Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بين تدهور الليرة وارتفاع الأسعار.. كيف تأثرت عادات شرب القهوة في سوريا؟

SY24 -خاص

اختلال واضح في القدرة الشرائية، وفجوة كبيرة بين مستوى الدخل ومعدل الإنفاق لدى شريحة كبيرة من السوريين، والتي أثرت على أدق تفاصيل الحياة اليومية في الشارع السوري، وجعلت الأهالي يحتالون على ظروفهم المعيشية بالتخلي والاستغناء عن احتياجاتهم اليومية أو التقليص والتقنين والشراء بكميات قليلة جداً تماشياً مع الظروف الاقتصادية المتردية.

طال هذا الغلاء مشروبات شعبية كانت في الزمن القريب بسيطة متوفرة في كل منزل، إلا أنها أصبحت من الرفاهيات أو المغيبات عن موائد السوريين فلم يعد فنجان القهوة أو كأس المتة والشاي الذي اعتاد الأهالي شربه عدة مرات في اليوم وتقديمه للضيوف، في متناول الجميع.

مراسلنا في أسواق دمشق اطلع على أسعار المشروبات الشعبية وأشار إلى أن أسعارها باتت ضعف ما كانت عليه منذ أشهر، بسبب تدهور قيمة الليرة السورية مقابل سعر صرف الدولار، والذي قارب مؤخراً حاجز 14 ألف ليرة للدولار الواحد، حيث وصل سعر كيلو اللبن في أسواق دمشق وريفها أكثر من 100 ألف ليرة سورية،  مع وجود أصناف أرخص في السوق، ولكنها مغشوشة بمواد مطحونة مثل نواة التمر حسب ما أكده الأهالي.

بينما تراوح سعر كيلو الشاي مابين 150 _200 ألف ليرة، حسب النوع والجودة، وكذلك أصبح سعر علبة المتة بوزن 200 غرام  9 آلاف ليرة، وهذه المبالغ تعد كبيرة جدا على أسرة راتبها الشهري لايتعدى مئتي ألف ليرة سورية.

في الساحل السوري المعروف باستهلاكه مشروب “المتة” بشكل كبيرة، أفادت مواقع التواصل الاجتماعي بلجوء المواطنين هناك إلى بدائل أخرى للتخفيف من  استهلاكها  بعد ارتفاع أسعارها كنوع من أنواع التعايش والتأقلم مع الوضع الحالي، حيث قام عدد من الأهالي بشرب أوراق النباتات بعد تجفيفها و خلطها وطحنها مثل (أوراق شجيرة الريحان، أو الزيتون أو الزوفا والبابونج ) وتقدم كمشروب بديل عن المتة.

ثمة حيل أخرى استخدمتها الشركات التجارية لطرح أصناف المشروبات في السوق بعد ركود واضح في حركة البيع والشراء ولاسيما للكميات الكبيرة، إذ باتت المواد معبئة بظرف صغير يكفي لمرة واحدة، منها ما خصص للمتة والقهوة والشاي، ومنها للمواد الغذائية كالزيت والسمن والزعتر وغيرها، إذ يغلب السعر المنخفض على الحجم الصغير ويصبح بإمكان الفقير شراءه كونه يلائم دخله المعيشي القليل.

هذا ويعيش الأهالي في الداخل السوري ومناطق سيطرة النظام ظروفاً اقتصادية قاهرة، جعلت الحصول على لقمة العيش كل يوم بيومه أقصى أحلام المواطنين، ودفعهم إلى التقشف والتقنين والاقتصاد حتى في فنجان القهوة، وكأس المتة رغيف الخبز.