Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

سيدات من ديرالزور يعملن بنظام اليومية في الأراضي الزراعية.. ما الدافع؟

SY24 -خاص

“يبدأ يومنا منذ الخامسة فجراً حيث نتجمع عند مدخل البلدة منتظرين الشاحنة أو الجرار لنقلنا إلى الأرض التي سنعمل بها، وهمنا الوحيد هو الحصول على أجرتنا دون أن نكترث لعوامل الطقس القاسية”.

هكذا وصفت السيدة “أم أحمد” المشاكل والمصاعب التي تواجه العاملات في الأراضي الزراعية بريف ديرالزور الشرقي والظروف القاسية التي تواجههم، نتيجة غياب فرص العمل الحقيقية لهم و لأزواجهم وعدم قدرتهم على توفير الحاجات الأساسية للأسرة في ظل حالة الغلاء الفاحش التي تعاني منها المنطقة.

وفي حديثها مع مراسلة منصة SY24 في ريف ديرالزور قالت:” نعمل في المزارع والأراضي الزراعية بنظام اليوميات أي أننا نحصل على أجرتنا في نهاية عملنا، ولهذا فإننا لا نحصل على إجازات مدفوعة سواءً كانت عادية أو مرضية، ما دفع العديد من السيدات للعمل بالرغم من إصابتهم بالمرض بغرض تحصيل اليومية بأي طريقة وشراء المستلزمات الأساسية لهم و لعائلاتهم”.

وأضافت:” نواجه ظروف عمل قاسية في الأراضي الزراعية وخاصة وقت الحصاد والبذار حيث نخرج منذ الرابعة صباحاً ولا نعود إلا قبل غروب الشمس بقليل ولا نحصل على الوقت الكافي للراحة وتناول الطعام، كما أننا نواجه معاملة سيئة من السيدات المسؤولات عن مراقبتنا وغير ذلك من المصاعب الجمة التي تواجهنا قبل أن ينتهي اليوم ونقبض أجورنا التي لا تكفي هي الأخرى لسد ثمن حاجياتنا اليومية”.

وأوضحت:” أغلب العاملات هن من النازحات القادمات من قرى وبلدات ريف ديرالزور الذي تسيطر عليه قوات النظام على الجهة المقابلة لنهر الفرات، حيث يمتلكون خبرة واسعة في هذا المجال كونهم كانوا يعملون في أراضيهم الزراعية، ولكنهم الآن يواجهون صعوبة بالعمل في أراضي الآخرين ما دفع العديد منهم للتوقف عن العمل أكثر من مرة بسبب سوء المعاملة”.

وبحسب مصادر محلية فإن معظم العاملات في الحقول والأراضي الزراعية في ريف ديرالزور يواجهن ظروفاً صعبة بسبب استغلال أصحاب تلك الأراضي لفقرهم، وعدم توفير الرعاية الصحية لهم وخاصةً للسيدات اللاتي يتعرضن للإصابة أثناء ساعات العمل، ناهيك عن انخفاض الأجرة اليومية لهم مقارنةً بالأعمال التي يقومون بها وغير ذلك من المشاكل والصعوبات التي تواجههم.

وتعاني قرى وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” من ظروف معيشية صعبة في ظل الارتفاع المستمر في أسعار جميع السلع والمواد الغذائية والتجارية، و الزيادة الواضحة في معدلات البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص عمل حقيقية لهم، وغير ذلك من الأسباب التي دفعت بعض السيدات للعمل مع ازواجهم وأبنائهم بفرض زيادة دخل الأسرة اليومي والحصول على احتياجات العائلة اليومية.