Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف مرّ عيد الأم على المغتربين السوريين؟

SY24 -خاص

مرّ عيد الأم، الذي يصادف الـ 21 من آذار من كل عام، بصعوبة كبيرة على “أم ميرال” التي فقدت والدتها قبل أربع سنوات، وهي مغتربة عنها بعد أن اضطرت للسفر مع زوجها بحثًا عن مكانٍ أكثر أمانًا من مدينتها أريحا.

يعد عيد الأم من الأعياد المميزة لدى السوريين، حيث كان يمثل فرصة مميزة لتجمع أفراد العائلة حول أمهم وتقديم الهدايا لها، ولكن خلال سنوات الحرب، اقتصرت هذه الاحتفالات إلى حد كبير بسبب النزوح والتهجير والقصف، الأمر الذي حلّف الكثير من الحزن والأسى في قلوب أمهات الشهداء والمغتربين.

“أم ميرال”، سيدة ثلاثينية وأم لطفلتين، من مدينة أريحا، سافرت مع زوجها منذ بداية الحرب في سوريا إلى لبنان، ولم تتمكن من رؤية والدتها منذ ذلك الحين، وتقول: “كنت أتواصل معها يوميًا، وكانت مكالمة الفيديو هي الشيء الوحيد الذي كان يصبرني على بعدها”.

تشهد مناطق الشمال السوري حملات متواصلة من القصف الهمجي على المدنيين، حيث قتلت والدة “أم ميرال” في إحدى الغارات على مدينة أريحا قبل أربع سنوات.

تتذكر “أم ميرال” لحظة تلقيها الخبر، وعيناها تمتلئان بالدموع، وتقول: “اتصلت بي أختي وهي تبكي وصوتها يرتجف، وقالت: ماتت أمي، لا يمكنني وصف فاجعة هذا الخبر، لقد دفنت روحي تحت التراب دون أن أقبل يدها لآخر مرة”.

قبل الحرب في سوريا، كان لهذا اليوم طقوس خاصة تحافظ عليها العائلات في إدلب، تتذكر “أم ميرال” تلك الأيام الجميلة، وتقول: “كان لعيد الأم جمالًا خاصًا مليئًا بالحب والحنان، كنا نجتمع أنا وأخوتي الثمانية في بيت أهلي، حول مائدة أعدتها أنامل والدتي احتفالًا بهذه المناسبة، كنا نضحك ونمزح ونقدم هدايا لأمي، والسعادة تغمر قلوبنا”.

أثرت الحرب الطويلة على هذه المناسبات، فأصبحت تقتصر على مكالمة جماعية تضم أفراد العائلة مع أمهم، يهنئونها بالعيد، ويرسلون لها مبلغًا ماليًا كمساعدة في الظروف الاقتصادية الصعبة.

“أم شام”، 34 عامًا، وأم لأربع فتيات، هاجرت من مدينة إدلب إلى ألمانيا قبل ست سنوات، وتحتفل بوالدتها بطريقة مختلفة عن الطريقة التي اعتادت عليها قبل هجرتها، تقول: “أرسلت لأختي مبلغًا ماليًا لتشتري به ثيابًا تناسب ذوق أمي، بالإضافة إلى مبلغ آخر كمساعدة لأمي وأبي، واتصلت بها كالعادة كل يوم، ولكن في هذا اليوم أعايد عليها وأطمئن على صحتها”.

يمر عيد الأم على كثير من الأمهات والأبناء في الشمال السوري كذكرى للحزن والألم، بسبب ما خلّفته الحرب من فقدان الأحبة بسبب الموت أو التهجير أو الاعتقال.