Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صحيفة: النقمة على النظام وصلت دمشق بسبب الأزمة الاقتصادية

وكالات - SY24

سلَّطت صحيفة أمريكية الضوء على حالة امتعاض الموالين نتيجة تدني مستوى المعيشة في مناطق سيطرة النظام السوري.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنها المرة الأولى التي تصل بها حالة النقمة ضد النظام السوري في العاصمة دمشق، مبينةً أن الحياة قد ازدادت صعوبةً خلال الأشهر الأخيرة أكثر من أيّ وقت مضى خلال السنوات الماضية.

واعتبرت الصحيفة أن حالة التدني تعود إلى إدراك الموالين أن الاقتصاد لن يتعافى والأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، كما أشار كاتب موالٍ للنظام السوري -رفض الكشف عن اسمه- بأن سيطرة النظام على غوطة دمشق لم تجلب الراحة لقاطني العاصمة.

واستطرد الكاتب الموالي بالقول: “هذه أسوأ أوضاع عرفناها على الإطلاق، الناس هنا بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة، ونسبة الفقر تزداد باستمرار”.

وأشارت الصحيفة إلى أن انقطاع الوقود والغاز والكهرباء أدى إلى معيشة سيئة للسكان في فصل الشتاء البارد بالتزامن مع استمرار انخفاض الليرة السورية الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، موضحةً في الوقت ذاته أن المقاتلين الذين شاركوا النظام في معاركه عادوا إلى منازلهم دون أن يحصلوا على وظائف مع ازديادٍ شديدٍ للفساد؛ الأمر الذي يضاعف معاناة الأهالي بالوقوف ساعات طويلة من أجل الحصول على مستلزماتهم، في حين يسخطون بشكل دائم من الرشاوى التي يجب أن يدفعوها للموظفين.

وأضافت أن الموالين خاب أملهم عند مجيء المستثمرين العرب الأثرياء إلى دمشق مع فقدان الأمل بالتمويل من قِبل دولة الصين لمشاريع إعادة الإعمار، كما لفتت إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام السوري أدت إلى ازدياد المشكلة الاقتصادية التي يبدو أنها لن تُحَلّ في أيّ وقت قريب.

وأفاد المحلل الصحفي البريطاني السوري القاطن في دمشق “داني مكي” بأن وصف النظام السوري بالانتصار العسكري لم نَرَ ترجمته على الأرض من خلال تحسين نوعية الحياة كما هو المتوقع، كما أضاف قائلاً: “المزاج كئيب هنا والشتاء كان قاسياً، حتى عندما كانت المجموعات المسلحة واقفة على عتبة دمشق لم نشهد شيئاً شبيهاً بانخفاض نوعية الحياة التي نعيشها اليوم”.

ورأت الصحيفة أن هذه المعيشة السيئة انعكست على أعداد كبيرة من الموالين في وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك الفنانين والشخصيات التلفزيونية الذين استخدموا نفوذهم لدعم النظام، فيما يرى خبراء اقتصاديون ودبلوماسيون غربيون أن تلك العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أدت إلى النقص في منتجات الطاقة.

وأكد مسؤول متقاعد في النظام السوري -رفض الكشف عن اسمه- خوفاً من انتقام النظام، أن حالة السخط التي يعيشها السكان تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا واستمرار حكم عائلة الأسد.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن أعداداً من الموالين يعيشون على آمال عملية السلام بقيادة روسيا وبدعمٍ من الأمم المتحدة والتي من الممكن أن تضعف من حكم عائلة الأسد على البلاد؛ الأمر الذي يؤدي إلى إعادة الإعمار والاستثمار الأجنبي وإعادة تأهيل سوريا من قِبل المجتمع الدولي.