Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عائلات سورية تستعد لمغادرة مخيم الهول نحو مستقبل أفضل

خاص – SY24

تستمر الجهود من إدارة مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، وبالتنسيق مع وجهاء العشائر السورية وبدعم من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، لإخراج دفعة جديدة من العائلات السورية من المخيم في خطوةٍ لإعادة دمجها في المجتمع، وتخفيف العبء عن المخيم.

وفي المستجدات، تستعد دفعة من العائلات السورية (الأولى من نوعها في عام 2024) للخروج من المخيم والعودة إلى مناطقها الأصلية في محافظة دير الزور وريفها. وأكدت مصادر خاصة من المنطقة الشرقية لـ SY24 أن الدفعة تتضمن 140 عائلة، مؤلفة من 700 شخصٍ تقريباً.

وأضافت المصادر أن “معظم أفراد هذه العائلات ينحدرون من ريف البوكمال ومناطق خشام والصبحة ودحلة وذيبان بريف دير الزور الشرقي. مشيرةً إلى أنه سيتم تقسيمهم إلى دفعتين: الأولى تضم 60 عائلة غادرت المخيم اليوم الأربعاء 8 أيار/مايو 2024، في حين أن الدفعة الثانية تضم 80 عائلة ستغادر المخيم بعد أسبوع إلى عشرة أيام من مغادرة الدفعة الأولى.

وعن آلية خروج العائلات من مخيم الهول إلى أرياف دير الزور، أفادت مصادرنا بأنه قبل ثلاثة أيام عُقد اجتماع بين الكفلاء من وجهاء العشائر السورية وبين العائلات في قاعة إدارة المخيم لتحديد آلية الخروج. وبيّنت المصادر أن 50% من العائلات التي ستخرج هي من منطقة الشامية غرب الفرات، والباقي من منطقة الجزيرة شرق الفرات.

وفي رد على سؤال عن وجود مراكز إيواء مخصصة للعائلات التي ستخرج، والتي سيتم نقل العائلات إليها، ذكرت مصادرنا أنه “لا توجد مراكز إيواء للعائلات التي ستخرج، بل سيقوم كل كفيل بأخذ العائلة التي تكفل بها فور وصولها إلى المنطقة المحددة”.

وأكدت مصادرنا أن هناك توجيه كبير من البرامج الداعمة لدمج العائلات في المجتمع بعد خروجها من المخيم، حيث تهدف هذه البرامج إلى توفير المساعدة للعائلات في مجالات السكن والتعليم والصحة وفرص العمل، إضافة إلى استخراج الأوراق الثبوتية.

وأواخر العام الماضي، قال “أبو عبد الله الحسكاوي” أحد أبناء المنطقة الشرقية في حديث لـ SY24، إنه: “من غير المعلوم عدد العائلات السورية التي ستخرج من المخيم، لافتاً إلى أن إدارة المخيم قد وعدت في كانون الأول/ديسمبر 2023، بأنها ستعمل على إخراج دفعة جديدة من العوائل السورية التي ينحدر أصولها من دير الزور مع نهاية العام 2023”.

الجدير ذكره، أنه بعد سنوات من المعاناة في مخيم الهول، أصدرت “الإدارة الذاتية” قراراً في الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020 يسمح بخروج العائلات السورية من المخيم بكفالة من شيوخ العشائر، وقد خرجت العديد من الدفعات، التي توجهت بالدرجة الأولى إلى دير الزور والرقة.

ويعكس خروج هذه العائلات التعاون المثمر بين مختلف الجهات المعنية بإدارة ملف مخيم الهول، فمن جانبها تبذل إدارة المخيم جهودًا حثيثة لتسهيل عملية خروج العائلات وتوفير الدعم اللوجستي اللازم، إضافة إلى دور العشائر والمنظمات المحلية والدولية في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الضرورية للعائلات المغادرة، وذلك لضمان عودتهم الآمنة وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

وتعتبر كفالة العشائر بمثابة ضمانة لسلامة العائلات وحسن سير عملية عودتها، مما يساهم في بناء الثقة وتعزيز التماسك المجتمعي. كما تتعهد العشائر أمام الجهات الرسمية بتوفير الأمن والرعاية للعائلات العائدة، مما يسهل عملية خروجهم من المخيم، وتوفير بيئة آمنة لهم في مناطقهم الأصلية.

كما ستقدم العشائر الدعم المعنوي والنفسي للعائلات العائدة، وتساعدهم على تجاوز الصدمات التي مروا بها، يضاف إلى ذلك مساعدتهم في إيجاد مسكن مناسب لهم، سواء من خلال توفير مساكن مؤقتة أو المساعدة في ترميم منازلهم الأصلية.

ومطلع العام الجاري، افتتحت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة الرقة، وبالتعاون مع برنامج الخدمات الأساسية (USAID)، مركز الرعاية الاجتماعي الذي يُعد الأول من نوعه شرق سوريا، ويهدف حسب مجلس الرقة المدني، إلى تقديم الدعم للعوائل العائدة من المخيم.

وفي السياق، تلعب منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية دورًا حيويًا في دعم العائلات السورية التي تخرج من مخيم الهول إلى مناطق شرقي سوريا. وتتركز جهودها على ضمان حصول العائلات على احتياجاتها الأساسية من الغذاء والماء النظيف، خاصة في الفترة الأولى بعد الخروج من المخيم، إضافة إلى توفير الرعاية الصحية الأولية، وتوفير الأدوية ودعم برامج التطعيم والتثقيف الصحي.

كما تعمل المنظمات على توفير فرص التعليم للأطفال والشباب الذين فاتهم التعليم خلال فترة النزوح، وتقديم برامج التدريب المهني للبالغين لتعزيز فرص حصولهم على عمل. كما تسعى المنظمات إلى دعم المشاريع الصغيرة، وتوفير فرص العمل وتمكين النساء العائدات اقتصاديًا.

ووسط كل ذلك، تبقى هناك تحديات كبيرة تواجه عملية إعادة دمج العائلات في مجتمعاتهم، بما في ذلك تأمين المسكن والعمل وتوفير الرعاية الصحية والتعليم، بالإضافة إلى التغلب على الصدمات النفسية التي خلفتها سنوات النزوح والحياة في المخيم.

من جهة أخرى، تتواصل الجهود لتسهيل عملية إعادة العراقيين إلى بلادهم، خاصة بعد هزيمة داعش وتفكك معاقله في مناطق متفرقة شرقي سوريا والعراق.

الجدير بالذكر أنه في 9 آذار/مارس 2024، غادرت 159 عائلة عراقية (أي ما يعادل 622 شخصاً) المخيم، وهي أول دفعة من العراقيين تغادر المخيم هذا العام. وبعد 3 أيام، غادرت الدفعة الثانية في 12 آذار/مارس وبلغ عددها 150 عائلة.

وفي 28 نيسان/ أبريل 2024، غادرت دفعة عراقية ثالثة مؤلفة من 250 عائلة عراقية مخيم الهول واتجهت إلى مخيم الجدعة في العراق بإشراف وفد أمني عراقي.

ووفقاً لآخر إحصائية من إدارة المخيم، يوجد في مخيم الهول 42781 شخصاً، من بينهم 19530 عراقي و16779 سوري، إضافة إلى وجود 6461 شخصاً من جنسيات أجنبية.