Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أزهار النرجس.. مصدر رزق لأطفال الشمال السوري

SY24 -خاص

تنطلق الطفلة “سمر” كل صباح إلى الجبال والبراري بحثاً عن أزهار النرجس البري، ثم تعود بها لتقف على حافة الطريق الواصل بين مدينة سرمدا وسلقين، وتعرض زهورها للبيع على المارة وأصحاب السيارات.

يعتبر النرجس البري من الأزهار الشتوية التي تفتح زهرتها في شهري الأول والثاني، وتنتشر زراعتها في الجبال المرتفعة والبراري، كما تتميز هذه الزهرة برائحتها الفواحة وألوانها الرائعة.

“سمر” البالغة من العمر 12 عاماً، تسكن في مخيم قريب من الحدود التركية، فقدت والدها خلال قصف قوات النظام على بلدتها (الدير الشرقي) جنوبي إدلب، ونزحت مع والدتها وأخوتها الثلاثة الصغار إلى المخيم، وتتوجه كل صباح إلى الجبال برفقة شقيقها الأصغر يبحثان عن زهور النرجس، لبيعها مقابل بعض المال لشراء مستلزمات عائلتها الضرورية.

تحدثت “سمر” عن صعوبة عملها في أيام الشتاء الباردة فتقول: “الجبال المرتفعة والمنحدرة تشعرني بالخوف دائماً، فكثيراً ما تنزلق قدمي وأكاد أسقط من مرتفعات عالية”.

كشفت منظمة “منسقو استجابة سوريا” أن 85% من الأطفال المتسربين من المدارس شمالي غربي سوريا، البالغ عددهم 318 ألفاً، يعملون في مهن مختلفة، بعضها خطرة، وأضافت أن نسبة التسرب المدرسي والتوجه إلى العمل تبلغ 2 من كل 5 أطفال.

تخلت “سمر” عن دراستها بعد نزوحها، وتوجهت للعمل منذ صغرها، فهي تخرج كل يوم مع بزوغ الشمس وجسدها يرتجف من البرد الشديد، تمشي بين الصخور وتجمع النرجس، ثم تعود في وقت الظهيرة تحمل باقات الأزهار وتعرضها للبيع على المارة فهي بحاجة لتأمين مبلغ من المال.

تنفخ بين كفها محاولة لتدفئتهما، وتنهمر دموعها على خديها، وتقول: “كنت طالبة مجتهدة، وأحب مدرستي، لكن بدون عملي هذا إخوتي يموتون جوعاً”.

رغم خطورة عمل الأطفال وتعرض جسدهم للضرر في أغلب الأحيان، إلا أنهم يصرون على العمل، “جميل” البالغ من العمر 10 أعوام، يسكن في قرية “إسقاط” غربي إدلب، يعيش مع جديه بعد أن فقد والديه خلال الزلزال، تعرض لكسر في يده خلال جمعه أزهار النرجس في الجبال، يحدثنا عن تلك الحادثة فيقول: “خلال محاولتي قطف أحد الأزهار في سفح الجبل سقطت وكسرت يدي”.

يأمل “جميل” أن تشفى يده قبل انتهاء موسم النرجس ليجمع بعضها ويبيعها، فهو بحاجة لتأمين مبلغ من المال.

انتشرت ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير خلال سنوات الحرب في سوريا، وذلك بسبب سوء الوضع الاقتصادي للكثير في العوائل في الشمال السوري.