Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تكرير النفط بوسائل بدائية يهدد حياة السكان شمالي سوريا

خاص - SY24

تنتشر الحراقات المعدة لتكرير النفط في الشمال السوري بشكل كبير، كبديل بدائي عن مصافي النفط منذ خرجت المنطقة عن سيطرة النظام، وبالتالي قطع إمدادها بالنفط، ما جعلها تعتمد على وسائل بديلة غير آمنة لاستخراج البترول ومشتقاته، إذ أن الدخان الأسود المنبعث من تلك الحراقات، كان أشبه بسحب سامة تؤثر على الإنسان والبيئة والمناخ.

حيث تجاوز عددها 400 محطة تكرير (حراقة)، تنتشر في مناطق عدة، يعمل بها عشرات الشبان والأطفال، رغم الخطر المحيط بهم من استنشاق الأبخرة السامة، الذي يؤدي بعض الأحيان إلى فقدان الوعي، وذلك في سبيل تأمين لقمة العيش.

يوضح الصحفي السوري المختص بقضايا البيئة وتغير المناخ “زاهر هاشم” في حديث خاص لمنصة SY24، مخاطر تكرير النفط بالوسائل البدائية، يقول إن “تلك الطرق لها ضرر كبير على صحة الأفراد، نتيجة تعرضهم لأبخرة وغازات سامة، تؤثر على الجهاز التنفسي، كما تؤثر على الجلد نتيجة ملامسة هذه المواد، من قبل العمال، حيث لا يتم اتخاذ إجراءات الأمن الصناعي الكافية، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض جلدية تحسسية وحتى الإصابة بالسرطان”.

وفي ذات السياق حذر أطباء من زيادة معدل الأمراض المنتشرة في المناطق القريبة من الحراقات، ولاسيما الأمراض الصدرية، بسبب انتشار المواد الكيماوية السامة المنبعثة من عملية الاحتراق، وتلوث الهواء نتيجة التكرار البدائي للمواد البترولية.

ونوه” هاشم” إلى مخاطر التخلص غير الآمن من نفايات التكرير والتي تتم بطرق بدائية، وتؤدي إلى تلويث التربة والمياه السطحية والجوفية، ومجاري الأنهار، وتضرر النباتات والمحاصيل الزراعية والمواشي والأسماك نتيجة هذا التلوث.

وأضاف أن “الاحتراق غير الكامل للمواد النفطية عند تكريرها بطرق بدائية، يؤدي إلى انبعاث غازات ضارة وسامة تؤدي إلى تخفيض جودة الهواء، وتنتقل مع الرياح إلى مناطق أخرى مسببة أضراراً تنفسية على نطاق واسع”.

لاتقتصر أضرار الانبعاثات السامة، على المدى القريب، بل تؤثر هذه الانبعاثات الغازية أيضاً في ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤدي إلى تغير المناخ و نشوء ظواهر طقس متطرفة مثل الجفاف الشديد والفيضانات الجارفة حسب ما أكده لنا “زاهر هاشم”.

ووفقاً لتقارير نشرها مراقبون مهتمون، فإن “المشكلة الخطيرة الأخرى التي تهدد سوريا، والتي يمكن اعتبارها متداخلة مع المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هي المشكلة البيئية التي لا أحد يدق ناقوس خطرها الآن، ففضلًا عن تلوث المزروعات بسموم الذخائر المنفجرة على مر أعوام الصراع، وتغلغل هذه السموم في التربة، وارتفاع نسبة السرطانات بين السوريين، حذر علماء المناخ من دورات قاسية في منطقة شرق المتوسط قد تؤدي إلى تغييرات كارثية، مما يعني أن ملف الأزمات التي يجب حلها، والذي سيقع على عاتق أي مشروع سياسي مستقبلي في سوريا سيكون هائلًا وضخمًا وخطيرًا”، حسب تعبيرهم.

حيث تتوجه الأنظار اليوم إلى “قمة الأمم المتحدة للمناخ” المنعقدة من 6 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 18 من الشهر نفسه، بمشاركة عدد من الرؤساء ومسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة، إضافة آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم.

إذ يتزامن انعقاد هذه القمة مع استمرار الصراعات والحروب في عدد من الدول وعلى رأسها سوريا، التي تشهد مناطقها وبخاصة الخارجة عن سيطرة النظام السوري، انتهاكات وخروقات وقصف مستمر من سلاح الجو الروسي المساند للنظام، إضافة إلى الاعتماد على  وسائل بديلة بدائية كـ حراقات النفط. المنتشرة بكثرة في شمال وشمال شرقي سوريا.