Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عيد الأم في الداخل السوري..مناسبة للحزن وفتح الجراح!

SY24 -خاص

بين شهيد ومعتقل ولاجئ خسرت أمهات سوريات أبنائهن خلال سنوات الحرب الماضية، في واحدة من أكثر جرائم العصر دموية، إذ تحيي أمهات كثر ذكرى عيد الأم في 21 آذار/مارس هذا العام، إما بالنبش في صور أبنائها البعدين عنها، أو في استعادة ذكرياتهم القديمة حين كان يجمعهم سقف واحد، أو في انتظار رسائل الحب والمعايدة عبر الهواتف الجوالة كما تفعل السيدة الخمسينية “أم نضال” وهي أم لثلاثة أبناء في منزلها بمدينة إدلب.

تقول: إن “هاتفها الجوال لم يهدأ منذ الصباح فقد تواصل معها ابنها البكر من تركيا، وابنها الآخر من ألمانيا وابنتها من دمشق، وكان حديثها معهم مليئاً بالدموع فهي منذ سنوات لم تجتمع بأبنائها وأحفادها إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كمعظم الأمهات السوريات”.

حال السيدة “أم نضال” يحاكي حال مئات آلاف الأسر والأمهات في الداخل السوري التي تشتت بفعل ممارسات النظام، إذ تكتوي أمهات كثر بلوعة فراق أبنائهن، وتزداد الحرقة لدى الثكالى منهن اللواتي خسرن أولادهن في الحرب سواء فضلاً عن آلاف من المعتقلين والمفقودين الذين قضوا في معتقلات النظام، إذ لا يمر عيد الأم على المرأة السورية كأي يوم عادي، بل يحمل كثيراً من الذكريات والألم والدموع.

في الشمال السوري، حيث يعيش مئات آلاف العوائل من المهجّرين والنازحين من كافة المحافظات السورية، يمر عيد الأم حزيناً على قسم كبير من الأمهات القاطنات في المخيمات، اللواتي يعشن على أمل العودة إلى منازلهن التي هجَّرن منها قبل سنوات والتخلص من حياة البؤس والتشرد مع من تبقى من أبنائهم.

السيدة “ضحى” 55 عاماً، نازحة من ريف إدلب الجنوبي واحدة منهن، تقول في حديثها إلينا: إن “عيد الأم لا يعني لها شيئاً سوى مزيداً من الدموع والحزن فهي لم تعد تشعر بطعم الفرح والسعادة منذ أن خسرت أحد أبنائها في قصف طال المدينة آنذاك، وبعد أن غادرت منزلها في مدينة كفرنبل إثر سيطرة النظام عليها منذ سنوات، لتصبح اليوم نازحة في أحد المخيمات العشوائية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة”.

حرمت سنوات الحرب الأمهات السوريات من العيش مع أبنائهم، فمنهم من هاجر خارج البلاد، ومنهم من تهجر إلى الشمال السوري، في حين أن هناك مئات آلاف الأمهات اللواتي فقدن أولادهن في الحرب أو نتيجة قصف جوي من قبل قوات النظام وحلفائه خلال السنوات الماضية.

إذ تغيرت خارطة الأفراح والمناسبات في الداخل السوري  لدى أغلب العوائل، فلم يعد هناك سقف واحد يجمع العائلة كما هو متعارف عليه من قبل لا في الأفراح ولا الأتراح، بعد أن خيم الحزن على كثير من الأمهات سواء المقيمات في إدلب شمال غربي سوريا، أو في مختلف المحافظات السورية.