Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في الرقة.. سكان المخيمات يعتمدون على الأعشاب البرية بسبب أزمة الأدوية

SY24 -خاص

دفعت الأوضاع المعيشية السيئة التي يعاني منها قاطنو المخيمات العشوائية المتواجدة في محيط مدينة الرقة إلى العمل في مهن عديدة كانت منتشرة قبل عدة عقود قبل أن تنقرض خلال السنوات الماضية، لتعود مجدداً إلى الواجهة بسبب انعدام فرص العمل ومحاولة الأهالي الحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال بغرض توفير المستلزمات الأساسية التي يحتاجونها.

قاطنو المخيمات العشوائية في ريف الرقة اتجهوا لجمع الأعشاب البرية النادرة والتي تنبت في بادية المدينة وبالقرب من مجرى نهر الفرات بغرض بيعها إلى محلات العطارة في السوق المحلية، أو تحويلها إلى توابل أو أدوية الطب العربي البديل وغير ذلك من الاستعمالات الهامة التي تمتاز بها هذه الأعشاب.

مراسل SY24 في مدينة الرقة، أشار إلى ازدهار واضح في تجارة الأعشاب البرية في مدينة الرقة وخاصةً مع ارتفاع أسعار الأدوية وفقدان معظمها من الصيدليات واتجاه الأهالي إلى استعمال الأعشاب الطبيعية كبديل عنها، الأمر الذي دفع عدد كبير من سكان المخيمات العشوائية إلى العمل في جمعها بالرغم من المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء عمليات البحث عنها.

وقال المراسل إن عمليات البحث عن الأعشاب البرية ترتبط بنوع تلك الأعشاب فمنها البسيط الذي ينبت بالقرب من مجرى نهر الفرات أو في محيط المنازل و المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة مثل الزعتر البري وشقائق النعمان والبابونج وغير ذلك والتي تستعمل غالبها في مجال الطب البديل، فيما يواجه الباحثون صعوبة بالغة في العثور على بعض الأعشاب النادرة والتي لا تنبت إلا في عمق بادية الرقة وبشكل قليل جداً.

“ماهر الجاسم”، نازح من ديرالزور ومقيم في إحدى المخيمات العشوائية بمحيط مدينة الرقة، ذكر أنه اتجه للبحث عن بعض الأعشاب البرية النادرة في البادية السورية من جهة الجزيرة، مبيناً أن “معظم عمليات البحث باءت بالفشل لعدم تمكنهم من الدخول إلى عمق البادية خوفاً من تعرضهم للخطف أو القتل على يد العصابات وقطاع الطرق”، على حد قوله.

وفي حديثه مع مراسل SY24 في الرقة، قال:” تجارة الأعشاب البرية ازدهرت خلال الأعوام الماضية لعدة أسباب أهمها عدم قدرة الأهالي على شراء الأدوية وفقدان معظمها من السوق المحلية، بالإضافة إلى الاستعمالات المهمة لبعض هذه الأعشاب وبالذات خلال فصل الشتاء مثل البابونج والزعتر البري وغير ذلك، الأمر الذي حقق لنا أرباحاً جيدة بالرغم من الصعوبات والتعقيدات التي نواجهها أثناء عمليات البحث”.

وأضاف أن “هناك أعشاب غالية الثمن ولا تنبت إلا في مناطق معينة بالبادية يصعب الوصول إليها، وهناك أعشاب تستخدم في الطب البديل وأخرى تستخدم كنوع من التوابل أو تدخل في صناعة بعض السلع التجارية أو المشروبات الشتوية وغير ذلك، وجميع هذه الأعشاب يتم جمعها وبيعها في السوق المحلية بأسعار رخيصة مقارنةً بالجهد الذي يبذله جامعوها في البادية”.

وكان سكان مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، قد اتجهوا لاستخدام الطب البديل والطب العربي التقليدي والذي يعتمد بشكل مباشر على الأعشاب البرية التي تخرج في بادية المنطقة، وذلك بغرض علاج الكثير من الأمراض الموسمية والخطرة مثل الزكام والكريب والتهاب القصبات الهوائية آلام المفاصل والجهاز الهضمي وغير ذلك، وسط مطالبات بضرورة توفير بيئة مناسبة لجامعي تلك الأعشاب وحمايتهم من الهجمات التي قد يتعرضون لها خلال عمليات الجمع وخاصةً في عمق البادية.