Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إغلاق المعابر بين شرق سوريا يفاقم معاناة المواطنين

SY24 -خاص

تعيش مدن وبلدات شمال شرق سوريا توترات أمنية على خلفية استمرار العمليات المسلحة التي يشنها مقاتلون تابعون لـ”قوات العشائر” ضد مواقع ونقاط تمركز “قوات سوريا الديمقراطية” وخاصةً في ريف ديرالزور الشرقي، الأمر الذي تسبب بإغلاق كافة المعابر النهرية غير الشرعية المتواجدة في المنطقة بعد اتهامات وجهتها “قسد” للنظام بـ”دعم حراك العشائر وتزويدهم بالسلاح والذخيرة”.

قرار إغلاق المعابر النهرية بين مناطق “قسد” والنظام أثر بشكل مباشر على حركة المسافرين بين المنطقتين وخاصةً بالنسبة لسكان الريف الشرقي لدير الزور، الذين يضطرون في بعض الأوقات لقطع مسافات طويلة للوصول إلى وجهتهم، فيما أجبر البعض على دفع مبالغ مالية ضخمة للعبور من أقرب معبر نهري غير شرعي.

مراسل منصة SY24 أشار إلى استمرار إغلاق المعابر النهرية الثلاثة المتواجد في ريف ديرالزور الشرقي مع إغلاق معبر الصالحية البري الوحيد الرابط بين مناطق “قسد” والنظام، فيما لا يزال معبر البغيلية – الجنينة النهري الواقع في الريف الغربي يعمل بشكل جزئي في نقل البضائع والمسافرين، غير أنه يتعطل بين الحين والآخر بسبب الخلافات بين ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا الفرقة الرابعة اللتين تسعيان لبسط نفوذهم عليه بشكل كامل.

وأوضح المراسل أن معبر الصالحية البري الذي افتتح في نهاية عام 2020 وأغلق بعدها عدة مرات ما يزال مغلقاً بقرار من “قسد”، التي اتهمت قوات النظام والميليشيات الإيرانية بإدخال كميات كبيرة من المخدرات والسلاح وعدد من الجواسيس عبر هذا المعبر بهدف زعزعة استقرار المنطقة، وذلك عبر تنفيذ عمليات اغتيال طالت عدداً من شيوخ العشائر العربية ووجهائها، ناهيك عن استهداف قادة في الجيش السوري الحر ومنشقين عنه أبرزهم القيادي إبراهيم العطية ” أبو بكر قادسية”.

إغلاق المعابر النهرية غير الشرعية دفع العديد من المواطنين إلى السفر باتجاه الرقة بهدف الوصول إلى وجهتهم سواءً كانت إلى ريف ديرالزور أو إلى الحسكة، الأمر الذي عرقل حركة عبور المسافرين وزاد من الأعباء المترتبة عليهم وخاصةً بالنسبة للمرضى والكبار في السن، ناهيك عن توقف حركة إدخال بعض السلع والبضائع الى الجانبين وأهمها الوقود والسلع الغذائية التي تدخل من مناطق “قسد” إلى مناطق النظام، والأدوية وبعض السلع الصناعية وقطع الغيار التي تدخل إلى مناطق “قسد”.

“محمد الخلف”، من أهالي مدينة البوكمال ويعمل في التجارة، ذكر أنه “يضطر لقطع مسافات طويلة للوصول إلى بلدة الباغوز التي تقع على بعد 3 كم متر عن مكان إقامته، وذلك بسبب إغلاق قسد للمعبرالنهري الذي يصل بين البوكمال بالريف التابع لها على الضفة المقابلة لنهر الفرات، الأمر الذي زاد من الأعباء المترتبة عليه وخاصةً في عملية نقل البضائع أو التنقل بين المنطقتين بسهولة”، على حد قوله.

وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: “تقع بلدة الباغوز على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة البوكمال في حال استخدام المعبر النهري الذي يربط بين المنطقتين، ولكن مع إغلاقه فإني اضطر للذهاب إلى بلدة البغيلية في الريف الغربي لدير الزور واستخدام معبرها النهري للوصول إلى بلدة الجنينة ومنها إلى بلدة أبو خشب في الريف الشمالي ومن ثم على قطع مسافة أكثر من 120 كم أخرى للوصول إلى وجهتي”.

وأضاف أنه “عند إغلاق معبر البغيلية النهري فإني اضطر للسفر اإى ريف الرقة الجنوبي والعبور إلى مدينة الرقة والعودة إلى الباغوز وهو طريق طويل جداً قد يستغرق أحياناً يومين أو ثلاثة، ولهذا فإني أجبرت في الكثير من الأحيان على دفع مبالغ مالية كبيرة لعناصر الفرقة الرابعة وعناصر قسد للسماح باستخدام أقرب معبر نهري مفتوح”.

وكانت “قسد” قد أعلنت عن إغلاق جميع المعابر النهرية غير الشرعية التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة النظام بريف ديرالزور الشرقي، على خلفية اتهامات وجهتها للنظام باستخدام هذه المعابر لتزويد المسلحين المتواجدين في مناطقها بالسلاح والذخائر بهدف زعزعة استقرار المنطقة، ناهيك عن استخدام هذه المعابر في تهريب المحروقات والمخدرات والسلع التجارية الفاسدة والأدوية منتهية الصلاحية القادمة من العراق وإيران.