Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

محلل تركي يعلق على الإعلان الروسي بشأن مواصلة الحرب في إدلب

خاص - SY24

ألمحت روسيا وعلى لسان سفيرها في دمشق “الكسندر يفيموف”، إلى عدم التزامها بأي اتفاقيات تتعلق بتطورات الوضع في إدلب بحجة محاربة الإرهاب، مؤكدة عزمها إعادة كامل الأراضي السورية للنظام السوري، مدعية أن العلاقات الروسية مع النظام السوري هي أقوى مما كانت عليه من قبل.

وادعى “يفيموف” في تصريحات نقلتها وسائل إعلام النظام، إنه “ننطلق من أن اتفاقات وقف إطلاق النار في إدلب أياً كانت، لا تلغي ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب بلا هوادة، وإعادة الأراضي لسيادة السلطات السورية الشرعية في أسرع وقت”.

ووصف المسؤول الروسي منطقة إدلب بأنها “معقل الإرهابيين والمجرمين”، وأنها بعكس ما يسمونها “الملجأ الأخير للمعارضة المعتدلة”.

ونفى المسؤول الروسي أي خلافات بين روسيا والنظام السوري، مدعيا أن كل ما يثار هو “إشاعات”، وأن العلاقات بين الطرفين هي أقوى اليوم مما كانت في أي وقت في الماضي، وتتميز بالطابع الصديق والاستراتيجي، وتهدف الى تحقيق الأهداف المشتركة لمصلحة الشعبين على حد زعمه.

وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي  والباحث  في الشأن الروسي “عبد الفتاح أبو طاحون” لـ SY24، إنه ” لفهم حقيقي  لتصريحات أي مسؤول  في أي مجال ـ يجب الأخذ بالاعتبار المكان الذي تصدر فيه التصريحات وكذلك الجمهور والفضاء المقصودين في هذه  التصريحات أو تلك”.

وأضاف أن “سفير روسيا في سوريا يختلف  في موقعه عن سفير روسيا في تركيا أو  إسرائيل مثلاً، فتصريحاته مستمدة من طبيعة العلاقة  مع الدولة المقيم فيها ومن طبيعة المرحلة التي تعيشها العلاقة الثنائية”.

ورأى أن “تصريحات السيد الكسندر يفيموف  في دمشق والموجهة للنظام ومؤيديه وفضائه الذي يسيطر عليه، لا تختلف عن  تصريحات مسؤولي النظام  السوري أنفسهم، فهي تحمل طابع الطمأنة وعبارات كلاسيكية  تُكرر للتعبير عن عمق الصداقة والعلاقة الوطيدة متجافية مع الواقع المرير لهذه العلاقة التي تتسم بروح التبعية المذلة”.

وتابع أنه “في حقيقة الأمر الصداقة قائمة بين أنظمة وليست بين شعوب وتراعي فقط مصلحة النظامين وبالأولوية مصلحة النظام الروسي”.

وأشار إلى أن “السفير في تصريحاته تطرق لدغدغة مسامع النظام وأتباعه بكلمات عن أحلامهم في استرجاع إدلب إلى حضن  الوطن (النظام)، وعن أحلامهم بالقضاء على سكان إدلب الذين يعتبرونهم الإرهابيين الحقيقين”.

وقال “أبو طاحون” إن “النظام لا يريد أن يدرك أن العلاقات الروسية التركية أوسع من العلاقات الروسية معه، وملفاتها أهم وتشمل ملفات اقتصاد واتفاقات اقتصادية استراتيجية ضخمة تبني روسيا عليها استراتيجياتها الاقتصادية، مثل ملف خط ترانزيت الغاز الذي يمر عبر الأراضي التركية، وملفات أخرى لا تقل أهمية مثل دخول تركيا سوق السلاح العالمي كمنافس قوي لروسيا، وكذلك اقترابها من سوق الغاز”.

وختم بالقول إن “النظام لا يريد أن يدرك أنه بينما كان هو يتلقى الضربات  العسكرية التركية في مارس الماضي، كانت العلاقات الروسية التركية (الاقتصادية) في حالة من أفضل حالاتها والتي أثمرت عن عقد اتفاقية ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي التركية، لذا يبقى خطاب السيد يفيموف خطاباً متماشياً مع جملة خطابات نُخب النظام التي تحمل الطمأنة والتخدير متغاضية عن الحقيقة القائمة على أرض الواقع”.

وسبق تلك التصريحات الروسية، تصريحات من وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، والذي أكد أن أكد أن تركيا تعمل بشكل جدّي و مكثف لضمان تحقيق وقف إطلاق النار الدائم والاستقرار في ادلب لتمكين المدنيين من العودة الى منازلهم بشكل طوعي، مؤكدا أن  تركيا ملتزمة بالاتفاق بالتنسيق مع روسيا، بالرغم من مواجهة بعض العقبات والخروقات.

وربط مراقبون التصريحات الروسية الحالية بخصوص إدلب، وبين التصعيد الحاصل في ليبيا، حيث تدعم تركيا قوات الحكومة الشرعية في مواجهة قوات خليفة حفتر المدعوم من روسيا، الأمر الذي أزعج عددا من الدول الداعمة لحفتر من التقدم العسكري للقوات الشرعية المدعومة من تركيا.

وفي هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي التركي “فراس رضوان أوغلو” لـ SY24 ، إنه “أعتقد أن المشهد الليبي واضح في قضية إحياء الحرب في إدلب وإذا بقيت الأمور على هذا النحو من الصراع فإنه من الممكن أن نشهد صراعا آخرا تركياً روسياً في إدلب، لكن تركيا لن تتراجع عن إدلب حتى لو دخلت القوات الروسية”.

وأضاف أن “أعتقد أن أمريكا ستقف مع تركيا في هذا السياق لأن مصالحها أيضا في ليبيا وربما ستدعم تركيا في

فالوضع حرج وليس بالسهل والآن بدأ الطرفان يفردان عضلاتهما، والاتصال الهاتفي الأخير بين الطرفين الروسي والتركي ليس وديا جدا وفيه عتابات وبعض الحسابات الأخرى، والتهديد الأخير من خليفة حفتر بأنه سيكون حملة جوية تدمر المصالح التركية في ليبيا، ومن الواضح أن التصريحات فيها دفعة روسية”.

وتابع أن “الأمور ستأخذ منحى أكثر حدة بين الطرفين، وعلى تركيا كي تنجح أن تدعم المعارضة السورية بالسلاح الفعال، بشرط أن يكون الدعم من أجل الجلوس على طاولة الحوار وليس من أجل استمرار الحرب”.

يشار إلى أنه في 5 آذار/مارس الماضي، توصل الطرفان التركي والروسي إلى اتفاق بخصوص منطقة إدلب يقضي بوقف إطلاق نار شامل في المنطقة، إضافة لتسيير  دوريات مشتركة على طريق “حلب اللاذقية” أو ما يعرف بطريق الـ M4.