Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لماذا يرفض أهالي الرقة إرسال أطفالهم إلى المدارس؟

خاص - SY24

أعلنت لجنة التربية والتعليم التابعة لـ “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، عن عودة جميع المدارس في محافظة الرقة للعمل مرة أخرى بعد توقف دام أسبوعين، عقب قرار أصدرته في وقت سابق من العام الماضي بتعليق الدراسة في كافة المدارس نتيجة انتشار بعض الأمراض المعدية، التي تسبب بوفاة ما يقارب الـ 15 طفل وطفلة لم تتجاوز أعمارهم 12 سنة.

 

وجاء القرار بعد أن أكدت لجنة الصحة في “مجلس الرقة المدني”، أن الأمراض المنتشرة في المنطقة هي “أمراض موسمية عادية” جاءت بوتيرة أقوى من مثيلاتها، ولا تحتاج لأي حظر على الدراسة أو أي إجراءات احترازية أخرى كالتي تم تطبيقها إبان انتشار فيروس كورونا في المنطقة قبل عامين.

 

إلا أن قرار إنهاء تعليق الدراسة وعودة المدارس إلى العمل مرة أخرى لم يلقَ أي تجاوب من أهالي مدينة الرقة وضواحيها، حيث فضل عدد كبير منهم الامتناع عن إرسال أطفالهم إلى المدارس والإبقاء عليهم في المنازل خوفاً من التقاطهم عدوى ببعض الأمراض السارية مثل الكوليرا والكريب والكورونا، في ظل انخفاض معدل إجراءات السلامة داخل مدارس المنطقة.

 

وقال أحد المعلمين في مدينة الرقة، إن معظم المدارس التي تم إعادة افتتاحها لم تستقبل سوى نسبة قليلة من الطلاب وخاصةً في المرحلة الابتدائية، فيما كانت عودة طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى المدارس أكثر قليلاً، وذلك بسبب ارتفاع معدل الوعي لدى هؤلاء الطلاب مع قدرتهم على اتخاذ إجراءات السلامة بشكل أفضل من الأطفال في المرحلة الإبتدائية.

 

وذكر المصدر أن عدد كبير من أبناء المنطقة، يفضل متابعة تدريس أطفالهم في المنازل على إرسالهم إلى المدارس في ظل انتشار بعض الأمراض المعدية، الأمر الذي قد يهدد العملية التعليمية في مدينة الرقة التي تعاني أصلاً من تحديات عديدة تواجهها منذ انطلاقها في بداية العام الدراسي الجاري، وبالذات فيما يتعلق من الناحية الأمنية وتعرض بعض المواقع العسكرية الموجودة في الأحياء السكنية لهجمات مسلحة من قبل خلايا تنظيم داعش في وضح النهار.

 

“أم عامر” سيدة من سكان حي “المشلب” في مدينة الرقة، تفضل بقاء أطفالها في المنزل على أن ترسلهم إلى المدارس وهي تعلم بوجود العديد من الأمراض المعدية التي من الممكن أن تسبب أذى كبير لهم، خاصةً فيما يتعلق بـ الكوليرا والملاريا وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض التي تسببت حتى الآن بوفاة العديد من الأطفال في المنطقة، على حد قولها.

 

وأفادت السيدة في حديث خاص مع مراسل SY24، بأن “كل يوم نسمع بوفاة طفل بفعل فيروس جديد منتشر في المنطقة ولا أحد يعلم ما هو، وهيئة الصحة في المدينة تقول إنه مجرد كريب عادي ولا داعي للخوف، والآن نحن لا نعلم من نصدق ومن نكذب، ولهذا قررت التوقف عن إرسال أطفالي إلى المدارس حتى تنقضي هذه الفترة بسلام”.

 

وأضافت أن “جميع مدارس مدينة الرقة وضواحيها تعاني من انعدام واضح لإجراءات السلامة والوقاية من الأمراض المعدية في ظل انعدام المرافق الصحية النظيفة مع عدم وجود مياه شرب معقمة، إضافة لاكتظاظ معظم المدارس بالطلاب وجلوسهم فوق بعضهم داخل الصفوف الدراسية، الأمر الذي يسهل انتشار العدوى فيما بينهم وينقل الأمراض المعدية إليهم بسرعة”.

 

من جهتها، أكدت لجنة التربية والتعليم التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، أن قرار عودة المدارس إلى العمل جاء بعد حصولها على موافقة لجنة الصحة في مجلس الرقة المدني، مشيرة إلى أن الوضع الصحي في المنطقة آمن ولا يدعو للقلق وأن الأمراض المنتشرة بين أطفال المدينة هي “أمراض موسمية عادية”، لا تستدعي استمرار إغلاق المدارس أو المؤسسات الحكومية وتعطيل العملية الدراسية، مؤكدة قيامها بتعقيم كافة الصفوف الدراسية والمرافق الصحية في مدارس المدينة بهدف الحد من انتشار الأمراض بين الطلاب.

 

ويعاني الأهالي في مدينة الرقة من تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم في المشافي، إضافة إلى ارتفاع تكلفة مراجعة الأطباء والعيادات الخاصة وأيضاً ارتفاع أسعار معظم الأدوية الأساسية والتي تزامنت مع هبوط حاد في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، وغياب الرقابة على بيع الأدوية وغيرها.