفر نفق قريب من القاعدة العسكرية الإيرانية (الإمام علي) في تلك المنطقة.

وذكرت وسائل إعلام غربية واستخباراتية متعددة أنه تم التقاط صور عبر الأقمار الاصطناعية، قبل يومين، رصدت حفر نفق بالقرب من تلك القاعدة الإيرانية، لافتة إلى أنه من المرجح بشكل كبير أن يكون تجهيز هذا النفق هو لتخزين الأسلحة الإيرانية والمعدات العسكرية فيه.

وتعتبر تلك القاعدة الإيرانية هي الأكبر من نوعها والأولى التي تم تأسيسها من الصفر في تلك المنطقة، وقد تعرضت تلك القاعدة في أيلول/سبتمبر الماضي، لضربة جوية إسرائيلية قيل حينها إنها استهدفت أسلحة كانت إيران تنقلها لتلك القاعدة، ليأتي حفر النفق بشكل متسارع عقب تلك الضربات الجوية.

ويشرف بشكل مباشر الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وعدد من القادة الإيرانيين رفيعي المستوى على بناء وإتمام تلك القاعدة التي تصر إيران على إتمام بنائها رغم الضربات و الاستهدافات المتكررة التي طالتها من إسرائيل.

وذكرت مصادر مهتمة بتوثيق الانتهاكات الإيرانية لـ “SY24، أن ما يجري في تلك القاعدة يتم بسرية تامة، لافتين إلى أنهم يرصدون بشكل مستمر خروج ودخول أرتال عسكرية تتبع لتلك الميليشيات الإيرانية بشكل مستمر إلى هذه القاعدة.

من جهته قال الباحث والمختص بالشأن الإيراني العسكري “ضياء قدور” لـ SY24، إن “القاعدة العسكرية، التي جرى إنشاؤها والعمل المستمر عليها، في محافظة دير الزور، بالقرب من الحدود السورية العراقية، أكبر قاعدة إيرانية في سوريا، إذ تسعى من خلالها طهران، لإيواء آلاف القوات الإيرانية فيها”.

وأضاف أن “توسع إيران في سوريا بقواعد عسكرية يعد أمرا هاما واستراتيجيا لطهران، من أجل توفير عدة مناطق لها في حال أرادت توجيه ضربات صاروخية لدول أخرى في المنطقة”.

ولفت إلى أن “النظام الإيراني يرى في (قاعدة الإمام علي)، أهمية جيوستراتيجية خاصة وأنها قريبة من الحدود العراقية بشكل كبير، وتستطيع خدمة أهدافهم في البلدين”.

وتبعد قاعدة الإمام علي العسكرية نحو 150 كيلومتراً، جنوب شرق دير الزور، وذلك على مقربة من معبر البوكمال الحدودي مع العراق، والذي تسيطر عليه المليشيات الإيرانية (حزب الله، حيدريون وفاطميون)، بالتنسيق مع الحشد الشعبي، في العراق، وهو ما يمثل منفذاً وطريقاً حيوياً لنقل السلاح، وتأمين نفوذ القوات الإيرانية، بينما تحتوي القاعدة على صواريخ موجهة بدقة، ومخازن وأعمدة أمنية، وسواتر حماية للحرس الثوري الإيراني، لتسهيل عملية نقل الأسلحة إلى سوريا، حسب “قدور”.

وأضاف “قدور” أنه “من خلال المتابعة المستمرة والرصد والتوثيق فإن القاعدة تحتوي على خمس منشآت جديدة يمكن تخزين الصواريخ فيها، بالإضافة إلى 10 منشآت أخرى، مهمتها أن تكون قاعدة عسكرية كاملة”.

وأشار إلى أن “الجزء الشمالي الغربي من القاعدة، يتواجد فيه نحو 10 مستودعات للأسلحة، ومخازن للصواريخ، ناهيك عن مبان جديدة، وهياكل تخزين صاروخية دقيقة التوجيه بحماية خارجية، وأن المباني الموجودة داخل القاعدة تكفي لإخفاء شاحنات وكميات كبيرة من المعدات والذخيرة، إضافة لوجود حواجز على جانبي المجمع العسكري، ووجود أنفاق داخلية محفورة تحت مستودعات كبرى”، ما يرجح أن الأنفاق ستخصص لتخزين أسلحة أو مواد حساسة، أو لتخزين ونقل صواريخ وأسلحة من العراق نحو سوريا”.

واختارت إيران بناء القاعدة العسكرية بالقرب من معبر (البوكمال-القائم) كونها تعتبر أن هذا المعبر هو البوابة الرئيسية للجسر البري الإيراني الذي يربط بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت، وذلك لضمان وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط، مما سيساعدها في تمرير الأسلحة وتخفيف النفقات الجوية عليها، حيث تقوم إيران بإدخال السلاح والذخائر والآليات الحديثة ومادة النفط لدعم الميليشيات الإيرانية الموجودة في مدينة البوكمال، كما تدخل أفواج الشيعة التي تأتي عبر باصات لزيادة المراقد والحسينيات.

وذكر الباحث العسكري “رشيد حوراني” في حديثه لـ SY24، أن “الحرس الثوري الإيراني في إنشاء قاعدة عسكرية لقواته على الطريق الواصل بين مدينة البوكمال ومحطة (الكم) النفطية شرق دير الزور، حيث استقدم أبنية مسبقة الصنع، وحفر خنادق في محيط القاعدة العسكرية الجديدة بالقرب من مدينة البوكمال”.

وأضاف أنه من “خلال الرصد والتواصل مع مصادر توثيقية خاصة فإن (قاعدة الإمام علي) ستكون مخصصةً للقوات الإيرانية الرسمية، ولن يدخلها أي من الميليشيات التي تدعمها إيران في محافظة دير الزور”.