Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحالف الأسد نحو الانهيار

وكالات - SY24

تساءلت مجلة “فورين أفيرز” عن الكيفية التي يمكن من خلالها لأمريكا مواجهة إيران والحد من طموحاتها في سوريا.

وقالت، وفق تحليل كتبه إيلان غولدنبرغ ونيكولاس هيراس من معهد الأمن الأمريكي الجديد، إن الجواب يكمن في تفكيك التحالف الموالي للرئيس بشار الأسد.

وتوقف التحليل ابتداء عند اللهجة الشديدة التي تميز بها خطاب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حيال إيران، بجانب الانسحاب من اتفاق النووي، لكنه يعقّب بالقول إن اللغة الخطابية لم تُقرن بعد بالعمل، لكن التحليل يعوّل من جانب آخر على الصدع المفترض بين حليفي النظام السوري، إيران وروسيا.

ويرى التحليل أن طهران تريد ترسيخ مكاسبها في سوريا، وممارسة الضغط على إسرائيل، لكن النظام السوري وحزب الله وروسيا يخشون من مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل قد تقوض كل ما قاتلوا من أجله لعقود في منطقة الشرق الأوسط.

ويشير التحليل إلى أن وضع الأسد بات قويا مقارنة بعام 2012. وكان لروسيا دورها المحوري في المُحافظة على موقعه في الحكم، إلا أن إيران استخدمت تدخلها في سوريا لبناء سلسلة من القواعد العسكرية، ومكّنت الحرس الثوري الإيراني من إعادة تشكيل عدد من قطاعات الأمن التابعة للأسد.

ويرى التحليل أن الدافع للمواجهة يتمثل في النقطة التي تتصادم فيها أولويات إيران مع مصالح الأسد وحلفائه الآخرين، ففي الوقت الذي يقوم فيه الأسد بتدعيم حكمه يقوم مع حلفائه بمحاولات لتطبيع وجوده والحصول على تمويل لإعمار سوريا.

ومع أن الأسد لن يحصل على تمويل من الدول الأوروبية، إلا أنه يأمل باستثمارات من الصين والهند والبرازيل وحتى بعض الدول الأوروبية التي تبحث عن استثمارات مثل إيطاليا، ولكل ذلك لا يبحث الأسد عن المواجهة مع إسرائيل القادرة بقوتها العسكرية على إحداث ضرر كبير داخل سوريا بشكل يعرقل جهود التطبيع وإعادة البناء.

ويرى التحليل أن روسيا أيضا ترغب بتجنب المواجهة الجديدة، خاصة أن الرئيس الروسي بوتين يريد إنهاء الحرب بطريقة تمنحه السمعة والمكانة الدولية التي يبحث عنها وتريد موسكو تقوية سيطرتها على القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية الوحيدة في الشرق الأوسط (حميميم).

أما حزب الله، فهو قلق من حرب جديدة، خاصة بعد تقوية مكانته السياسية في الانتخابات الأخيرة، فحرب جديدة قد تدمر كل ما بناه الحزب منذ الحرب الأخيرة التي خاضها مع إسرائيل عام 2006.

لكن الحزب، برأي فورين أفيرز، يواجه تحديا في العلاقة مع الحرس الثوري الإيراني ففي الوقت الذي كان فيه الحزب بمثابة الجماعة الوكيلة التابعة له في الشرق بحيث منحه ورقة نفوذ على راعيه، إلا أن قادة الحرس الثوري ومنذ بداية الحرب الأهلية أنشأوا عددا من المليشيات المحلية داخل سوريا ويظل السؤال مفتوحا حول قدرة الحزب على رد طلب من الحرس الثوري المشاركة في أي مواجهة ضد إسرائيل.

ويرى التحليل أن الانقسامات هذه تعزل إيران عن شركائها في سوريا ففي الهجمات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل برضى أو بتعاون روسي، اختارت روسيا عدم جمع قواتها مع تلك التابعة لإيران، بشكل يمنح إسرائيل وبناء على اتفاق تجنب الصدام في الأجواء السورية فرصة ضرب الأهداف الإيرانية في أي وقت تريد.

وتمثل الغارات الإسرائيلية الأخيرة تذكيرا لموسكو بأهمية ألا يمارس الحرس الثوري نشاطاته في المناطق التي يسيطر عليها النظام وتحويلها لقواعد خلفية ضد إسرائيل.

وإذا صحت التقارير عن سحب قوات الحرس الثوري من مناطق الجنوب، خاصة درعا، فستكون خطوة كبيرة للأردن وإسرائيل. وقد تُقدم كنموذج للطريقة التي يتم من خلالها الحد من الطموحات الإيرانية عندما تواجه بمعارضة موحدة من الأسد وحزب الله وروسيا، وبتهديد من إسرائيل.

أما عن خيارات واشنطن في التعامل مع الوضع، فيرى الكاتبان محدودية الحضور الأمريكي في مناطق الغرب، حيث الوجود الإيراني القوي يحد من نفوذ أمريكا ومع ذلك هناك عدد من الخطوات التي يمكن لأمريكا من خلالها توسيع شقة الخلاف بين حلفاء الأسد، وبالتالي إنهاء التأثير الإيراني في سوريا.

وأخيرا، فتهديد إسرائيل باستخدام القوة كما بدا من الغارات الأخيرة يُعدّ ورقة ضغط ضد طهران. وبالتأكيد ستواصل أمريكا دعم إسرائيل، لكن يجب أن تحث حليفتها على ضبط النفس.

وينتهي التحليل إلى التأكيد من جديد على أن استراتيجية أمريكية ينبغي أن تقوم على استغلال الخلافات داخل التحالف المؤيد للأسد.