Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

المعونات الأممية لمتضرري الزلزال تباع بأسواق ديرالزور.. كيف وصلت إليها؟

خاص - SY24

شهدت أسواق مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له نشاطاً كثيفاً في حركة البيع والشراء على الرغم من انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ووصولها إلى أكثر من 7200 ليرة مقابل الدولار الواحد، واستمرار أسعار المواد الغذائية التقليدية بالارتفاع في ظل الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعاني منه الأهالي.

 

حيث أغرق تجار مدينة ديرالزور وأصحاب المستودعات الضخمة أسواقها ببضائع وسلع غذائية أجنبية قادمة من دول الخليج وبعض الدول الغربية وبيعها بأسعار رخيصة نسبياً مقارنة بأسعار البضائع المحلية المشابهة لها، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من الأهالي الذين فضلوا شراء هذه السلع على السلع المحلية أو الإيرانية منخفضة الجودة.

 

مصادر خاصة قالت إن تجاراً محليين قاموا بشراء مئات الأطنان من المواد الغذائية التي وصلت إلى مناطق سيطرة النظام كمساعدات أممية ودولية وإقليمية بهدف تقديمها للمتضررين من الزلزال الذي  ضرب المنطقة، والذي تسبب إلى الآن بمقتل أكثر من 1300 شخص بمناطق سيطرة النظام بمحافظات حلب واللاذقية وحماة.

 

المصادر ذاتها أفادت بأن التجار أوصلوا هذه البضائع إلى ديرالزور بالتعاون مع ميليشيا الفرقة الرابعة في جيش النظام وميليشيا الفيلق الخامس الموالي لروسيا والذي يقوده سهيل الحسن، بعد قيام قادة هذه الميليشيات بتقاسم المساعدات فيما بينهم وعدم إيصالها الى المحتاجين والمتضررين من الزلزال الذين يعانون ظروفاً صعبة في ظل حالة الطقس السيئة التي تشهدها المنطقة.

 

أهالي مدينة ديرالزور أكدوا أن بضائع مكتوب عليها صنع في الإمارات ومصر وبعض الدول الأوروبية وصلت إلى أسواق مدينة ديرالزور وباتت تباع على البسطات وبأسعار رخيصة جداً، في الوقت الذي بيعت فيه كميات كبيرة من المواد التموينية ومواد التنظيف وبعض أدوات الطبخ والبطانيات التي تحمل شعار الأمم المتحدة داخل المدينة أيضاً.

 

“ندى الجاسم”، موظفة في إحدى مؤسسات النظام ومن سكان حي الجورة، قالت أنها “اشترت كمية جيدة من المواد الغذائية الأجنبية بسعر جيد، وبعد استخدامها قررت استدانة مبلغ مالي من أحد معارفها وشراء كمية إضافية أخرى وتخزينها في منزلها، كون هذه البضائع جيدة النوعية وغير منتهية الصلاحية مثل الإيرانية، كما أنها رخيصة الثمن مقارنةً ببقية البضائع المحلية”، على حد قولها.

 

وفي حديثها لمنصة SY24 قالت: “لم نستخدم المرتديلا أو الجبنة السائلة منذ فترة طويلة والآن سنحت لنا الفرصة لشرائها بسعر رخيص، حيث حصلت على علبة مرتديلا مصنوعة في الإمارات ومتوسطة الحجم بـ 5000 ليرة فقط بينما تباع المحلية منها بأكثر من 12 ألف ليرة، ولهذا استدنت مبلغ مالي واشتريت كمية جيدة من هذه البضائع لأن وجودها في الأسواق  فرصة ذهبية يجب استغلالها”.

 

في الوقت الذي اتهم فيه الشاب “عمر الحسين”، طالب في كلية الاقتصاد بمدينة ديرالزور، اتهم فيه النظام وميليشياته بـ” سرقة معونات المدنيين في مناطق سيطرته وأيضاً سرقة المعونات التي كان من المفترض إيصالها إلى مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تعاني من كارثة

إنسانية مع ارتفاع عدد شهداء الزلزال إلى أكثر من 3500 شخص مع آلاف الجرحى والمفقودين والمشردين”، على حد تعبيره.

 

وقال في حديثه مع مراسل منصة SY24: إنه “في الوقت الذي يعاني منه المدنيون من الآثار الجسيمة التي خلفها الزلزال في مناطق سيطرة النظام وفي مناطق سيطرة المعارضة، نجد قادة الأفرع الأمنية ومسؤولي النظام والتجار المتعاملين معهم يسرقون المساعدات الأممية القادمة لإغاثة المتضررين ويعملون على بيعها في الأسواق المحلية دون أدنى شعور بالمسؤولية من قبلهم”.

 

والجدير بالذكر أن حكومة النظام تسلمت مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والعينية و الإيوائية من الأمم المتحدة والدول العربية والإقليمية بغرض تقديمها للمتضررين من الزلزال الذي ضرب عدداً من المدن التي يسيطر عليها وخلف قرابة 1300 قتيل 4000 مصاب وعدد من المفقودين، ورفضه السماح بإدخال المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال المحرر إلا عبر المعابر التي يديرها معه، وذلك بهدف سرقة أكبر قدر ممكن من هذه المساعدات وبيعها للمواطنين.