Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد شلل المواصلات.. أزمة الوقود تضرب قطاع الصناعة في دمشق

خاص - SY24

أرخت الأزمة المعيشية والاقتصادية ثقلها على الأهالي في مناطق القلمون الغربي بريف دمشق، وبلغت ذروتها خلال الأسابيع الماضية، نتيجة شح المحروقات، وانقطاع الكهرباء كحال جميع مناطق سيطرة النظام، حسب ما رصدته منصة SY24.

مراسلنا في مدينة “النبك” أكد أنه تم إغلاق عدة مصانع ومعامل في المنطقة، بعدما توقفت عن العمل بسبب عدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيلها، مقابل ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وبالتالي عدم ملائمة تكاليف الإنتاج مع المردود، ما تسبب بإغلاق أبوابها إلى إشعار آخر.

وأضاف مراسلنا، أن” معظم تلك المصانع التي تم إغلاقها، قاومت منذ بداية أزمة المحروقات، وفقدانها في الأسواق، ولكنها منذ منتصف الأسبوع الحالي، لم تعد قادرة على الاستمرار وأعلن أصحابها توفقهم عن العمل”.

مصادر محلية أكدت لمراسلنا، أن السبب الرئيسي لذلك هو فقدان المحروقات الذي أجبرهم على شراء مادة المازوت لتشغيل المولدات الخاصة بالمعامل بأسعار خيالية حسب وصفهم، وبنوعية رديئة ليست كالسابق.

أما السبب الآخر، فهو ارتفاع أسعار المواد الأولية وأسعار جميع المستلزمات الضرورية للمعامل، بشكل كبير تزامناً مع تدهور قيمة الليرة السورية بشكل متسارع.

وعلى خلفية ذلك، قدر عدد من أصحاب المعامل الخسائر خلال الأيام الأخيرة قبيل إغلاقها، بأكثر من 30 مليون ليرة سورية بشكل يومي، ومع ذكر عدم استجابة بعض مؤسسات النظام في تأمين جزء من المحروقات لاستمرارها في العمل والإنتاج.

وفي ذات السياق، تشهد مدينة “القطيفة” بالقلمون الشرقي بريف دمشق، أزمة مواصلات كبيرة والسبب يعود لفقدان الوقود أيضاً، وماتزال الأزمة متفاقمة حتى اليوم دون وجود حلول أو بدائل لها من قبل المعنين في الحكومة.

مراسلنا في مدينة القطيفة، ذكر أن أكثر من 80 بالمئة من السرافيس الخاصة بالمدينة، خارج الخدمة والموقف المخصص للانطلاق  خالي بشكل شبه كامل منها، فيما يعاني الأهالي من صعوبة الوصول إلى أعمالهم بشكل كبير.

في حين أن الموظفين العاملين في دمشق، والطلاب الجامعيين، باتوا هم الخاسر الأكبر في هذه الأزمة، إذ يضطرون للذهاب إلى العاصمة بأي وسيلة كانت، في سبيل وصولهم إلى مكان عملهم.

مراسلنا التقى “يونس” اسم مستعار لأسباب أمنية، وهو أحد أبناء المدينة، يدرس في جامعة دمشق، قال إنه “يضطر لأخذ تكسي للذهاب من مدينة القطيفة إلى العاصمة دمشق بسعر  55 ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ خارج طاقته، ما جعله يفكر جدياً بترك الجامعة، واللجوء إلى العمل بسبب التكاليف المرتفعة التي يتكبدها في دراسته، والتي تجاوزت نصف مليون شهريا !”.

وأضاف الشاب، أن عدداً كبيراً من أصحاب السرافيس يعملون بشكل خاص بعيداً عن خط القطيفة دمشق، وقسم كبير منهم بقوم بتخديم المعامل، مثل معامل الخياطة والمصانع الأخرى.

بينما يقوم قسم آخر بتجهيز طلبات خارجية بأوقات معينة ويتم الاتفاق معهم حول الأجرة والمواعيد، أما النسبة القليلة المتبقية من السرافيس، تعمل في الموقف على الخط الرئيسي، ولكن بشكل متقطع أي عندما يتم توفير مادة المازوت في الكراجات.

هذه الأوضاع الكارثية حسب وصف أهالي قد التقيناهم، جعلت عدداً منهم يقدم الكثير من الشكاوى على أصحاب السرافيس، وطالبوا بتقديم مادة المازوت لهم، لمساعدتهم في العودة إلى العمل ضمن الخط الرئيسي، ولكن جميع تلك المناشدات والشكاوى لم تحرك ساكناً أو تجد أذن صاغية من قبل الجهات المسؤولة.

يذكر أن المواطنين في مناطق سيطرة النظام يعيشون أزمات متتالية منذ عدة سنوات، منها أزمة المياه  والكهرباء، والخبز، والمواصلات وكل ذلك دون تحرك جاد من المسؤولين لتحسين الواقع الخدمي، إذ يعيش المواطنين اليوم واحدة من أكبر الأزمات خلال الفترة الماضية، جعلتهم يشبهون الحياة هناك “كأنها الجحيم” في ظل عجز واضح من المسؤولين عن تأمين أبسط مقومات العيش لهم، بينما قامت حكومة النظام في الفترة الأخيرة برفع أسعار المحروقات لتزيد من معاناتهم اليومية.