Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما سبب التحركات العسكرية المكثفة شرقي ديرالزور؟

خاص - SY24

عززت الميليشيات الإيرانية من تواجدها في نقاطها ومواقعها العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي، خاصةً بعد تلقيها عدة ضربات جوية من قبل الطيران الاسرائيلي وطيران التحالف الدولي، خلال الأشهر الماضية، والتي سببت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوفها، بالإضافة إلى نشر حالة من الخوف والرعب بين منتسبيها المحليين وامتناع عدد منهم عن الالتحاق بمواقعهم العسكرية بعد كل ضربة.

 

التعزيزات الإيرانية تركزت بشكل مباشر على محيط قلعة الرحبة الأثرية في ريف مدينة الميادين شرقي ديرالزور، والتي تعد من أكبر القواعد الإيرانية في المنطقة لاحتوائها على مستودعات كبيرة لتخزين الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى وجود عدة منصات لإطلاق الصواريخ المحلية وأيضاً مواقع للتدريب على استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، ناهيك عن تواجد سجن ضخم خاص بـ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.

 

مصادر خاصة تحدثت عن استقدام العشرات من عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا فاطميون الأفغانية زينبيون الباكستانية إلى محيط القلعة، وقيامهم بتوسيع نقاط انتشارها لتشمل الطريق الدولي الذي يصل مدينة الميادين بـ طريق ديرالزور دمشق، بالإضافة إلى نشر عدة حواجز عسكرية على مداخل الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إليه مع تفتيش دقيق للحافلات والسيارات المدنية التي تمر من المنطقة.

 

وقالت المصادر ذاتها، إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني منعت عناصرها من حمل أجهزة الهاتف المحمول المزودة بكاميرا أو بنظام GPS لتحديد المواقع، خوفاً من تسرب بعض المواقع الحساسة إلى التحالف الدولي، كما منعت المنتسبين المحليين من الاقتراب من قلعة الرحبة بشكل كامل، وحصر مهامهم على حراسة محيطها وتأمين حياة الضباط الإيرانيين وعائلاتهم المتواجدين في القلعة.

 

فيما أكد شهود عيان لمراسل منصة SY24 في ديرالزور، أن عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قاموا بزرع عدة ألغام وعبوات ناسفة في منطقة البادية المحيطة بقلعة الرحبة، وأيضاً عند جوانب الطرقات المطلة على حواجزها العسكرية، وقيامها بالاحتفاظ بخريطة الألغام لنفسها مع عدم وضع أي إشارات تعريفية لمكان هذه الألغام، ما قد يهدد حياة الأهالي وخاصة رعاة الأغنام ومواشيهم.

 

وتأتي هذه التعزيزات في محاولة من المليشيات تأمين المنطقة عسكرياً لحماية قياداتها الإيرانية مع عائلاتهم من أي عمليات اغتيال قد يتم تنفيذها، بالإضافة إلى ضمان إدخال الأسلحة النوعية والمخدرات وتخزينها في القلعة بشكل آمن بعيداً عن أعين المتعاونين مع التحالف الدولي أو طائراته المسيرة، وبالذات مع منعها عناصر وضباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام من الاقتراب بشكل كامل من القلعة أو حواجزها المحيطة بها بشكل كامل، واتهامها إياها بالتجسس عليها مقابل مبالغ مالية.

 

أهالي مدينة الميادين اعتبروا قيام المليشيات الإيرانية بتخزين أسلحتهم في مكان أثري كـ “قلعة الرحبة”، بأنه “استهتار بتاريخ المنطقة وحضارتها التي يزيد عمرها عن 1500 سنة”، وخاصةً مع قيامها بسرقة آثار المنطقة وبيعها في الخارج من أجل تمويل ميليشياتها المسلحة، وتحقيق أرباح مادية كبيرة تضاف إلى أرباحها من تجارة المخدرات والأعضاء البشرية وغيرها من المواد الممنوعة.

 

والجدير بالذكر أن المواقع العسكرية الإيرانية المنتشرة في ريف ديرالزور الشرقي قد تعرضت خلال الأشهر الماضية إلى ضربات وصفت بـ “الموجعة” من قبل الطيران الاسرائيلي وطيران التحالف الدولي، والتي تسببت بسقوط عدد كبير من القتلى في صفوفها بينهم قياديين وضباط في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى تدمير كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، كانت قادمة من العراق إلى الداخل السوري ومنه إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب.