Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ماذا تعرف عن أبراج الحمام التراثية في ريف إدلب؟ 

خاص - SY24 

يعد برج الحَمام في بلدة “كتيان” بريف إدلب، من أكبر  الأبراج في سوريا وأقدمها، إذ يعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني، بمساحة بناء تبلغ حوالي 800 متر مربع مقسمة على جزأين. 

مراسلنا “رامي السيد” زار موقع البرج، واطلع على أقسامه من الداخل والخارج، وقال: إن “القسم الأول من البرج يتألف من ساحة تحتوي على بركتين من الماء، محاطة بسور على ارتفاع مترين، ولها باب خارجي، يدخل إليها العامل ليقوم بإطعام الحمام ومراقبة أحواض الماء”.

وأضاف أن “مساحة كل حوض ماء تبلغ ستة أمتار مربعة، بطول 3 أمتار وعرض مترين، وارتفاع 1.75، ولم يبق من الجزء المذكور شيء، إذ تعرض للنهب في السنوات السابقة”. 

أما القسم الثاني، فهو مربع الشكل، تم بناؤه على ارتفاع حوالي تسعة أمتار، بطول وعرض 20 متر، ويحتوي على سبعة قواطع متجاورة، وله بابين من المنتصف باتجاه الشمال والجنوب من بدايته حتى نهايته يتصلان بممر يتوسط القواطع السبع، ويحتوي على فتحات علوية للتهوية والإنارة وخروج الحمام. 

البرج يتكون من نوافذ صغيرة تسمى “طوق” عددها كاملة ( 13996) طاقة، وهي عبارة عن بيت مربع صغير يتسع لزوج من الحمام، وعلى ارتفاع خمسة أمتار يحتوي البرج على طوق الحمام بشكل زنار كبير يحيط بجميع البناء، إذ مازال الجزء الثاني صامداً وكاملاً إلى اليوم. 

ذكر أحد أهالي المنطقة عن روايات قديمة، أن طيور الحمام كانت تغطي سماء القرية أثناء تحليقها ما يدل على كثرة عددها آنذاك. 

بنيت أبراج الحمام في بلدات قليلة، منها قرية “ترملا” ، و”كتيان” بريف إدلب، وبلدة “قسطون” في ريف حماه، معظمها بنيّ في فترة ما قبل أربعينيات القرن الماضي. 
تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو 2023-01-22-13.56.03-1200x800.jpg

وتحدث “محمد زيدان” خبير بناء من قرية “ترملا” جنوب إدلب، عن سبب وجود أبراج الحمام في المنطقة، والتي أصبحت أبراجاً تراثية حاضرة إلى يومنا هذا، وذلك خلال حديث خاص مع مراسلنا، يقول: إن تلك الأبراج كانت في السابق لغايات اقتصادية، وتعد تجارة رابحة آنذاك، إذ بيعت أزواج الحمام في سوق ريف المعرة وحلب، كما كان لها أهمية غذائية، وجمالية كنوع من طيور الزينة، ثم أصبحت الأبراج معالم تراثية في وقتنا الحالي. 

يخبرنا “زيدان”: أن تلك الأبراج بناها الإقطاعيون بارتفاعات عالية بنيت بشكل هندسي منظم منها ما يصل لعشرة أمتار، ويحاكي تصميم أبوابها من الداخل، أبواب القلاع المقوسة، ويتكون كل برج من خلايا صغيرة يفوق عددها في برج ترملا 6 آلاف خلية ،كانت طيور الحمام تعشش داخلها. 

يذكر أن تلك الأبراج أصبحت على مر الزمان معالم منسية، بسبب هجرة عدد كبير من الطيور منها، وتأثرها بالقصف والطيران الحربي للنظام والحليف الروسي، الذي طال تلك البلدات وكذلك نزوح أبناء القرى نتيجة ذلك، ما جعلها معالم مهملة ومنسية.