Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الجواز الإلكتروني.. مشروع جديد لدعم خزينة الأسد المفلسة

أحمد زكريا - SY24

تستعد حكومة النظام السوري لإطلاق ما يسمى “جواز السفر الإلكتروني”، وفق ما أعلنه، مؤخراً، وزير الداخلية ومدير إدارة الهجرة والجوازات في سوريا.

ونقلت صحيفة “الوطن” وعدة وسائل إعلام تابعة للنظام عن وزير الداخلية “محمد خالد الرحمون” قوله: إن “الوزارة بدأت التحضير لإطلاق مشروع جواز السفر الإلكتروني”، كما نقلت ذات المصادر عن مدير إدارة الهجرة والجوازات اللواء” ناجي تركي النُمير” قوله: تم دراسة مشروع الجواز الإلكتروني الذي يتميز عن غيره كبقية جوازات السفر العالمية، باعتباره يمنع حالات التزوير، ويتم العمل عليه خلال المرحلة القادمة”.

في حين لم يبين المصدران المسؤولان موعدًا محددًا لانطلاقة هذا المشروع، إلا أن مراقبين يرون استحالة تنفيذ هكذا مشروع خاصة في بلد مثل سوريا، والذي يعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية إضافة لسوء شبكات الانترنت وغيرها من القضايا الداخلية.

خطوة لإلغاء جوازات السفر في مناطق المعارضة:
وعلى الرغم من أن الماكينات الإعلامية التابعة للنظام بدأت الترويج لهذا المشروع والذي يطرح العديد من التساؤلات، إلا أن مصادر أهلية من داخل مدينة “حمص” ذكرت لسوريا 24، أن “الأمور في دائرة الهجرة والجوازات طبيعية جدا وليس هناك أي حديث يدور حول الجواز الإلكتروني”.

المحامي “مصطفى الرجب” قال لـ SY24: لا يوجد أي تغيير فيما يخص إجراءات إصدار جواز السفر لدى دائرة الهجرة والجوازات داخل مدينة حمص، وكل من يرغب بتجديد جوازه فإن الأمور تسير بشكلها الطبيعي وليس هناك أي تغيير في الإجراءات.

وأعرب “الرجب” عن اعتقاده من أن هذا الإجراء هدفه إلغاء جوازات السفر الموجودة في مناطق المعارضة، وقال: في حال افترضنا أن هذه الخطوة صحيحة فهي بداية لإجراءات سوف تتبعها وسوف تعزز موضوع “الدويلة”، وكل ما سيكون ضمن دولة بشار سيكون مغايرًا لما هو موجود ضمن مناطق المعارضة.

وتابع قائلًا: بمعنى أنه إذا كان هناك اتفاقات غير معلنة بتقاسم البلد فإن المنطقة التي ستكون تحت سيطرة المعارضة ستكون الوثائق الرسمية فيها مثلاً مغايرة للوثائق الصادرة عن مناطق النظام.

وأضاف، أن “هذا الأمر بدأ بالفعل وبدأت الجهات المحلية في مناطق المعارضة بإصدار هويات شخصية للأهالي مختلفة تماما عن الهويات الصادرة من دوائر النظام الحكومية، ومن هنا فإن النظام سيبدأ بتغييرات في الأمور الإدارية ومن ضمنها جوازات السفر من أجل المرحلة المقبلة”.

مجرد كلام بكلام:
وبحسب مدير إدارة الهجرة والجوازات التابعة للنظام، فإن العمل بهذا المشروع يبدأ من خلال موقع وزارة الداخلية على شبكة الانترنت، وبعد الدفع الإلكتروني لحساب الوزارة في مصرف سوريا المركزي يتم منح الجواز.

وأضاف، أنه تم” إدخال تكنولوجيا جديدة لعملية الإصدار بعد الاستحصال على بصمة الإبهام اليسرى من خلال ماسح رقمي، وتوقيع صاحب الجواز من خلال جهاز توقيع رقمي بوساطة قلم إلكتروني على شاشة الجهاز، وتخزين جميع المعلومات إلكترونيا، وفق ما نقلته مصادر إعلامية موالية للنظام”.

الصحفي “سمير السعدي” وتعليقا على هذا المشروع، قال: “بتصوري لن يتعدى الأمر سوى مجرد الكلام لا أكثر، خاصة وأن سوريا تعاني من بيروقراطية مقيتة، وهذه البيروقراطية هي مصدر رزق لمئات الموظفين في كل الدوائر الحكومية والخدمية على وجه الخصوص، وبالتالي فإن التحرر منها هو قطع مصادر دخل هؤلاء الموظفين وإنهاء الرشاوى”.

ولفت “السعدي” في حديثه لسوريا 24، إلى أن “النظام سبق وأعلن عام 2009 عن أتمتة السجلات العقارية، ولكن إلى يومنا هذا لم يتم هذا الأمر ولن يتم كونه يوجد منتفعين من الأنظمة والقوانين الموجودة وطرق وأساليب التعامل الملتوية”.

“دكانة” تَدرّ على النظام ملايين الدولارات:
ويعد استخراج الوثائق الرسمية ومن ضمنها “جواز السفر” من أبرز الصعوبات والعقبات التي تواجه اللاجئ السوري في دول اللجوء، ناهيك عن الظروف المعيشية الصعبة وقلة فرص العمل.

الموجه التربوي “فراس السقال” قال: “على الرغم من هذا النشاط الزائد في دكان الهجرة والجوازات السورية، فأنا أجزم أن الجواز السفر الإلكتروني سيفشل، لأن هذه الأمور تحتاج إلى خبرات وأصحاب باع وكفاءة في هذا المجال، وقد استطاع بشار تهجير هذه الفئات التي استفادت منها الدول الغربية لكفاءتها”.

وأضاف خلال حديثه مع SY24، “يقول المثل قلّب بضاعتك تَنفّق، وبالتالي فإن نظام الأسد الخائن يريد توسيع دكانه في دائرة الهجرة والجوازات فقام بفكرة الجواز الإلكتروني الفاشل، في حين أن هذه التجارة تُدرّ على النظام السوري ملايين الدولارات وها هو يوسع متجره”.

وتابع قائلاً: “نظام الأسد يهمل كل الدوائر والمصالح الحكومية اللازمة في سورية، بينما يلتفت إلى تفعيل وتجديد وتطوير دائرة الهجرة والجوازات، لماذا؟ لأن النظام يريد أن يقول للشعب السوري: أيها السوريون ها أنا أُسهّل عليكم أمور هجرتكم وتسفيركم، فانقلعوا من سورية، فقد أبدلت ملائكتها (سكانها السوريين) بقرود (الإيرانيين والروس والعراقيين والحوثين) فقد أتحت لهم الحصول على الجنسية السورية ليأخذوا مكانكم”.

الهدف دعم خزينة النظام المفلسة:
ويستنزف نظام الأسد من جيوب السوريين سنويًا ملايين الدولارات لقاء استخراج جواز السفر، الذي بات يعتبر الأعلى تكلفة والأسوأ من بين جوازات السفر في العالم.

النقيب “رشيد حوراني” الباحث في “المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام”، قال لسوريا 24: إن “هدف النظام من مشروع جواز السفر الإلكتروني هو اقتصادي، لأن عددًا لا بأس به من السوريين يرغبون بالحصول على أوراق نظامية تخولهم التحرك، فلبى نظام الأسد ذلك لابتزاز المواطنين وتعويض خزينته المفلسة، ومن باب آخر تصدير نفسه على أنه سلطة لا تزال قائمة وعلى المجتمع الدولي الاعتراف بذلك”.