Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أسعار غير مسبوقة للخيام وصعوبة في تأمينها شمال سوريا.. ما السبب؟ 

خاص - SY24

قلب زلزال السادس من شباط، موازين الاستقرار ومعايير الأمان في الشمال السوري، لتصبح الخيام القماشية الأكثر مطلباً للأهالي، ولا سيما المتضررين من الزلزال، بعد أن أصبحت منازلهم الاسمنتية مصدر رعب وخوف، وبات يخشى من أي هزة ارتدادية قوية، تؤدي إلى انهيار الجدران المتصدعة في المباني السكنية والطابقية، فوق رؤوس قاطنيها، كما حدث في الأيام الماضية. 

تؤكد مراسلتنا في شمال إدلب، أن كثرة الطلب والإقبال على شراء الخيام بكافة أنواعها، زاد من سعرها بشكل جنوني، وأثر على توفرها في الأسواق، يقول “أبو خالد زيدان”عامل بأحد المنظمات الإنسانية والإغاثية، في حديثه إلينا: إن “الحاجة لوجود خيام تأوي المتضررين باتت كبيرة جداً، وتفوق الكميات القليلة الموجودة في المنطقة، وبسبب إقبال المنظمات على شراء كميات كبيرة منها زاد سعرها، ناهيك عن شحها في الأسواق، وأصبحت مطلب معظم الأهالي الخائفين من الإقامة في منازلهم الاسمنتية”. 

ورصد مراسلين SY24 في معظم مدن وبلدات الشمال السوري الأكثر تضرراً في الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا، أن الليلتين الماضيتين شهدت نزول الأهالي إلى الشوارع والساحات العامة والأراضي والبساتين المتطرفة عن الأبنية، ومنهم من بقي في السيارات والمركبات، بسبب حدوث هزة ارتدادية بلغت قوتها 6 درجات على مقياس ريختر، تزامنت مع انتشار شائعات كثيرة عن حدوث هزة أخرى في اليوم التالي، ما جعل معظم السكان يمضون ليلتهم في العراء وسط ظروف مناخية باردة جداً. 

الحاجة إلى مساعدات مستعجلة تتمثل بتأمين مأوى من الخيام سواء الكبيرة أو الصغيرة جعل سوق كبيرة تنشئ من تجارة الخيم والسلال الغذائية، والأغطية و فرش الاسفنج، ورفع سعر الخيمة لتصل إلى مايقارب 300 دولار، في حين أن سعرها قبل كارثة الزلزال كان 150 دولار، حتى أقل أنواع الخيام جودة والتي تعرف باسم “السفينة” التي لم يكن ثمنها يتجاوز 50 دولار أصبحت اليوم تباع بـ110 دولار، تزامناً مع زيادة كبيرة في الطلب. 

وأكد “زيدان” أن سبب غلاء الخيام ومستلزمات الإغاثة الأساسية إلى قيام المنظمات والفرق التطوعية، بشراء كميات كبيرة من الأسواق منذ اليوم الأول للزلازل، ما جعل شرائها بشكل فردي من قبل الأهالي أمر شاق، إذ تمتلئ غرف مواقع التواصل الاجتماعي، بطلبات البحث عن خيمة، مهما بلغ سعرها، بالوقت الذي يعجز كثيرين من الأهالي عن شرائها بالسعر الحالي. 

الناشط الصحفي “عارف وتد” عانى كثيراً في الحصول على خيمة لإيواء أطفاله وعائلته في مدينة الدانا شمال إدلب، بعد تردد شائعات كثيرة عن احتمالية حدوث هزة عنيفة ليلة الأمس، وبعد جهد وبحث طويل تمكنت أحد الفرق التطوعية من تأمين خيمة له، يقول لنا :إنه وأطفاله أمضوا ليلة باردة جداً في الخيمة، ناهيك عن خطر الوحوش المفترسة والحشرات العقارب، إذ أن الخيمة نصبت في أرض زراعية متطرفة كحال معظم الخيام. 

لم يقتصر استغلال التجار على رفع سعر الخيام، إذ شكل الزلزال فرصة احتكارية كبيرة للتجار والمتنفذين في إدلب، مستغلين شح بعض المواد و الطلب الزائد عليها و تهافت المنظمات لشرائها، دون قدرة من حكومة الأمر الواقع على ضبط الأسعار وتنظيم بيعها ومحاسبة التجار والمحتكرين، لترتفع الأسعار حوالي ثلاثة أضعاف ماكانت عليه قبل عشرين يوم. 

في الوقت ذاته، تضافرت الجهود الفردية للناشطين وعدد كبير من الأهالي في تقديم المساعدات، سواء بتأمين خيام فردية للمتضررين، أو تأمين كميات كبيرة بأسعار منافسة، أو القيام بتفصيل وصنع الخيام وفق المواد المتوفرة في الداخل السوري، رغم ذلك بقيت الحاجة الفعلية أكبر من جميع الجهود المبذولة للاستجابة للمتضررين. 

كما قامت العديد من المشاريع السكنية بنصب عدة خيام أمام بالقرب منها في الأراضي المتطرفة عن الأبنية، بحيث تكون مأوى جماعي للعائلات والأطفال فى حال حدوث أي هزة أرضية، كما فعل فريق والاستجابة الطارئة في مشروع قرية رحماء السكني بكفر لوسين شمال إدلب. 

تحولت خيام الأمس البالية، بين ليلة وضحاها، إلى أكثر المواد احتياجاً في الشمال السوري، بعد أن قضى آلاف شخص تحت أنقاض منزلهم، وأصيب آلاف آخرين في الردم، عقب الزلزال الذي لم تشهد مثله المنطقة منذ آلاف السنين. إذ قدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد الضحايا الذين قضوا في الشمال السوري، 2157 شخص توفوا في مناطق متفرقة من محافظتي إدلب وحلب.