Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صيد الطيور البرية شرقي سوريا.. من الهواية إلى التجارة

SY24 -خاص

 “انطلقت منذ شهر إلى منطقة جبل عبد العزيز في ريف الحسكة الجنوبي وأقمت برفقة عدد من أصدقائي مخيماً صغيراً وباشرنا رحلتنا بالبحث عن طائر الحر النادر على أمل أن نحقق من وراءه ثروة مالية تساعدنا على تغيير نمط حياتنا بالكامل”.

بهذه الكلمات أكد الشاب “تركي العبد”، وهو من أهالي ريف ديرالزور الشرقي، أن هوايته في اصطياد الطيور والحيوانات البرية قد تحولت إلى مشروع تجاري جديد بعدما استطاع عدد كبير من الشبان تحقيق مكاسب مالية وصفت بـ”الخيالية” خلال فترة وجيزة، وذلك عبر اصطياد طائر الحر النادر وبيعه بأرقام مرتفعة وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 30 ألف دولار أمريكي.

وقال “تركي” في حديثه مع مراسل منصة SY24: “يبدء موسم اصطياد الطائر الحر بين شهري آب وتشرين الثاني وهي الفترة التي يهاجر فيها الطائر من شمال تركيا وأرمينيا تجاه الجنوب مروراً بسوريا بحثاًعن المناطق الدافئة، ولهذا قمنا بتجهيز المخيم لاصطياده عبر إعداد الكمائن والوقت الأفضل للصيد هي الفترة بين شروق الشمس والظهيرة حيث يبحث الطائر عن الطعام المتمثل بالطيور الصغيرة مثل القطا والحمام”.

وأضاف أن “طيور الحر لا تهاجر في جماعات وأسراب مثل بقية الطيور المهاجرة وتفضل السفر بمفردها والصيد كذلك لذلك نجد أن أغلب من يعثر عليه يجده وحيداً، ولهذا فإن مهمة البحث عنه تكون شاقة للغاية وأحياناً نضطر للمبيت في البادية لأكثر من 20 يوم متواصلة قبل أن نأخذ استراحة ليوم أو اثنين قبيل المعاودة للبحث عنه”.

وأردف “نستعمل عدة أنواع من الطيور مثل القطا والسمان والحمام البري كطعم للطير الحر، وذلك عبر ربطها داخل أقفاص شبكية تستطيع احتجاز قدمي الحر حال اقترابه منها، مع استحالة استعمال الأسلحة النارية في صيده كون ثمنه المرتفع يتعلق دائماً بصحته الجسدية وعدم وجود أي عيب فيه”.

وبحسب مصادر إعلامية فإن أسعار الطائر الحر في مناطق شمال شرق سوريا قد تجاوزت في الوقت الراهن حاجز الـ 200 مليون ليرة سورية، فيما استطاع عدد من الصيادين بيع طيورهم إلى العراق أو الخليج العربي بمبالغ خيالية وصلت لأكثر من 30 ألف دولار أمريكي، فيما لا تتجاوز تكلفة صيده في بعض الأحيان 500 دولار.

والجدير بالذكر أن تجارة الطيور الجارحة والبرية قد ازدهرت خلال السنوات الماضية نتيجة غياب قوانين تحظر عمليات اصطياد تلك الطيور أو تحد منها، ناهيك عن انتشار وسائل تقنية حديثة تساعد الصيادين على تعقب طرائدها واصطيادها، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت سوقاً لعرض تلك الطيور وبيعها في مزادات علنية خلال بث مباشر يتم عرض الطائر فيها أمام الزبائن قبل ان يتم شحنه إليهم أينما كانوا.