Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

شتاء بلا دفء.. النازحون في مخيمات الشمال يواجهون البرد والأمطار

SY24 -خاص

تشرح الصور الواصلة من مخيمات الشمال السوري، إثر العاصفة المطرية ليلة أمس، الحالة المأساوية للسكان هناك، ولاسيما النساء والأطفال، والذين أصبحوا بحال يرثى لها، وسط ضعف في الاستجابة الإنسانية والإغاثية، المقدمة لهم.

تقول إحدى القاطنات في المخيمات شمال إدلب لمراسلتنا إن الكلمات تعجز عن وصف الحال البائس الذي يعيشه الأهالي هنا، “تعبنا من تكرار هذه والمأساة كل عام، أمام أنظار العالم، أجسادنا منهكة من البرد والمرض، وأطفالنا شاخت قبل أوانها، ماذنبهم حتى يعيشوا هذه المعاناة في أجمل مراحل عمرهم ط.

تشربت الخيام مياه الأمطار حد الإشباع، وتحولت الطرقات الترابية إلى ممرات طينية موحلة، ناهيك عن وقوع عدد من الخيام فوق رؤوس ساكنيها بفعل العواصف والرياح، فضلاً عن انعدام الإنارة فترة المساء بسبب نفاذ شحن بطاريات الطاقة الشمسية البديلة عن الكهرباء، ما يزيد من وحشة الليل وخاصة بوجود أطفال صغار.

“أم عثمان علي” واحدة من الأمهات في مخيم الأمل بقرية “كلبيد” شمال إدلب، تقول لمراسلتنا إن “القيام بأعمال المنزل في الشتاء يعد عملاً شاقاً بكل معنى الكلمة، فدرجة حرارة المياه الباردة لا تحتملها الأيدي، وأنا مجبرة على نقل الأمتعة والأغطية وباقي الاثاث من الأماكن التي أصابها البلل، أو تسربت إليها المياه في الخيمة إلى مكان آخر، فضلاً عن الخوف من وقوع المدفأة والتسبب بكارثة حريق، ما يجعلني أفضّل تحمل البرد القارس على إشعالها في الأيام العاصفة، وخاصة بعد تكرار حوادث مشابهة من هذا النوع في المخيم”.

ليس هذا فحسب، تقول السيدة: إن “ممارسة الأعمال اليومية من تحضير الطعام، وغسل الأطباق، وغسيل الملابس يزداد صعوبة في وقت المنخفض الجوي، وقد تسبب في إلتهاب أعصاب يدي، إضافة إلى تقرحات جلدية سببتها لي مواد التنظيف والغسيل كوني أغسل يدوياً لتعذر تشغيل الغسالة في الأيام الباردة والغائمة.

حال السيدة الثلاثينية “أم عثمان”، يحاكي حال مئات آلاف النساء في الشمال السوري، اللواتي يعشن ظروف مشابهة في التجمعات السكنية ومراكز الإيواء في الشمال السوري التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة والبنية التحتية.

وفي ذات السياق، قال الدفاع المدني السوري، إن العاصفة يوم أمس سببت أضراراً في 60 خيمة للمهجرين، 43 منها تضرر بشكل كلي، و17 خيمة بشكل جزئي في مخيمات (الليث والسكة والهجرة والنصر) في منطقة حربنوش شمالي إدلب.

وأضاف أن الهطولات المطرية الغزيرة وتجمع مياه السيول، شكلت بركاً مائية كبيرة بين التجمعات السكنية وفي الطرقات، حيث قامت الفرق بفتح قنوات لتصريف المياه وإبعادها عن الخيام، وشفطت المياه المتجمعة، وأنشأت سواتر ترابية لحماية الخيام من السيول.

 كما ساعدت الأهالي في إخلاء أمتعتهم، في كل من مخيم المغسلة بقرية رام حمدان، ومخيم عشوائي، ومنازل المدنيين في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، جراء الهطولات المطرية الغزيرة.

إذ تتجدد معاناة النازحين مع كل شتاء، وتزداد فجوة بين الاحتياجات الإنسانية اللامتناهية وضعف أعمال الاستجابة الإنسانية دولياً ومحلياً، والحال مستمرة منذ 12 عام، الأمر الذي يزيد من الأوضاع الكارثية للأهالي في المخيمات بالمنطقة.