Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تطورات جديدة في أحداث درعا

خاص - SY24

تتصدر الأحداث الدائرة في محافظة درعا جنوبي سوريا واجهة المشهد الميداني، وسط تطورات متلاحقة عنوانها الأبرز محاولة قوات النظام اقتحام درعا البلد، إضافة لحالة الغليان في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا.

وفي التفاصيل أفاد مراسلنا أن 5 عناصر للمخابرات الجوية في بلدة الكرك الشرقي بينهم ضابط برتبة مقدم، لقيوا مصرعهم وأصيب عنصر آخر بجروح خطيرة، نتيجة هجوم مسلح استهدف احد حواجزهم في البلدة.

وأضاف مراسلنا أنه تم نقل القتلى والمصاب إلى مشفى الصنمين العسكري، وذلك بعد مفاوضات بين أهالي الكرك والنظام السوري.

وأشار مراسلنا إلى اجتماع أولي عقد بين ممثلين عن الفيلق الخامس ووجهاء أهل بلدة الكرك الشرقي حول الأحداث التي حصلت اليوم، وتضمن الاتفاق على تسليم الأسرى الموجودين في بلدة الكرك وعددهم  6، والذهاب إلى الاجتماع الأمني من قبل ممثلين عن بلدة الكرك والمقرر غدا في مدينة درعا لربط أحداث درعا البلد بالكرك الشرقي.

وأضاف مراسلنا أن من ضمن بنود الاتفاق الموافقة على تواجد الفيلق الخامس في بلدة الكرك لحين إيجاد الحلول المناسبة.

وفيما يتعلق بالهجوم ومحاولة شن عملية عسكرية تجاه درعا البلد، نقل مراسلنا عن مصادر محلية قولها إن “اقتحام درعا البلد هو لإجبار البلدة على الخضوع للتسوية من جديد و شرعنة السلاح المتواجد بين أيديهم بالانضمام لأحد تشكيلات الجيش السوري (الفيلق الأول، الفرقة الرابعة، الفيلق الخامس) أو غيرها من تشكيلات الجيش، والتركيز على إجراء التسويات لما يقارب من 500 عنصر من المنشقين عن قوات النظام و المتواجدين في درعا البلد حالياً”.

وفي سياق التطورات الأمنية، أفاد مراسلنا في درعا، باغتيال القيادي في الفيلق الخامس “هشام الغوراني” في بلدة الشجرة في حوض اليرموك في الريف الغربي درعا، وذلك بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين عليه أمام منزله.

وأشار مراسلنا إلى أن “الغوراني” هو ابن العقيد الغوراني قائد فرقة الحق بالجيش الحر سابقاً، وكان يعمل على ضد ملف تنظيم “داعش” وميليشيا حزب الله في الفترة الأخيرة، وكان مسؤولا عن كامل منطقة الشجرة تقريباً، كما توفي شخص كان برفقته ويدعى “أحمد عبد الله عزيزي.

وأمس الأحد، شنت قوت النظام السوري، حملة عسكرية تقودها الفرقة الرابعة ومجموعات تتبع لميليشيا “حزب الله”، باتجاه محيط درعا البلد، متذرعة أن تلك المنطقة تؤوي عناصر وقيادات من تنظيم”داعش”، في حين أشارت مصادر محلية إلى مخطط واسع تهدف إليه الفرقة الرابعة للسيطرة على المنطقة الشرقية كاملة في محافظة درعا.

وذكرت مصادر محلية من أبناء المنطقة، أن قوات النظام تخطط للتخلص من عناصر فصائل المعارضة الذين أجروا تسويات في وقت سابق، ومن أجل ذلك أطلقت حملتها العسكرية بحجة أنها تريد القضاء على تنظيم “داعش” في تلك المنطقة، علما أن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وأفاد مراسلنا في درعا، أن الحملة العسكرية على جنوب درعا انطلقت بقيادة الفرقة الرابعة ومجموعات منضوية في صفوف ميليشيا حزب الله، وأن الهدف منها تمشيط محيط درعا البلد (منطقة النخلة ومنطقة الرحية والسباحة وصولا إلى الحدود الأردنية).

وأشارت مصادر محلية أخرى إلى أن قوات الفرقة الرابعة تزج بمقاتلين من أبناء ريفي دمشق الشرقي والغربي الذين أجروا تسويات أيضا، لاستهداف الفصائل المنضوية في اللجنة الأمنية لدرعا، وذلك بهدف التخلص من هؤلاء المقاتلين أيضا وترك لمصيرهم في مواجهة مباشرة بينهم وبين الفصائل في درعا، خاصة وأنها جهزت ما يقارب 400 شاب من أبناء تلك المناطق وزجت بهم في حملتها الجديدة.

ووسط كل تلك الأحداث أعلن أبناء قرى وبلدات اليادودة ، طفس،  المزيربب، تضامنهم مع درعا البلد والوقوف ضد الحملة العسكرية التي تشنها الفرقة الرابعة، فقاموا بقطع الطرقات وإحراق الدواليب، إضافة لاستعداد مجموعات تحمل السلاح من المناطق ذاتها التحرك نصرة لدرعا البلد ولتشتيت قوات النظام وفتح أكثر من جبهة.

وذكرت المصادر المحلية أن قوات الفرقة الرابعة بدورها نصبت حاجزا لها شرق مخيم درعا بالقرب من مزرعة الفدعوس، كما أن قوات النظام انتشرت على  طول خط الجبهة المحيط بمدينة درعا البلد.

وعن الغاية الرئيسة من تحرك الفرقة الرابعة صوب تلك المنطقة، أكدت المصادر لمنصة SY24، أن “الموضوع أكبر من تمشيط درعا البلد ومحيطها، فما ترمي إليه الفرقة الرابعة هو نقل مشروعها وتواجدها من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية وتطبيقه هناك والسيطرة عليها بشكل كامل، والهدف الرئيسي  بالنسبة لها هو اقتصادي، إضافة لإنعاش عمليات تهريب المخدرات باتجاه الأردن”.

الجدير ذكره أن الفرقة الرابعة تعد من الأطراف الموالية لإيران وأحد أذرعها في المنطقة الجنوبية، ومنذ عدة أشهر تسعى إيران لتوسيع رقعة نفوذها والتمدد في المنطقة عبر الفرقة الرابعة وغيرها من الأطراف المؤيدة والمساندة لها ولميليشياتها

وفي تموز الماضي،  قال الصحفي “علي عيد” وهو من أبناء محافظة درعا، إن “الوضع العام في درعا على المستوى الشعبي هناك استياء، حتى مع المصالحات التي جرت وهي لم تلق القبول الشعبي من مختلف الشرائح الموجودة في المحافظة، وبالتالي عدم التزام النظام كان عاملا إضافيا لازدياد حالة الغليان، إضافة لعمليات التصفية ومحاولات التمدد الإيراني والفرقة الرابعة، حيث كثرة عمليات الاغتيال”.

وأكد في تصريح خاص لمنصة SY24، أنه “كان هناك بشكل دائم محاولة لإخضاع محافظة درعا وكل تلك المحاولات لم تنجح، وعلى ما يبدو هناك صراع روسي إيراني على بسط السيطرة والنفوذ في محافظة درعا، وحتى رغم وجود قوى محلية مسلحة هي أقرب لروسيا والفيلق الخامس لكن هذا لا يعني أن هناك قبول تاما حتى للروس على المستوى الشعبي”.

وتشهد عموم محافظة درعا حالة من الغليان، منذ سيطرة النظام السوري وروسيا عليها في 2018، وذلك بسبب الفلتان الأمني وعمليات الاغتيالات، يضاف إلى ذلك الاحتجاجات التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وعدم قبول سكان المنطقة بأي ممارسات تقوم بها حواجز قوات النظام العسكرية والأمنية.