Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الهول.. كيف تتمكن العائلات السورية من مغادرة المخيم هذه الفترة؟

SY24 -خاص

مخيم الهول هو مخيم للنازحين ولاجئي الحرب في شمال شرق سوريا، ويقع على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب شرق مدينة الحسكة، ويضم المخيم أكثر من 70 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، ومنهم عائلات من جنسيات أخرى.

تعيش العائلات السورية في مخيم الهول في ظروف صعبة، حيث يعاني الكثير منهم من الفقر والبطالة والأمراض، كما أنهم يتعرضون للضغوط الاجتماعية والنفسية، وفق أبناء المنطقة الشرقية.

تواجه العائلات السورية في مخيم الهول العديد من التحديات على رأسها: الفقر والبطالة، إذ يعاني الكثير من سكان المخيم من الفقر والبطالة، مما يجعل من الصعب عليهم توفير احتياجاتهم الأساسية.

ومن التحديات الأخرى، الأمراض، حيث يعاني الكثير من سكان المخيم من الأمراض، خاصةً الأمراض المعدية، يضاف إليها تحديات تتعلق بالضغوط الاجتماعية والنفسية، إذ يتعرض سكان المخيم للضغوط الاجتماعية والنفسية.

ووسط كل تلك التحديات، يعتبر خروج العائلات السورية من المخيم من أبرز وأهم المطالب التي ينادون بها، للتخلص من كثير من المشاكل الحياتية اليومية التي تواجههم.

ويذكر أنه في 2020، أصدر المجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” التابعة لقسد وبوساطة شيوخ ووجهاء العشائر، قراراً مفاده إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بالمغادرة من مخيم الهول وإعادتهم إلى مناطقهم.

تخفيض الدعم الإغاثي يجبر قسد على إخراج العائلات

ومؤخراً، شهدت المنطقة الشرقية اندلاع مواجهات بين قوات قسد وأبناء القبائل والعشائر السورية، ما زاد من حجم المخاوف من أن ينعكس ذلك على عملية إخراج العائلات السورية من مخيم الهول نظرا للخلافات الحاصلة بين الطرفين.

ولكنّ اللافت للانتباه أن إدارة مخيم الهول أعلنت أنها بصدد إخراج دفعة من العائلات السورية القاطنة في الهول، وذلك إلى مناطقها في دير الزور وأريافها، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة عن الآلية الجديدة لإخراج تلك العائلات، وما الأسباب وراء إخراج العائلات السورية وفي هذا الوقت بالذات؟.

ناشط من أبناء الحسكة قال لمنصة SY24، إن إدارة المخيم تعمل على إخراج العائلات النازحة وخاصة السورية، لأن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية خفضت من تزويد المخيم بالمعونات الإنسانية والإغاثية، ومن أجل ذلك رأت أن إخراج العائلات على دفعات هو الحل الأمثل للتخلص من الضغوطات الحاصلة في المخيم.

وأشار إلى أن إدارة المخيم وبهذه الخطوة تعمل على كسب الحاضنة الشعبية خصوصا بين العشائر والقبائل، لأن الظروف داخل المخيم لم تعد تطاق ولا يقبل بها أبناء العشائر، وفق تعبيره.

الدعاوى وسيلة بعض العائلات للخروج من الهول

وتتولى قوات سوريا الديمقراطية السيطرة الأمنية على مخيم الهول، لكن أعدادها ضئيلة للغاية مقارنة بحجم المخيم. إلى جانب الدوريات الأسبوعية، فإن الطريقة الوحيدة لقوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على النظام في الهول هي تنظيم حملات دهم وتفتيش من حين لآخر، حسب تقارير غربية.

وأوضح مضر الأسعد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية لمنصة SY24، أنه في كل شهر كانت الإدارة الذاتية المشرفة على المخيم وبناء على تدخل الشيوخ والوجهاء، تقوم بإطلاق سراح عشرات الأشخاص والعدد يصل في كل دفعة حوال 300 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.

وأضاف، كذلك السفارة العراقية بدمشق وبالتعاون مع أمريكا والتحالف الدولي، تقدم على استلام حوالي من 200 إلى 300 عائلة من مخيم الهول وإسكانهم في مخيم التاجي في العراق.

وتابع، كذلك هناك عائلات تقيم دعاوى قضائية ضد إدارة المخيم والإدارة الذاتية من أجل خروجهم من المخيم، ورغم أن إصدار القرارات القطعية من القضاء (تحت سيطرة الاسايش) إلا أن هناك عملية  تباطؤ في تنفيذ القرارات القضائية، حيث لا تتم إلا بعد دفع الرشاوى من أجل الإسراع في تنفيذ ذلك.

وكذلك هناك طريقة أخرى في عملية الخروج من المخيم، وتتم في دفع الرشاوى من “خمسة آلاف إلى عشرة آلاف دولار” إلى إدارة المخيم، ولكن بعد اكتشاف تلك الحالات أصبحت قليلة وفيها مخاطرة، حسب الأسعد.

وزاد موضحا، أن هناك بعض الأشخاص يقرون ويعترفون بأنه تم إخراجهم من المخيم على يد بعض الأطراف مقابل تنفيذ بعض عمليات زعزعة الأمن في الشمال المحرر، فإنه سيتم إخراج عائلاتهم من المخيم أيضا، وفق الأسعد.

وأكد بأنه على التحالف الدولي بقيادة أمريكا والأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية كاملة عما يجري في مخيم الهول،  وخاصة أن المخيم فيه حاليا أكثر من 20 ألف طفل يواجهون تفشي الجهل وعدم وجود مدارس، وأيضا انتشار الفقر والمرض والاغتيالات وغيرها من الانتهاكات.

عائلات تحتاج للدعم حتى بعد الخروج من الهول

ووفق أبناء المنطقة، لا يزال هناك الكثير من العائلات السورية التي تعيش في مخيم الهول، ويحتاجون إلى إلى الدعم من المجتمع الدولي للخروج من هذه الأزمة.

ولفتوا إلى أن هناك الكثير من الحلول التي يمكن أن تساعد العائلات السورية بعد خروجها من مخيم الهول ومنها: تقديم المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والملابس والأدوية، وتوفير فرص العمل مما يساعدهم على توفير احتياجاتهم الأساسية، ودعم البرامج الاجتماعية والنفسية التي تساعد العائلات السورية على التكيف مع حياتها الجديدة.

مخيم الهول يغلي

وتؤكد إدارة مخيم الهول أن الهدف الرئيسي لجميع الأطراف هو إعادة سكانه إلى وطنهم لإعادة دمجهم في المجتمع.

وبيّنت أنه منذ بداية العام، كانت هناك موجتان من الذين غادروا المخيم، حيث ضمت الدفعة الأولى 219 شخصاً عائدين إلى مسقط رأسهم في مدينة منبج شمالي سوريا، أما الدفعة الثانية فقد تمت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حيث عادت 92 عائلة من بينها 355 شخصاً إلى مدينة الرقة، وفق ما نقلت تقارير غربية.

وحسب التقارير ذاتها، فقد كان من المفترض أن تتم عملية إعادة القاطنين في الهول، لكن الدول الغربية أخرت القضية باستمرار إلى درجة أن مخيم الهول أصبح “يغلي” بشكل كبير، علاوة على ذلك، أدت الحرب في أوكرانيا إلى جفاف العديد من مصادر المساعدات لمخيم الهول بشكل خاص وسوريا بشكل عام، مما جعل حياة العديد من سكان الهول أكثر صعوبة.