Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تكاليف حصاد القمح وأهميته كمصدر رزق للمزارعين في إدلب

SY24 -خاص

يبدأ “أبو عبدالله”، أحد مزارعي القمح في الشمال السوري، حصاد موسمه في الأيام الأولى من شهر أيار، إذ اعتاد على حصاد نصف موسمه وهو أخضر لإنتاج الفريكة، ويترك الباقي حتى يصفر تحت أشعة الشمس لإنتاج القمح.

 

أصبحت الأراضي الزراعية المتاحة لزراعة القمح في الشمال السوري قليلة، بعد تقدم النظام السوري في عام 2020، واقتصرت تلك الأراضي على سهل الروج غربي إدلب وبعض الأراضي القريبة من الحدود التركية.

 

“أبو عبدالله” رجل أربعيني، يسكن في بلدة محمبل غربي إدلب، ويقوم كل عام بإيجار الأراضي المزروعة بالقمح لتكون مصدر رزقه بعد نزوحه من بلدة (كفرنبودة) بريف حماه الشمالي، التي يعتمد سكانها بشكل رئيسي على الزراعة.

 

يقول: “إن مهنة زراعة القمح والحبوب بشكل عام توارثها أب عن جد، وذلك بسبب جغرافية بلدته السابقة التي تحتوي على سهول واسعة وأرض خصبة تساعد على نجاح الزراعة فيها”.

 

يستأجر “أبو عبدالله” كل عام ما يقارب 50 دونماً من الأراضي المزروعة بالقمح، حيث يحصد قسماً منها وهي خضراء لإنتاج الفريكة، ويترك البعض الآخر حتى يجف تماماً تحت أشعة الشمس لإنتاج القمح، وعادة ما تتم عملية حصاد الفريكة في أواخر شهر نيسان حتى منتصف أيار.

 

استغنى “أبو عبدالله” عن اليد العاملة في حصاد موسمه، وعمل على إيجار “حصادة” تحصد القمح وتحمله إلى مكان مناسب لحرقه.

 

تبدأ عملية الحرق بعد حصاده وتعرضه للشمس لعدة ساعات، حيث يحدثنا “أبو عبدالله” عن طريقتين لحرق القمح، فيقول: “الأولى تجمع القمح على شكل تلة لا يتجاوز ارتفاعها المتر الواحد، والثانية يتم وضع سنابل القمح على سرير حديدي ويحرق عبر أنبوب مسحوب من أسطوانة غاز، وبعد حرقه تسقط حبات القمح على الأرض عبر ثقوب موجودة في السرير”.

 

بعد الانتهاء من عملية الحرق، ينظف القمح من القش والتراب عبر آلة تسمى “الدراسة”، ثم يعبأ بأكياس مختلفة الوزن ويطرح في الأسواق المحلية أو يصدر إلى الخارج.

 

تختلف تكاليف حصاد القمح بين أجرة الحصادة والدراسة والعمال وسيارة النقل وتقدر بحوالي 1000 دولار، وفقا لما أضافه “أبو عبدالله”.

 

“ينتج كل هكتار حوالي خمسة أطنان من الفريكة تقريباً، ويصل سعر طن الفريكة في الشمال السوري هذا العام إلى ما يقارب 600 دولار أمريكي للنوع الجيد”، بحسب ما قال “أبو عبدالله”.

 

بالإضافة إلى جميع التكاليف المذكورة، يضمن مزارعو القمح الطرق العامة من المجالس المحلية ليتم حرق القمح عليها ونشره حتى يجف، وذلك بسبب قلة الأراضي الزراعية بعد سيطرة النظام على سهول واسطة في ريفي إدلب وحماه.