Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف مرت ليلة رأس السنة على السوريين؟

SY24 -خاص

مرّت ليلة رأس السنة 2023 على السوريين في مختلف المناطق بمزيج من الأمل والألم، فبينما كان البعض يأمل في أن تحمل معه العام الجديد نهاية للحرب وبداية جديدة للاستقرار، كان البعض الآخر يشعر بالألم والحزن بسبب استمرار المعاناة الإنسانية في البلاد.

والبداية من الشمال السوري، فقد استمر قصف قوات النظام السوري على منطقة إدلب شمال غرب سوريا، حيث استهدف القصف على دفعتين أحياء مدينة إدلب، ما تسبب بإصابة 8 مدنيين بينهم 3 نساء وطفلان بجروح، منهم امرأة وطفل جروحهما خفيفة، حسب فريق الدفاع المدني السوري.

وقال الناشط الإنساني قيس الحسن لمنصة SY24، إن “ليلة رأس السنة كان عنوانها الأبرز التصعيد المستمر على إدلب، حيث سقط قتيل وبعض الجرحى، هذا على الجانب العسكري، أمّا على الجانب الإنساني فقد كانت ليلة باردة جدا على المُهجرين والنازحين في المخيمات الذين لا يملكون قوت يومهم”.

وأشار إلى أن بعض المناطق مثل جنديرس كانت هناك بعض مظاهر الاحتفال بمبادرات فردية وكان هناك حضور لـ “با با نويل” في الشوارع، في حين أن العائلات في باقي المناطق فضّلت قضاء الك الليلة في المنزل كـ “سهرة عائلية”.

وعن أبرز أمنيات سكان الشمال مع العام 2024، أكد الحسن أن كل الناس تأمل في انتهاء الحرب والعودة إلى منازلهم التي نزحوا عنها بشكل قسري.

ورغم القصف والخروقات المستمرة، قال فريق الخوذ البيضاء في وداع عام 2023 واستقبال 2024 “نحلم بالسلام وبأن نختم عاماً ونبدأ آخر بلا قصف ولا موت ولا حزن”.

وبالانتقال إلى مدينة السويداء جنوبي سوريا، حيث قالت الناشطة السياسية راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “السويداء اختتمت سنة 2023 في ساحة الكرامة وسط السويداء، حيث بقي المتظاهرون حتى ساعات متأخرة من ليلة رأس السنة في إصرار منهم على استقبال عام 2024 بالتواجد في هذه الساحة حتى تحقيق المطالب وعلى رأسها سوريا محررة وسوريا واحدة موحدة وسوريا من دون أي تواجد لبشار الأسد، إضافة إلى الرسائل التي تعبر عن أملهم في التخلص من نظام الأسد وأن تكون سنة 2024 هي سنة التحرر والخلاص لكل الشعب السوري”.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، احتفلت الأحياء الموالية للنظام السوري في مدينة حمص، بليلة رأس السنة ولكن الرصاص الطائش احتفالا بهذه الليلة كان سببا في سقوط ضحايا ومصابين.

وحسب الأخبار الآتية من حمص، قتل شاب يبلغ من العمر 20 عاماً وهو من سكان حي وادي الذهب، إثر إصابته بطلق ناري طائش في الرأس، كما أصيب طفل يبغ من العمر 3 سنوات، بطلق ناري طائش في الصدر، وذلك في حي الزهراء داخل المدينة.

وفي حلب، ما إن اقتربت الساعة من منتصف الليل حتى بدأ إطلاق الأعيرة النارية والرصاص الطائش، ما أثار مخاوف عدد كبير من سكان الأحياء، وسط التحذيرات بضرورة الابتعاد عن النوافذ خوفا من سقوط ضحايا.

وقالت محامية تسكن في المدينة (فضّلت عدم ذكر اسمها) لمنصة SY24، إنه “من المتوقع في ليلة رأس السنة من كل عام إطلاق الرصاص بشكل هستيري، وسط غياب أي رادع أخلاقي وأمني”.

وأشارت إلى أنه في كل عام يسقط قتلى ومصابين من جراء ذلك، لافتة إلى مخاوف أصحاب ألواح الطاقة الشمسية من الرصاص الطائش في هذه الليلة.

وذكرت أن الغلاء كان سيد الموقف مع اقتراب الاحتفال بليلة رأس السنة وخاصة مادة البقدونس التي ارتفعت أسعارها مباشرة كونها أساسية في تلك الليلة لصنع “التبولة”، حتى أنها تفقد من الأسواق، حسب قولها.

ولفتت إلى أن بعض سكان حلب وممن لديهم قدرة مالية أحيوا تلك الليلة في المطاعم والمقاهي الفخمة، كون حلب أصبح فيها طبقة غنية وطبقة فقيرة ولا وجود للطبقة الوسطى، وبعضهم قرر إحياءها مع أهله وأحبابه في المنزل (سهرة عائلية)، وهناك بعض الأحياء كانت مزينة بزينة الميلاد احتفالا بقرب حلول العام 2024.

وفي دمشق، وصف عدد من المدنيين ليلة رأس السنة وكأنها (جبهة مفتوحة)، وذلك بسبب إطلاق النار بشكل مكثف، إضافة إلى سماع أصوات القنابل وإطلاق النار من السلاح الثقيل، لافتين إلى أن إطلاق النار كان بشكل ملحوظ في منطقة “جرمانا”، حسب كلامهم.

وفي الرقة، تباينت ردود الفعل حول الاحتفال بتلك الليلة بين رافض للفكرة وبين مؤيد لها، إذ رأى البعض أنه لا يحبذ فكرة الاحتفال في الوقت الذي يعاني فيه المحتاجين والمنكوبين من ضائقة اقتصادي، ومنهم من رفض الاحتفال نظرا لما تشهده المنطقة من تطورات وخاصة ما يجري في غزة، في حين قام بعض أبناء الرقة بالاحتفال بتلك الليلة في بعض الحدائق والساحات العامة.

وفي السياق، كثفت قوات الأمن التابعة لقسد من الدوريات واستنفار كافة القوات الأمنية في المنطقة، مشددة على ضرورة الامتناع عن إطلاق الأعيرة

أحيائها بهذه المناسبة، في حين تداول بعض أبناء المنطقة أخبارا عن وقوع إصابات بسبب الرصاص الطائش، لافتين إلى إصابة طفل حالته حرجة في حي غويران من جراء إطلاق الرصاص احتفالا بليلة رأس السنة.

ووسط كل ذلك، وفي ظل استمرار الأزمة الإنسانية، يبقى الأمل هو الدافع الذي يدفع السوريين إلى المضي قدماً في الحياة، متمنين أن يحمل العام الجديد معه نهاية للحرب وبداية جديدة للاستقرار، حسب تعبير عدد من الناشطين والمحللين.