Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الناجون من تحت الأنقاض.. أمراض تلازمهم واحتياجات ينادون بها

خاص - SY24

أكد عدد من أبناء الشمال السوري، بأن الكثير من الأمور الخطرة التي يواجهها الناجون من تحت الأنقاض جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة مؤخراً، وعلى رأسها “داء الهرس” أو ما تسمى “متلازمة الهرس”.

وحسب عدد من الذين تواصلت معهم منصة SY24، فإن هؤلاء الناجين من تحت الأنقاض بحاجة شديدة إلى الدعم النفسي من قبل المنظمات المختصة، إضافة إلى الدعم الإغاثي والإنساني.

وقال الناشط الإنساني مالك الشامي لمنصة SY24 “مات من نجا ونجا من مات، هذه عبارة قالها لي شخص فقد 26 من أفراد أسرته، في الحقيقة الجرح الذي خلفه الزلزال في أرواح ممن تبقى حي كبير جداً ولا يمكن أن يندمل، وقد يكون هو من أخطر الجروح وأشدها ألماً، يليه المصاب بمتلازمة الهرس، حيث لا يتوفر علاج وإمكانيات في مستشفيات الشمال السوري.

وأضاف، يأتي عقب كل ذلك حالات البتر، فمن فقد عضو من جسده كمن فقد روحاً، في الحقيقة الحالة النفسية لأي ناجٍ تكون بطبيعة الحال بحاجة لعلاج طويل الأمد، فكيف لمن لا يجد علاج جسدي في منطقة مهمشة عن المساعدات الطبية؟، حسب تعبيره.

وحسب أطباء، فإن “متلازمة الهرس” هي اضطراب إقفاري حاد يتميز بنقص إمداد الدم والأكسجين للأعضاء والأنسجة في جميع أنحاء الجسم.

وفي كثير من الأحيان، تنتج إصابات هرس الأطراف عن الدمار الناجم عن الكوارث الطبيعية مثل الزلزال أو الإعصار أو حوادث السيارات، وتعد حالة خطيرة يعاني منها الناجون بعد الضغط بشدة على الأنسجة، وفق مصادر طبية متطابقة.

وتتضمن هذه الحالة الطبية إصابة المريض بفشل كلوي وصدمة كبيرة، وذلك بعد إصابته بسحق في العضلات أو الجسد بشكل عام، وتتسبب سقوط القطع الثقيلة على الجسد في تورم العضلات وإصابات متفرقة في الجسد.

وبسبب خطورة متلازمة الهرس، يظل الناجون من تحت الأنقاض تحت الملاحظة الطبية وعدم خروجهم من المستشفى، إلا بعد وصول نسبة السوائل في الجسم إلى المعدل الطبيعي.

الناشط الإعلامي فادي شباط قال لمنصة SY24، “بشكل عام، الناجون موجودون لدى أقاربهم في المنازل والخيام، ولكن لم تصل المنظمات إلا للقليل منهم، ولكن يحتاج الأمر وقتاً طويلاً وتوحيداً لبيانات المنظمات”.

ولفت إلى “متلازمة الهرس” هي أبرز ما يعانيه الناجون من تحت الأنقاض، إذ أن أغلب من نجى وبحاجة لعلاج موجود في النقاط الطبية، لكن الأهم أيضاً هو أن هناك كثيرون فقدوا أقارب لهم وهم  بحاجة لدعم نفسي، وفق قوله.

يضاف إلى معاناة الناجين وخاصة من متلازمة الهرس، يضاف إليها معاناة أخرى هي تأمين المأوى، فكثير منهم تهدمت بيوتهم أو باتت غير صالحة للسكن ومن أجل ذلك باتت أوضاعهم مزرية للغاية ما انعكس سلباً على أوضاعهم النفسية.

وقال الناشط السياسي وابن محافظة إدلب، عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إن “أخطر حالة يعاني منها الناجون هي موضوع المأوى، وبالتالي فإن الأسر التي خرجت من تحت الأنقاض هي بحاجة لكل شيء، دعم مادي ونفسي ومستلزمات كاملة”.

وذكر أن المنظمات الإنسانية والطواقم الطبية قدمت ما يمكن تقديمه لمن خرج من تحت الأنقاض، سواء من كانوا مصابين أو من كانوا في المستشفيات وهناك حالات خطرة، ومنهم من توفي وهو مصاب بداء الهرس.

ووصف العمر الوضع بأنه كارثي جدا كون الإمكانات محدودة جدا في مواجهة كارثة من هذا النوع لأول مرة.

وبيّن أن أي عائلة خرجت من تحت الأنقاض حلمها الآن الحصول على خيمة خوفا من حدوث هزات ارتدادية أو زلزال آخر، مع العلم أن البعض اشترى خيمة بمبلغ مرتفع جدا وقام بنصبها بجانب منزله.

وأكد أنه من المهم دعم هذه العائلات بمبالغ مالية، إلى جانب كل المقومات والمساعدات الأخرى غذائية أو إغاثية.

يشار إلى أن منطقة الشمال السوري تشهد ازدياداً ملحوظاً في نسبة الاحتياجات الإنسانية في المنطقة بعد تحقيق حالة من الاستقرار، لإحصاء ورصد الأضرار الأولية، إضافة إلى استنزاف كبير في القطاع الصحي مع تراجع كبير في عمليات الاستجابة ، حيث تعمل الكوادر الطبية بالطاقة القصوى، في حين  لم تبلغ الاستجابة الإنسانية الحالية في المنطقة النسبة الفعلية لتعويض النازحين والأضرار في المنطقة، حسب فريق “منسقو استجابة سوريا”.