Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إيران تستيقظ من الحلم على صفع أمريكي!

وزير الخارجية الأمريكي الجديد بومبيو

باتت إيران اليوم هي القصعة التي تنادى الأكلة من كل الدول العظمى عليها، ليس لِعظم مقامها، ولكن لكثرة المشاغبات التي تفتعلها، فالمتابعون يعلمون الدور الذي يلعبه نظام الملالي والنظام اليهودي في العالم والمنطقة، أنظمةٌ بعضها من بعض.

تصعيد واشتباكات حقيقية خلافاً لمن يراها مجرد تمثيلية، لكن الصراع هذه المرة لم يعد محدوداً، وربما تُخرجه الولايات المتحدة من سوريا إلى الداخل الإيراني لتسقط به نظام الملالي ويصبح استراتيجية ضغط من أجل الاستسلام، وخاصة بعد الضربات العسكرية التي شنتها إسرائيل على مواقع الميليشيات في الأسابيع الماضية والتي لم تعد تُحصى، ثم ينتقل التصريح الأمريكي للشعب الإيراني.

الداخل الإيراني الذي عاش ملتهباً ليس على مدار الأشهر السابقة فحسب بل على مدار السنوات الماضية التي أودت وتودي إلى انهيار الاقتصاد يوماً بعد يوم، وبعد أن خرجت واشنطن من الاتفاق النووي، قلبت المعادلة وخلطت الأوراق، ومسحت تاريخ أوباما بشطبة من قلم ترامب، فراح الاتفاق، وبدأت إيران بالتأرجح، فإذا ما قالت أمريكا لحقتها دول العالم.

وزير الخارجية الأمريكي الجديد بومبيو الصديق الحقيقي للكيان الإسرائيلي بحسب وصف سابق لنتنياهو، أثار عاصفة وزوبعة كبرى برفع السقف عالياً، بل لم يبقه، بمطالبه وشروطه الأخيرة، والتي لا بديل لإيران من بعدها عن المواجهة إلا المفاوضات المذلة وهي قابلة ضمنياً.

فالمطلب المعقول وهو خروج إيران من سوريا ليس وارداً كما عبر عن ذلك النظام الإيراني، والذي ربطه بموقف النظام السوري، هذا النظام الذي بات أمام مرحلة مفصلية فإما الإطاحة به أو إبقاؤه الطفل المدلل لإسرائيل، وارتباط سيكون بناء على موقفه من خروج إيران، وهنا الضربة ضربتين، والخسارة واقعة على الحالتين.

روسيا هنا تتابع، ولكن كما قلت في مقال سابق بقرارة نفسها تتحدث وتقول “فخار يكسر بعضه” لا تريد أن تدخل في معادلة الدفاع عن إيران، في حرب الأمريكي والإسرائيلي ضد طهران، بل أخذت المسار الآخر والذي يقول: إن على الأخيرة أن تخرج من سوريا، وهنا بداية الفيصل الواضح بينهما.

ثمن الكلفة العسكرية لأي صدام ستكون كلفته باهظة للجميع وستكون مدمرة لكافة دول المنطقة، لكن الشعب السوري اليوم بعد أن تم تدمير بلاده بأيدي مغتصب ومحتل وقاطع طريق، بات ينتظر الاقتصاص ممن قتله وشرده، ولا خلاف عن نوع السلاح أو يد من الذي تستخدمه المهم عنده هي النتيجة، فمحتل يقاتل محتلاً ومحتل آخر يشاهد، والاحتلالات كثر، فالشاهد هنا لا يخاف من لا يمتلك شيئاً يخسره، بل يأمل بصدام ينقذه، ويُدفِع إيران ثمن حربها على الشعب السوري.

إيران وداعش.. الأولى كانت أداة في سيناريو الدول الكبرى الفاعلة في سوريا والثانية كانت شماعة التدخل، فتبخرت الثانية وستتبعها الأولى، المهمة انتهت وبات التجهيز لحل سياسي في سوريا واضحاً، لا وجود فيه شكليا لأي ميليشيات كانت، ولا تنظيمات عابرة للحدود، ولو أنها ربما تتحول إلى مقننة ومشرعنة، متواجدة داخل إطار شرعي، كما حصل مع الحشد الشعبي في العراق حينما اندمج بالجيش، وكما تحول حزب الله اللبناني للسيطرة على بيروت سياسياً، فربما لا يخرجوا من التواجد لكن تتحول أشكالهم من شكل إلى آخر مع نقصان وزيادة في الحجمين السياسي والعسكري حسب توزعهم على دول الشرق الأوسط.

العصر الآن “أمريكي إسرائيلي” تم تحديد ذلك بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولا بد أن تكون الخطوات في هذا السياق، رغم أن بعضهم من بعض، لكن لا بد لترتيب المجتمع الدولي من جديد وتحديثه بما يلائم مزاج الكبار، وما تلك العواصف السياسية إلا في سياق ذلك.

إيران في المحصلة هي الخاسرة فقد خسرت حينما دخلت إلى سوريا، ولم تحقق ما صبت إليه بعد تدخلها، وستخرج ربما في المستقبل القريب من كافة الأراضي السورية وليس فقط عن الحدود الإسرائيلية السورية، وأكثر ما لحقها من استفادة، بعض المظاهر الشيعية واللطميات التي ستستمر وتزداد، فالكارثة الآن بدأت تحل بها.