Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف يؤثر غلاء الأسعار على حياة السكان شرق سوريا؟

SY24 -خاص

تشهد الأسواق المحلية في مدينة ديرالزور ارتفاعاً كبيراً في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ما تسبب بحرمان شريحة واسعة من الأهالي من شراء هذه المادة بشكل كامل، فيما اضطر آخرون إلى ترشيد استهلاكها بشكل كبير والاعتماد بشكل أوسع على الخضروات والبقوليات لتعويض النقص في المائدة اليومية لهم.

حيث ارتفع سعر لحم الغنم بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة ليصل سعر الكيلو الواحد منه إلى أكثر من 130 ألف ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو لحم البقر قرابة 120 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي تجاوزت فيه أسعار الدواجن حاجز الـ 50 الف ليرة في ارتفاع كبير في الأسعار بلغت نسبته 15٪؜ مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين وعلى السوق بشكل عام.

أهالي المدينة اتهموا الميليشيات الإيرانية بالوقوف خلف ارتفاع أسعار اللحوم في المنطقة وذلك بسبب استمرار عمليات تهريب الماشية إلى العراق عبر المعابر البرية غير الشرعية التي تديرها هذه الميليشيا بالقرب من مدينة البوكمال، ناهيك عن تناقص مساحة المراعي واتجاه عدد كبير من الرعاة إلى بيع قطعان ماشيتهم خوفاً من تعرضهم لهجمات مسلحة من قبل المليشيات الإيرانية وخاصة ميليشيا فاطميون الأفغانية.

مراسلة منصة SY24 في ديرالزور، قالت: إن أسعار اللحوم والدواجن قد أثرت بشكل واضح وكبير على حركة البيع والشراء في السوق المحلية، وبالذات مع اتجاه عدد كبير من رعاة الأغنام إلى بيع قسم كبير من قطعانهم لتأمين الطعام والدواء لبقية لقطيع، بالإضافة إلى التذبذب في أسعار العلف وعدم توفيره بشكل مستمر لهم من قبل مديرية الزراعة التابعة لحكومة النظام.

“أم أحمد”، من سكان حي الجورة في ديرالزور وموظفة في مؤسسة المياه، ذكرت أن “ارتفاع أسعار اللحوم بشكل كبير قد أثر على القدرة الشرائية لدى الأهالي ودفع عدد كبير من الأسر للتخلي عن هذه المادة بشكل شبه كامل، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات تهريب الماشية إلى العراق عبر قيادات الميليشيات الإيرانية بالرغم من قرار النظام إيقاف تصدير الماشية بشكل كامل”، على حد وصفها.

وقالت السيدة في حديثها مع مراسلنا: “لو وضعنا راتبي مع راتب زوجي ومع التقشف الكبير الذي نمارسه فإننا ما نزال غير قادرين على شراء نصف كيلو من اللحم في الشهر، لكننا ما نزال قادرين على شراء الدجاج بشكل متقطع ربما مرة أو اثنين في الشهر، في الوقت الذي حرمت فيه العديد من العائلات من اللحوم بشكل كامل بسبب وضعها الاقتصادي السيئ”.

وأضافت أن “بعض العائلات اتجهت لاستخدام السمك الذي ما يزال أرخص ثمناً من اللحوم الحمراء والبيضاء، في الوقت الذي اتجه فيه بعض الشباب إلى اصطياد العصافير والحمام من على الحدائق والأحراش والمزارع المنتشرة في محيط المدينة باستخدام وسائل بدائية مثل النقيفة والمقلاع وغير ذلك من الأدوات بهدف الحصول على اللحوم وبأقل ثمن ممكن”.

والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له تشهد أوضاعاً معيشية سيئة في ظل انخفاض الأجور وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، ناهيك عن انعدام فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة وغير ذلك من العوامل التي أثرت بشكل كبير على القدرة الشرائية للأهالي وحرمتهم من العديد من المواد الأساسية مثل اللحوم والأسماك وغيرها من المواد الأساسية.