Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما هي أسباب ازدياد معدل جرائم القتل في دير الزور؟

خاص - SY24

تعتبر الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها السوريين، وغياب المحاسبة والمحاكم، إضافة إلى انتشار الفوضى والميليشيات التي تعتبر نفسها فوق القانون، من أبرز الأسباب التي أدت إلى ازدياد معدل جرائم القتل في محافظة دير الزور.

ففي شرق الفرات الذي تسيطر عليها “قسد” يستيقظ أبناء هذه المنطقة كل يوم على جريمة قتل يذهب ضحيتها مدنيون وفي وضح النهار، ويعتبر تنظيم داعش هو المسبب الأول لهذه الجرائم إذ تستهدف خلاياه النائمة كل من يعارض فكر التنظيم في المنطقة، بالإضافة إلى قيامهم بقتل كل من يعمل مع قوات قسد ومن يتعاون معهم.

وتحدث “أحمد” أحد سكان مدينة “البصيرة” لمنصة SY24، قائلا: “كنا سابقا لا نسمع بحدوث جرائم قتل في المنطقة إلا نادرا أما اليوم ففي كل يوم هناك شخص يقتل، داعش تلاحق الجميع ولا تفرق بين مدني وعسكري أو موظف”.

ومن جهة أخرى ازدادت معدلات جرائم الثأر في المنطقة، ذات الطابع العشائري وبلغت مستويات خطيرة كادت أن تصل إلى حرب عشائرية في أكثر من مرة، ولعل أخطر هذه الجرائم حدثت منذ أشهر في مدينة البصيرة بعد أن سقط حوالي 9 مدنيين قتلى في جريمة ثأر، اتخذت منها قوات “قسد” موقف المتفرج.

في حين تعتبر جرائم القتل بدافع السرقة هاجسا آخرا لسكان المنطقة، بسبب الفلتان الأمني وتردي الوضع الإقتصادي، بينما مازالت جرائم الشرف في أقل مستوياتها إذ لم تسجل سوى بضع حالات لمثل هذه الجرائم في المنطقة.

أما في مناطق سيطرة النظام على الضفة المقابلة، فيبدو أن معدل جرائم القتل بلغ أضعاف معدله مقارنة بالأعوام السابقة، حيث قال “خالد” وهو أحد سكان المدينة الواقعة تحت سيطرة النظام وميليشياته لمنصة SY24:”لم تكن المدينة تشهد مثل هذه الجرائم سابقا، ولكن بعد قدوم الميليشيات الإيرانية أصبحت المدينة تعج بأشخاص لا يحملون أي قيم أو أخلاق، يقومون بالقتل لمجرد القتل ولا يجدون من يحاسبهم”.

وأشار إلى أن “عناصر هذه الميليشيات يعتقدون أنهم فوق القانون ويتصرفون بدون رادع أو محاسبة من قبل الأجهزة الأمنية التي تقف عاجزة أمام الميليشيات المدعومة من إيران وروسيا”.

ولعل هذه الأسباب جعلت هؤلاء العناصر يمارسون نشاطاتهم الإجرامية من قتل وسرقة وخطف وابتزاز دون الخوف من المحاسبة، بينما أصبحت تجارة المخدرات أحد الأسباب وراء عدد من الجرائم المرتكبة بعد تحول بعض عناصر الميليشيات إلى عصابات جريمة منظمة بغطاء حكومي وبسلاح شرعي بنظرهم، حيث تشهد المدينة بين الحين والآخر اقتتال بين عناصر هذه الميليشيات بسبب التناحر فيما بينها للسيطرة على سوق تجارة المخدرات.

ويعتبر القتل بدافع السرقة من العوامل المؤدية لوقوع مثل هذه الجرائم في مناطق سيطرة النظام، وذلك بسبب التردي في الحالة الإقتصادية وغياب الأمن، ولعل أبرز هذه الجرائم تلك التي ارتكبها رجل وزوجته بحق امرأتين كبيرتين بالعمر، إذ قاما بقتلهما بدافع سرقة ما يملكانه من مصاغ ذهبية وإخفاء جثتيهما على سطح منزله وتغطيتها بالإسمنت.

هذا وتعاني مدينة دير الزور تدهورا اقتصاديا كبيرا بسبب سيطرة النظام السوري وميليشياته عليها، وكذلك بسبب الأزمات الاقتصادية التي يعجز النظام عن إيجاد الحلول المناسبة لها، مما جعل أغلب سكان المدينة تحت خط الفقر.