في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها شريحة واسعة من النساء، تبرز مبادرة “أحلام صغيرة” في مدينة القامشلي كنموذج رائد في دعم وتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا. المبادرة، التي تقودها السيدة سهام أحمد، المديرة التنفيذية للمجموعة، انطلقت بهدف توفير فرص عمل حقيقية للسيدات الأرامل والمطلقات وذوات الدخل المحدود، مع إتاحة مساحة آمنة لهن لممارسة الإنتاج وتحقيق الاستقلالية.
تتألف المجموعة حاليًا من سبع سيدات من المكونين العربي والكردي، يعملن بشكل جماعي داخل منزل المشرفة أم إبراهيم في حي قدور بك. ويتركز نشاطهن على صناعة المؤونة المنزلية بمختلف أنواعها؛ من المنتجات الصيفية مثل دبس البندورة، المحمرة، الملوخية، البامية، والخضار المجففة، وصولًا إلى مؤونة الشتاء كالمكدوس، المخللات، والمربيات. يبدأ العمل يوميًا منذ السابعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، وتُحسب الأجور باليومية.
وقالت السيدة سهام أحمد في تصريح لمنصة سوريا 24: “ما يميز هذه التجربة أنها لا تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تمنح النساء قوة داخلية وإحساسًا بالاعتماد على الذات. بعض المشاركات يعملن من منازلهن، وخصوصًا الأمهات اللواتي لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليبقين بالقرب من أبنائهن ويؤمّنّ دخلًا إضافيًا في الوقت ذاته”.
وأضافت أحمد: “نحن نعمل بروح التعاون وكأننا عائلة واحدة، وقد خصصنا صفحة على منصات التواصل الاجتماعي لعرض منتجات السيدات وتلقي الطلبات المباشرة من الزبائن، بهدف إعطائهن دفعة أكبر نحو التمكين وزيادة فرص التسويق”.
ورغم النجاحات التي حققتها المبادرة، ما زالت المجموعة تواجه عددًا من التحديات. وأوضحت أحمد في تصريحها لـ سوريا 24: “أبرز الصعوبات التي تواجهنا تتمثل في تأمين المواد الأولية ذات الجودة العالية، إضافة إلى الارتفاع غير المتوازن للأسعار مقارنة بما يُعرض في الأسواق. كما نواجه أحيانًا بطئًا في التسويق، إذ ترفض بعض المحلات شراء المنتجات بشكل مباشر، ما يضطرنا للاحتفاظ بها أو بيعها بخسارة”.
وتابعت: “نحن في مجموعة (أحلام صغيرة) نعتبر هذه المبادرة أكثر من مجرد عمل منزلي؛ إنها فرصة حقيقية لتقوية إرادة النساء ومنحهن مصدرًا كريمًا للدخل. كما أن وجود المشرفة أم إبراهيم، التي تمتلك خبرة تزيد على عشرين عامًا في إعداد المؤونة، يمنحنا دعمًا إضافيًا وثقة أكبر بجودة منتجاتنا”.
