Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الشاعر مروان علي لـ SY24: ألمنا كبير.. وأملنا أكبر رغم تكالبهم على ثورتنا الجميلة

الشاعر مروان علي

أسامة آغي - SY24

يولد الشعر من تلك المناطق النائية في الروح، يولد حرّاً، وحين يتدفق شلّالاً من لغة كثيفة بعيداً عن رقابة الخوف ورجل الأمن، تغدو الكلمات طيوراً وفضاءات، فتغمرنا روح جديدة، ونكتشف أنّ العالم لا يزال ممكناً للعيش فيه رغم كلّ هذا الوجع، هذا الغمر الجميل قادنا من مكتبنا الإعلامي sy24 إلى ثنايا روح الشاعر السوري مروان علي فكان هذا الفضاء.

هواء الحرية .. هواء إبداع

قلنا للشاعر مروان علي: الثورة السورية فعل تاريخي لا يزال يُحدثُ تفاعلاتٍ وتغييراتٍ في البنية الفكرية للإنسان السوري، فكيف يتلمس شاعرنا ما يحدث فأجاب: “بالنسبة لي كسوري أرى المشهد كما يلي: هناك نظام مستبد وفاسد سرق منا كلّ شيء، وحوّل البلاد إلى مزرعة خاصة به وللمقربين منه، وهذه الأنظمة الفاسدة والمستبدة تزرع بنفسها بذرة الثورة، لأن الشعوب “تمهل ولا تهمل” ولن تترك أوطانها بين أنياب ذئاب الاستبداد”.

وأضاف الشاعر: “مع ربيع الثورات في العالم العربي، تنفّس الشعب السوري هواء الحرية والكرامة، ولم يكن بإمكان النظام القديم والجديد الذي تركه حافظ الأسد لابنه الاستمرار، لأنه وقف ضدّ التغيير، فكان لا بدّ من الثورة عليه”.

وتابع الشاعر مروان علي: “لقد تكالب الجميع على أجمل ثورة في سوريا والعالم، ثورة الشباب الذي يريد وطناً حرّاً وكريماً، تكون سورية لكل السوريين، وبالتأكيد نحن الأن في مرحلة يأس كامل بعد أن حاول الجميع سرقة هذه الثورة الجميلة، وبرأيي على السوريين مراجعة حساباتهم إذا أرادوا لثورتهم أن تنتصر بعد كلّ ما قدموه من تضحيات عظيمة”.

شعري يعبق بصباحات قريتي

قلنا للشاعر السوري مروان علي: الشعر بناء لغوي يكثف ما يتولد في أعماق الشاعر فأجاب: “وُلدتُ في قريةٍ كرديةٍ صغيرةٍ جدّاً، ما زلت أحلم كلّ صباح أن أستيقظ فيها على صوت أمي، أستحضر كلّ الأمكنة، أو تحضر دون إرادتي، تجد في نصوصي الشعرية رائحة صباحات قريتي “كرصور”، وصوت المؤذن قاسمو المعروف في القامشلي، ورنين أجراس كنيسة السريان في حلب، أصوات الدراجات النارية في حي قدور بك المعروف في القامشلي، وأمواج البشر قرب القصر الملكي في ساحة ” الدام ” في أمستردام. بالكتابة أخفّفُ عن روحي آلام الحنين”.

ويتابع الشاعر مروان علي فيقول: “الحياة اليومية مدهشة جداً، فقط علينا أن نعتني بها، ونعرف كيف نُعيد اكتشافها في النصّ الشعري، وإعادة كتابتها، أليس مُدهشاً أن تقف دبابة تحت الشجرة نفسها التي كنت أنتظر حبيبتي في ظلّها الوارف في ساحة سعد الله الجابري بحلب؟ أو أن تجد رصاصة في الهواء تمرّ قربك ولا تصيبك، وستكتشف أن ثمة طلقة أخرى في الطريق، وقد تصيبك لأنك تحب حلب أو حمص، وتختار الموت فيها على العيش في بلاد الآخرين. هكذا كتب لي صديق من حلب وآخر من حمص. اليومي طافح بالشعر ويفتح أبواباً كثيرة كانت مغلقةً أمام الشعر”.

الغربة تمنحك حرية الانطلاق

سألنا الشاعر السوري مروان علي: ما زاوية الرؤية الشعرية الجديدة التي ولدت من علاقتك بهاتين الثقافتين؟ وكيف يمكنك إيضاحها؟ فأجاب: “جميل أن ترى بلادك من بلاد الآخرين، وتلتقي غرباء ومهاجرين مثلك من ثقافات مختلفة، في أمستردام تتعرّف على السوريين وعلى سورية بشكلٍ أكثر دقةً ووضوحاً، لم أكن أعرف سورية وأنا هناك، هنا في أمستردام حاولت أن اقترب أكثر من هذه البلاد، والتي أسميها سورية”.

وأردف قائلاً: “الرحيل المبكر أتاح لي فرصة التعرف على ثقافات مختلفة، خصوصاً الشعر الأوروبي، والهولندي تحديداً، في أمستردام وجدت سورية التي بحثت عنها طويلاً في قلبي الصغير”.

واعتبر الشاعر مروان قائلاً: “كما تعلم علاقة الشاعر بالمكان علاقة قوية، لذلك فإنّ الغربة والانتقال إلى مكانٍ آخر وبعيد ومختلف يترك ندبةً عميقةً في روح الشاعر وفي جسد القصيدة، لكنّ الجميل في الغربة أنها تمنحك حرية الانطلاق والطيران بأجنحة الكلمات لإعادة اكتشاف العالم”.

ويبوح الشاعر مروان علي عن مكنونات روحه فيقول: “أمستردام مدينة حرّة وكوسموبوليتية، تجد فيها كلّ شيء، يأتون إليها من كل أوربا، ويترافق ذلك مع حراك ثقافي وفني لا يهدأ، هناك موسيقا في كل شارع من شوارع المدينة، وشوارع المدينة وساحاتها معارض فنية ومسرحية، لكنّ الروح تبقى مشدودةً إلى المدينة الأولى، لأن المدن كالنساء”.

الألم كبير ولكنّ الأمل أكبر

وعن ولادة سورية جديدة يقول الشاعر مروان علي: “رغم الألم الكبير ولكنّ الأمل أكبر أن تولد سورية جديدة، فأنا أراها من هنا، من هذه البلاد البعيدة، لن نكون وحدنا، سيقف معنا الشرفاء في كل مكان كي نعيد بناء سورية التي لا بدّ أن تكون أجمل”.

ويُنهي الشاعر مروان علي كلامه فيقول: “الحديث عن أدبٍ سوريٍ جديد “أدب ثورة الحرية والكرامة” هو حديث عن حقيقة، وهنالك عشرات من الأسماء التي تساهم في هذا الأدب الجديد”.