Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انتشار العقارب يثير الرعب في مخيمات الرقة

خاص - SY24

“كنا سابقاً نرى عقرب أو اثنين طوال الصيف ولم نكن نعير لها اهتماماً، ولكن اليوم باتت العقارب ضيفاً ثقيل الدم علينا و بتنا نشاهدها بشكل يومي وبأعداد كبيرة الأمر الذي أثار لدينا حالة من الخوف والرعب دفعنا أحيانا للتوقف عن النوم”.

بهذه الكلمات وصف السيد “أبوعامر” حال المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف الرقة الشرقي والجنوبي، وذلك مع زيادة واضحة في أعداد العقارب والأفاعي لهذا العام مقارنةً بعددها خلال الأعوام السابقة وارتفاع أعداد المصابين بلدغاتها، وسط تخوف من الأهالي من تعريض حياة المدنيين وخاصةً الأطفال لخطرها.

تزامن ظهور العقارب مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة في المنطقة والتي وصلت في بعض المناطق الصحراوية لأكثر من 45 درجة مئوية في الظل، وتناقص معدلات المياه الجوفية وجفاف عدد كبير من الآبار الارتوازية التي كانت تمنع هذه الزواحف من الظهور، الأمر الذي بات يشكل خطراً حقيقياً على الإنسان والحيوان في الوقت ذاته.

يقول أبو عامر في حديثه لمنصة SY24: إن “مئات العقارب الصفراء الصغيرة باتت تتجول بحرية بين الخيام وفي الشوارع وداخل الأراضي الزراعية وتهاجم السكان المحليين والمواشي، إذ تسببت بمقتل عدد من المدنيين وعشرات الخراف والدجاج وسط غياب الأمصال المضادة لها لدى عدد من المستوصفات الصحية المنتشرة في المنطقة”.

وأضاف أن “عدد قليل من العيادات الخاصة تملك المصل المضاد للدغات العقارب والأفاعي بينما تفتقر المراكز الصحية التابعة للإدارة الذاتية لهذه الأمصال، حيث يضطر المواطن أحياناً للسير مسافات طويلة للوصول لأحد المستشفيات التي تقدم الأدوية والإسعافات الأولية للمصاب، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها”.

قاطنو المخيمات العشوائية في ريف الرقة طالبوا مؤسسات “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، بضرورة العمل على مكافحة العقارب والأفاعي والحشرات الضارة وتوزيع بعض أنواع المبيدات الخاصة بها على سكان المخيمات العشوائية على غرار ما كانت تفعل خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى توزيع الأمصال المضادة لها على المستوصفات الطبية الموجودة في المنطقة.

وفي سياق متصل، تحدثت مصادر طبية في مدينة الرقة عن ارتفاع كبير في أعداد المصابين بلدغات العقارب في المدينة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وسط تحذيرات للأهالي بضرورة رش المبيدات الحشرية والمبيدات الخاصة بالعقارب داخل المنازل وفي المناطق التي تتكاثر فيها وبالذات عند الأبنية المهدمة والأراضي الزراعية البعيدة عن مصادر المياه.

كما طالبت تلك المصادر بضرورة إسعاف المواطنين عقب تعرضها للدغة العقرب إلى أقرب مستوصف طبي لتلقي العلاج اللازم، مع تأكيدها قيام لجنة الصحة بتوزيع مئات الأمصال المضادة للدغات العقارب على عدد كبير من المراكز الصحية في منطقة وتقديمها بشكل مجاني للمواطنين، مطالبةً إياهم بأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر وعدم المبيت في العراء قبل التأكد من خلو المنطقة من أي حشرات أو حيوانات زاحفة.

والجدير بالذكر أن المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” قد توقفت عن توزيع المبيدات الخاصة بـ العقارب والحشرات الضارة على سكان المنطقة وبالذات المخيمات العشوائية، وذلك بسبب “انخفاض الدعم المادي لهذه المنظمات وعدم قيام الدول المانحة بالوفاء بتعهداتها تجاه قاطني المخيمات وسكان مناطق شمال شرق سوريا، ما قد يعرض حياة الآلاف من سكان المنطقة للخطر”.