Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

من هم المستفيدون من الأزمات في ديرالزور؟

خاص - SY24

 

تعيش أحياء مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، ظلاماً دامساً في ظل استمرار التقنين في التيار الكهربائي، وانقطاعه لساعات طويلة وخصوصاً في الفترات المسائية، الأمر الذي أثار حالة من السخط والاستياء لدى أهالي المدينة.

 

حيث تسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في ارتفاع معدلات الجرائم المرتكبة، وازدياد عدد السرقات التي تحصل في مختلف أحياء المدينة وخصوصاً في حيي الجورة والقصور، والتي تشهد اكتظاظاً سكانياً مع استمرار حكومة النظام بإهمال بقية الأحياء المدمرة وسط المدينة.

 

وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن المستفيد الأكبر من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة هم عناصر الميلشيات الإيرانية وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني، وذلك من أجل التغطية على السرقات التي يقومون بها في حيي الجورة والقصور، وضمان عدم قيام الأهالي باعتراضهم وكشف هويتهم.

 

المصادر ذاتها أكدت قيام عناصر الميليشيات المسلحة بتشكيل عصابات سرقة منظمة، وتقاسم أحياء المدينة فيما بينهم وسرقتها بشكل دوري، ناهيك عن قيام عناصر يتبعون لميليشيا الدفاع الوطني بتشكيل عصابة تشليح تقوم بإيقاف المدنيين وسرقتهم تحت تهديد السلاح.

 

وذكرت المصادر أن عمليات السرقة تطال أكبال الكهرباء، ومحركات المياه، وبطاريات السيارات، والدراجات النارية، بالإضافة إلى عمليات سرقة المنازل والمحال التجارية في الأحياء المأهولة بالسكان في المدينة، ناهيك عن عمليات الاعتداء والضرب التي يتعرض لها الشباب أثناء مرورهم بمنطقة تواجد هذه العصابات.

 

ويعيش معظم أهالي مدينة ديرالزور، والبالغ عددهم حوالي 250 ألف نسمة، في الأحياء الغربية، وهو ما تسبب في اكتظاظ سكاني كبير، مع بقاء بقية الأحياء خالية من السكان تقريباً، بعد تعرضها لدمار كبير، تعدت نسبته 90%، وعدم قيام النظام بإعادة تأهيلها.

 

“نور إسماعيل”، وهي طالبة في كلية الاقتصاد في جامعة الفرات بدير الزور، ذكرت أنها تدخل مع عائلتها في حظر تجوال يومي يبدأ من الساعة السابعة مساءاً، ولغاية الساعة السابعة صباحاً، وذلك خوفاً من تعرضهم للسرقة أو الاختطاف على يد العصابات المنتشرة في أحياء المدينة، على حد تعبيرها.

 

وقالت الشابة في حديث خاص لمنصة SY24، إنه “في هذه الفترة يخيم الظلام الدامس على شوارع وأحياء المدينة، وتصبح الحركة فيها شبه مستحيلة، مع استمرار تقنين التيار الكهربائي، وانقطاعه لفترات طويلة عن أحياء القصور والجورة”.

 

وأوضحت أن “عصابات التشليح والسرقة منتشرة في أحياء المدينة والجميع يعرفهم، ولكن لا أحد قادر على إيقافهم، لانهم من عناصر ميلشيات طهران وعناصر ميليشيا فراس العراقية، الذي ينعم هو وعائلته بالكهرباء والماء طوال الوقت”.

 

وأضافت أنه “تتم سرقة محركات المياه من البناء الذي نسكن فيه بشكل مستمر، والمشكلة أننا نذهب لشراء محركنا المسروق من اللصوص الذين يعرضون بضاعتهم في سوق الحرامية بشارع الوادي، والذي أصبح يعج بالأدوات الكهربائية والأثاث الذي يتم سرقته من المواطنين”.

 

وفي سياق متصل، ألقت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري القبض على عصابة سرقة وتشليح في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، تتألف من ثمانية عناصر يتبعون لميليشيا الدفاع الوطني في المدينة، وذلك بعد قيامهم بسرقة كميات كبيرة من الأبواب والنوافذ الحديدية من أحد مستودعات المدينة.

 

حيث أشارت بعض المصادر المحلية، إلى أن عملية الاعتقال جاءت بعد قيام قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالضغط على الأجهزة الأمنية في المدينة لاعتقال العصابة، وذلك بسبب خلاف جرى بينها وبين قيادة ميليشيا الدفاع الوطني على المعابر النهرية مع مناطق سيطرة “قسد” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.

 

يشار إلى أن معدل الجرائم ارتفع بشكل واضح وكبير في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب انتشار الميليشيات المسلحة، وقيام عناصرها بعمليات قتل وسرقة وتشليح، على مرأى ومسمع من قادة وعناصر الأجهزة الأمنية في المدينة، والتي تعمل على تقديم الدعم لهذه العصابات من أجل تقاسم السرقات معها.