Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

من يقف وراء إحياء داعش في الجنوب السوري؟ 

خاص - SY24

فلول تنظيم داعش تعيد تكوين نفسها بتسهيل من أجهزة النظام الاستخباراتية جنوب سوريا، إذ يعمل من تبقى من التنظيم في الفترة الأخيرة على ترتيب أوراقهم وتشكيل بؤر جديدة لهم، باستقدام عدة مجموعات تتبع للتنظيم من البادية السورية وتحديداً مناطق شرق السويداء عبر الأمن العسكري التابع للنظام. 

مصادر خاصة أكدت لمنصة SY24، أن الفترة الأخيرة شهدت نقل تلك المجموعات إلى ريف درعا الشمالي الشرقي، وسهلت مرور عناصر وقيادات داعش من ريف السويداء إلى ريف درعا الغربي، تحت حماية من المخابرات الجوية، التي عملت على المساهمة في إخراجهم من درعا أواخر تشرين الثاني 2022.

وأشار المصدر إلى أنه وصل عدد من العناصر والقيادات لمناطق غرب أوتوستراد (دمشق-عمان) شمال محافظة درعا، ثم حصل اجتماع أمني للقيادات في مدينة إنخل القريبة من مدينة جاسم، و التي تمركز في محيطها عدد من المقاتلين والقادة المتبقين جنوب سوريا.

وقال مراسلنا: إنه “انتقل عدد من قيادات التنظيم لمنطقة إنخل بعد العملية الأمنية على داعش في درعا البلد و شاركوا في الاجتماع الأمني، ومن بين هؤلاء القادة المدعو “أسامة عزيزية” الملقب (أبو الليث)، والمدعو (الشايب) فيما بقي عدد كبير من عناصر داعش في محيط درعا البلد، بتسهيل من المخابرات الجوية، إذ يتم انتقالهم من منطقة إلى أخرى شرق محافظة درعا.

وكان اللواء الثامن ومجموعة من الفصائل المحلية حسب ما رصدته منصة SY24 في شهر تشرين الأول من العام الماضي، قد وجه ضربات قوية للتنظيم، في منطقتين حيويتين كان يسيطر عليهما، أسفرت عن مقتل الزعيم العام للتنظيم (أبو الحسن الهاشمي القرشي)، حسب ما أعلنته القوات الأميركية آنذاك. 

 ومع بداية تشرين الثاني من العام نفسه، بدأ اللواء الثامن و مجموعات محلية بشن حملات أمنية خاصة، استهدفت التنظيم الإرهابي في مدينة درعا البلد، و التي أسفرت عن إنهاء وجود التنظيم بالكامل في درعا، و مقتل عدد من قياداته و تشتيت البقية وانتقالهم لمناطق أخرى في الجنوب.

وقبل يومين حسب ما كشفته المنصة، قام اللواء الثامن بحملة نوعية، للقضاء على عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، بينهم تجار مخدرات، أسفرت عن مقتل المدعو “فايز الراضي” قائد العصابة شرقي درعا، وبالتالي تفكيك عصابة تهريب المخدرات و إفقاد داعش في المنطقة، المساعد اللوجستي الخاص بهم. 

وفي الأسبوع ذاته، قتل المدعو “نادر خلف أبو نبوت” الملقب باسم “أبو جزوان” إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في درعا البلد، ويعد قائد مجموعة تتبع لـ “محمد المسالمة” الملقب ب”هفو” المبايع لتنظيم داعش.

وعن مصير العدد القليل من أفراد خلايا تنظيم داعش المتبقية بعد القضاء عليهم أواخر العام المنصرم، يقول الناشط “أحمد حسان” اسم مستعار، والمطلع على الوضع بشكل كبير، إن “المعركة كانت حاسمة ومصيرية، تم القضاء فيها على قياديين بارزين، وكان هنالك أكثر من عشر جثث لم يتم التعرف سوى على اثنتين فقط ، أحدهما تعود لشخص من السويداء والآخر للمدعو أبو طارق الصبيحي، والآخرين تمت ملاحقتهم إلى المنطقة الشرقية بعد أن هربوا من منطقة طريق السد في مدينة درعا”. 

وأضاف أنه كانت هنالك عدة محاولات انتقامية تمثلت بمحاولة اغتيال عدد من الشخصيات البارزة في مدينة درعا، ولكنها بائت بالفشل وكانت قليلة بعد هروب الغالبية من خلايا تنظيم داعش من المنطقة.

ونوه الناشط حسب اطلاعه على مجريات الأحداث، احتمالية عودة التنظيم للتشكيل بعد القضاء عليه في عدة مواقع أهمها جاسم ودرعا البلد، موضحاً ذلك بقوله “لا يستطيع التنظيم إلا أن يقوم بتشكيل بؤر من أجل أعمالهم القذرة، ويذكر بأن أكبر القلاع كانت في مدينة جاسم، و في منطقة طريق السد بمدينة درعا، وقد تم هدمها وسحقها”. 

يذكر أن ملف القضاء على داعش شهد أحداثاً متسارعة أواخر العام الماضي، حيث سيطرت الفصائل المحلية من أبناء المنطقة، وقال: إن “الفصائل المحلية سيطرت على قطاع طريق السد، والحمادين، والمهندسين، ومخيم درعا، وأصبحت تلك المناطق خالية من فلول التنظيم، كما تمت السيطرة على عدة مخازن من الأسلحة تابعة لخلايا التنظيم في درعا”.

إذ تعيش خلايا التنظيم تعيش أسوأ أيامها بسبب عدم وجود المكان الآمن لهم بشكل كبير، وهم يتوزعون في بلدة نصيب حالياً تحت حماية النظام، ويتنقلون إلى المناطق الشرقية منها، ويسعون تشكيل بؤرة جديدة في المنطقة الشرقية، ولكن هذه المساعي إلى الآن تبوء بالفشل.