Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لماذا يفضل عناصر المصالحات الانضمام للميليشيات في ديرالزور؟

خاص - SY24

افتتحت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني معسكراً تدريبياً جديداً في منطقة عياش بريف ديرالزور الغربي، قامت بتخصيصه لعدد من المنتسبين المحليين الجدد القادمين من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” والخاضعين لعملية تسوية وضع “مصالحة” مع النظام، وذلك بهدف تدريبهم على استخدام مختلف أنواع الأسلحة الفردية والمتوسطة وإعطائهم دورساً دينية في المذهب الشيعي.

 

المعسكر التدريبي الذي تم افتتاحه منتصف الأسبوع الفائت جاء وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها ميليشا الحرس الثوري الإيراني في محيط المعسكر، مع منع المنتسبين المحليين وعناصر الحراسة والمتدربين من إحضار أي أجهزة هاتف محمول إليه والتشديد على سريته ومنع الزيارات العائلية أو الرسمية إليه، بالإضافة إلى منع قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة له من الاقتراب من محيط المعسكر أو نشر أي حواجز عسكرية على طريقة.

 

مصادر خاصة قالت، إن قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني طلبت من المشرفين على المعسكر التدريبي التعامل بطريقة جيدة مع المنتسبين المحليين، وعدم التعرض لهم بأي إهانات أو شتائم على غرار ما حصل مع عدد من الدورات العسكرية السابقة، وذلك بهدف الإبقاء على هؤلاء العناصر ضمن صفوف ميليشياتها بعد عزوف الشباب عن الانضمام إليها بسبب المعاملة السيئة التي يتلقاها عناصرها المحليين، ناهيك عن تعرض مواقعها لقصف متكرر من قبل طيران التحالف الدولي والطيران الإسرائيلي.

 

وأكدت المصادر، أن السبب الرئيسي وراء انضمام عناصر المصالحات لميليشيا الحرس الثوري الإيراني يعود لعدم رغبة هؤلاء العناصر بالالتحاق في الخدمة الاجبارية لجيش النظام وتفضيلهم البقاء في مناطقهم، بالإضافة إلى حصولهم على ميزات تتعلق بالعلاج المجاني في المشافي الإيرانية وأيضاً حصولهم على حصص غذائية ورواتب شهرية مرتفعة نسبياً مقارنةً بما يحصل عليه عناصر النظام أو بقية الميليشيات المسلحة.

 

وجاء افتتاح هذه الدورة بعد أيام من تعرض مواقع تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة الميادين شرقي ديرالزور إلى هجوم من قبل طيران التحالف الدولي، عقب تعرض مواقع الأخير لقصف صاروخي مصدره الميليشيات الإيرانية المتمركزة بالقرب من قلعة الرحبة الأثرية المعقل الرئيسي لميلشيات طهران في المنطقة.

 

“رامي الجابر”، أحد أبناء مدينة ديرالزور ومنتسب سابق في صفوف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، قال إن “التعامل مع العناصر المحليين للميلشيات الإيرانية قد اختلف كثيراً مقارنةً بالفترات السابقة، وذلك بعد توجيهات مباشرة للعناصر الأجانب بضرورة عدم الاحتكاك مع العناصر المحليين أو التعامل معهم بطريقة عنصرية وخاصةً من لم يغير دينه إلى الشيعية، وذلك بعد امتناع الشباب عن التطوع لصالحها”، على حد وصفه.

 

وفي حديثه مع منصة SY24، قال: “المعسكرات التدريبية الأيرانية هدفها الأساسي هو غرس البذرة الأولى من الديانة الشيعية في عقول المنتسبين المحليين وليس تدريبهم على استخدام الأسلحة أو طرق الاقتحام وغيرها من التدريبات العسكرية، لأن الهدف الرئيسي من هذه المعسكرات هو تغيير ديانة المنتسبين وبالتالي الدخول إلى منازلهم وتغيير ديانة عائلاتهم وأطفالهم بالكامل وتحقيق هدفها في التغيير الديمغرافي للمنطقة”.

 

وأضاف أن “عناصر المصالحات القادمين من مناطق قسد لا يعلمون عن وضع المنطقة أي شيء وبالتالي فإنهم يرون أن الميليشيات الإيرانية هي الأقوى نفوذاً والأكثر قوة، وبالتالي الانضمام إليها يحقق لهم مكاسب إضافية ويبعدهم عن الالتحاق بصفوف قوات النظام، ولكن بعد فترة وجيزة من الزمن سيكتشفون أنهم كانوا مخطئين وسنرى هروب عدد كبير منهم وعودتهم إلى مناطق قسد مجدداً”.

 

والجدير بالذكر أن النظام قد أطلق، منذ منتصف العام الماضي، عملية “تسوية أوضاع” للمطلوبين للخدمة الإجبارية أو المتورطين بأعمال قتالية ضده في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، غير أن هذه الصالحات لم تلق أي إقبال من الشباب وذلك بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة في مناطق سيطرة النظام، ناهيك عن تخوفهم من قيامه بتجنيدهم في صفوف جيشه وزجهم على الجبهات الأولى مع فصائل المعارضة السورية في الشمال، أو في النقاط المتقدمة في البادية السورية التي تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات مباغتة من تنظيم داعش أوقعت عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفه.