Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

العودة إلى الدراسة.. حلم شابات سوريات في إدلب

SY24 -خاص

كان يوم الجمعة الماضي محطة جديدة في حياة الشابة “عبير عباس” 22 عاماً، بعد أن حققت حلمها في النجاح بالشهادة الإعدادية، عقب انقطاع طويل عن الدراسة استمر أكثر من سبع سنوات، عانت خلالهم من ظروف النزوح والقصف في محافظة إدلب.

شابات كثر أمثال “عبير” ابنة ريف إدلب الجنوبي، تركن الدراسة تماشياً مع ظروف الحرب القاسية التي عاشوها، ومنهن من كانت ضحية للزواج المبكر،  فيما امتنعت أخريات عن الدراسة ولم تتزوج وبقيت حبيسة المنزل، بسبب بعد المدارس عن أماكن السكن، أو بسبب خوف الأهل من القصف إذ تعرضت المنشآت التعليمية في سوريا منذ عام 2011 للقصف والتدمير الذي أخرجها عن الخدمة بشكل جزئي أو كلي.

إلا أن طلب العلم لا يحده وقته معين، بل هو متاح للراغبين في السير على دربه، رغم الصعوبات التي قد تواجه طالب العلم حسب ما أكدته “عبير”.

تقول في حديثها إلينا: إنها “أجبرت مثل كثير من فتيات جيلها على ترك مقاعد الدراسة قبل سبع سنوات، وكانت حينها من المتفوقات في الصف الثامن الإعدادي، غير أن نزوح عائلتها من مدينتهم باتجاه الشمال، وخوف أهلها عليها من الذهاب إلى المدارسة أثناء تعرض المنطقة للقصف من قبل قوات النظام جعلها تتخلى عن دراستها وتتزوج في سن مبكرة.

أنجبت “عبير” خلال سنوات الانقطاع أطفالها الثلاثة، ومازال حلم الدراسة يراودها بين الحين والآخر، خاصة عندما أصبح ابنها علي في الأول، وشعرت بأهمية  متابعة تعليمه من قبلها، وكان لزوجها دور كبير في التفكير بالعودة إلى التعليم رغم أنها أم وزوجة وربة منزل، تخبرنا أنه بالهمة العالية والرغبة والإصرار على خوض مغامرة العلم، جعلها تتحدى واجباتها ومسؤولياتها العائلية، وتتجه نحو الدراسة مجدداً.

لم تكن “عبير” الوحيدة بين صديقاتها من أقبلن على الدراسة بعد انقطاع، بل هناك حسب قولها العشرات من الأمهات والسيدات المنقطعات عن الدراسة، سواء في المرحلة الإعدادية أو الثانوية، عدن للكتب والدراسة مجدداً من منازلهن بمساعدة برامج ودروس على الانترنت، وحققن نجاحاً ملفتاً هذا العام.

تقول لنا: إن “الداعم الأول لها كان زوجها، بسبب وعد قد قطعه على نفسه قبل الزواج، بأن يساعدها في متابعة تعليمها بالوقت الذي تتاح لها الفرصة”، وتخبرنا أنه اشترى لها الكتب الصيف الماضي، وساعدها كثيراً في شرح وفهم الدروس الصعبة، وتعاون معها في أعمال وواجبات المنزل، كي يتيح لها وقتاً مناسباً للدراسة رغم ان أطفالها الصغار كانوا يشكلون تحدياً كبيراً لهم.

لم يتوقف طموحها عند لشهادة الإعدادية فهي تخطط للتحضير لدراسة البكالوريا ثم الدخول إلى الجامعة ودراسة الأدب العربي الذي تحبه منذ كانت في الابتدائية، حسب قولها.

فرحة النجاح لا يمكن وصفها، تقول “عبير”: إنها “وزعت الحلويات على أهلها وجاراتها وأقاربها فرحاً في النتيجة التي حصلت عليها، تمكنت من التغلب على ظروفها وواجباتها الأخرى في سبيل تحقيق طموحها” لتكون واحدة من آلاف الشابات السوريات اللواتي أثبتن قدرتهن على النجاح والإبداع، رغم الحرب والنزوح والتهجير والظروف الصعبة التي واجهتهن.