Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صحف غربية: الأسد يستغل كارثة الزلزال للعودة إلى الساحة الدولية

خاص-SY24

سلّطت مجلة “إيكونوميست” البريطانية الضوء على كارثة الزلزال في سوريا، مشيرة إلى أن رأس النظام بشار الأسد لا يود تفويت تلك الكارثة دون استغلالها للتقرب من الدول الغربية.

وأشارت المجلة إلى أن الهدف الرئيس من موافقة الأسد المتأخرة على فتح معبرين لإرسال المساعدات باتجاه مناطق الشمال السوري، هو التقرب من الغرب بعدما بدأ بالخروج فعلا بعد عقد من الزمان من العزلة الدبلوماسية.

ولفتت إلى أن دوافع النظام في تسهيل دخول المساعدات لمناطق سيطرة المعارضة ليست خيرية، فهو يكافح من أجل التعامل مع الدمار في مناطقه، وقد حاول إلقاء اللوم على الغرب ككبش فداء مناسب.

من جهتها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها أن الأسد يحاول استغلال الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة في البلاد، للعودة إلى الساحة الدولية وكسر المقاطعة التي فرضت عليه بسبب ما جرى في سوريا بعد اندلاع ثورة 2011.

وذكر التقرير، أن الزلزال كشف عن حالة الخطر التي تعيشها سوريا في عهد الأسد، إذ إنه رغم استعادة النظام السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية بفضل الأساليب القاسية وكذلك المساعدة الهائلة من حلفاء مثل روسيا وإيران، وجد الأسد نفسه على رأس دولة مفلسة مدمرة ومقسمة تخضع لحكمه جزئيا فقط، فيما تعج بالمجموعات المسلحة والقوات الأجنبية المختلفة.

 

وجاء في التقرير إلى أنه رغم جهود النظام السوري لمحاولة العودة إلى الساحة العالمية، فإن وضعه كنظام “منبوذ” لا يمكن أن يتغير بشكل كامل.

 

وحسب التقرير، فإن الأسد يواجه مشكلة داخلية كبرى، إذ إن الشعب السوري تعب من طول المعاناة لسنوات طويلة، والتداعيات الخطيرة التي خلفها الزلزال بشريا وعمرانيا قد تخلق له متاعب جديدة تهدد استقرار حكمه.

 

وقبل أيام، خرج رأس النظام في خطاب حول كارثة الزلزال، محذّراً حاضنته قائلاً “ما سنواجه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية، واقتصادية، واجتماعية لا يقل أهمية عما واجهنا خلال الأيام الأولى، وهو بحاجة للكثير من التفكير، والحوار، والتكافل، والتنظيم، لدى مختلف القطاعات الوطنية”.

 

وتابع أن  “حجم تلك الكارثة والمهام المناطة بنا جميعا أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة”.

 

وردًا على خطابه، قال الأكاديمي أحمد الحمادي في تصريح لمنصة SY24، إن “من دمر ثلاثة أرباع سوريا وشرد الشعب وقتل حوالي مليون ونصف واعتقل وغيّب في المعتقلات مئات الآلاف لا يحق له التحدث عن ما أسماه وطن الأسرة، فمن حول الوطن لمزرعة وحوش لا يصدقه أحد، ورغم مآسينا و نكباتنا التي حلت وتحل علينا بسببه سيبقى هدفنا الخلاص منه ومن نظامه الذي مارس الإرهاب بكل وحشية ضد الشعب السوري”؟

 

وذكر أن هذا النظام يريد غسل كل هذا السواد واللون الدامي الذي لطخ به وجه سوريا بمعسول كلامه، لن يجدي ولن يصرف إلا لدى السفهاء الذين استبدلوا عقولهم برائحة ما هو جاثم على رقابهم .

 

واستنكر الحمادي تجاهل النظام للمناطق المنكوبة شمالي سوريا، مضيفا أن النظام عدّد بعض المحافظات التي تعرضت بأضرار خفيفة جراء الزلزال وتجاهل الشمال السوري وإدلب الأكثر تضررا والتي دمرها الزلزال، وكانت نسبة 90% من الوفيات والدمار الزلزالي فيها، وبعد ذلك يتحدث عن الوطن والأسرة الواحدة المتكافلة المتضامنة، مما أوقعه في تناقض كبير كشخصيته النفسية المهزوزة المنفصلة عن الواقع، حسب وصفه.

 

وفي الـ 6 من الشهر الجاري، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.7 درجات جنوبي تركيا وامتدت آثاره المدمرة إلى الشمال السوري، ما خلّف خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا.